زوريخ، القاهرة، باريس - "الحياة" رويترز - قال رئيس شركة سويسرية يُحقق في احتمال تورطها في تمويل هجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي على الولاياتالمتحدة، ان شركته لا صلة لها بمتطرفين. وقال السيد محمد منصور، الرئيس غير التنفيذي ل"شركة ندا للادارة" ومقرها لوغانو، لصحيفة "تاجيز انتسايجر" ان الشركة التي كانت تعرف من قبل باسم "التقوى" اتُهمت من دون وجه حق. ونقلت الصحيفة عنه: "أنا رئيس شركة خدمات لا علاقة لها بأسامة بن لادن او بغيره من الارهابيين. الاتهامات الموجهة الى شركة التقوى المعروفة الآن باسم ندا مجرد هراء". ولم يتسن الاتصال بمنصور للتعليق. وقال منصور وهو استاذ متقاعد للهندسة الالكترونية في المعهد الفيديرالي السويسري، ان المدير التنفيذي للشركة يوسف ندا "ليس متطرفاً. لا أعرف ما الذي يريد ان يفعله الاميركيون هنا. يبدو انهم يهاجمون كل ما هو اسلامي". وجمد المسؤولون السويسريون هذا الاسبوع حسابات "ندا" وفتشوا منازل مسؤوليها ومكاتبهم. ولم يوضحوا عدد الحسابات او حجم الاموال التي جُمّد. وبدأ تحقيق مبدئي في 24 تشرين الاول اكتوبر الماضي لمعرفة ما اذا كان اثنان من مديري شركة "ندا" ضالعين في أي تنظيم اجرامي. وقال المدعي العام الفيديرالي فالنتان روشاشر للتلفزيون السويسري: "يُشتبه في ان اعمال هذه الشركة كانت تساند عمليات مالية لمصلحة اشخاص ينبغي اعتبارهم اعضاء في منظمات ارهابية ومشتركين في المسؤولية عن هجمات 11 ايلول سبتمبر". وفي القاهرة، كشفت مصادر غربية ان واشنطن تعتبر السيد ندا واحداً من ابرز القادة الفاعلين في التنظيم الدولي ل"الاخوان المسلمين" ، وان انقطاع صلته بنشاط الجماعة داخل مصر بعد خروجه منها إثر الصدام الذي وقع بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقادة "الاخوان" عام 1954 "لا يبدد الاعتقاد بأنه عضو بارز في التنظيم الدولي للاخوان والذي يغطي نشاطه غالبية الدول العربية والاسلامية اضافة الى دول اخرى اجنبية". وأضافت المصادر ذاتها ان ندا "خصص طائرة قبل سنوات نقل فيها عدداً كبيراً من قادة "الاخوان" في مصر بينهم المرشد الحالي السيد مصطفى مشهور الى سويسرا ليشاركوا في حفلة عرس"، وان أجهزة غربية "رصدت اتصالات بينه وبين قادة الإخوان المقيمين في مصر". لكن قادة الإخوان قللوا من تأثير الحملة الاميركية على نشاط الجماعة. واعتبر القطب البارز في "الإخوان" الدكتور عصام العريان ان توسيع الادارة الاميركية الحملة ضد الارهاب لتشمل الجماعات الاسلامية السلمية "يمثل طامة كبرى وخطأ كبيراً". وقال العريان ل"الحياة": "واضح ان الاميركيين يواجهون فشلاً ذريعاً في ادارة الأزمة منذ وقوع الهجمات في نيويوركوواشنطن في 11 ايلول سبتمبر الماضي نتيجة التردي الاستخباراتي والأمني الذريع الذي وقعت فيه اجهزتهم والتي كانوا يتفاخرون بها أمام العالم، ويزعمون انها قادرة على رصد كل ما يحدث في الدنيا. وحدثت الصدمة لدى المواطن الاميركي حين رأى مراكز القوة والحضارة تضرب في غياب الاستخبارات وال "إف. بي. اي" ... مظاهر الفشل عكسه توجيه الاتهام الى الاسلاميين قبل إجراء أي تحقيقات ما جعل الشعوب العربية والاسلامية ترتاب في التوجهات الاميركية وتشكك في كل ما يصدر عن واشنطن من معلومات فخسرت اميركا صدقيتها لدى الآخرين". وتابع: "قبل وقوع الاحداث كان موقف الاميركيين من القضية الفلسطينية واضحاً ومعروفاً للجميع. اما الان فإنهم يتخبطون ويشنون حروباً إعلامية ضد الدول التي كانوا يعتبرونها صديقة مثل مصر لانها عبرت عن رأيها في ما يحدث واعترضت على قتل الابرياء في افغانستان". واستنكر "السلوك الاميركي في توسيع تعريف الارهاب ليشمل حركات التحرر الوطني والتنظيمات الفلسطينية واللبنانية التي تقاوم الاحتلال"، واستبعد أن تؤدي الاجراءات الاميركية ضد "بنك التقوى" إلى تصعيد في الحملة الامنية المصرية ضد الجماعة. ورأى أن القاهرة "تتعامل مع الاخوان وفقاً لسياسات ثابتة وليست لمصلحة طرف آخر خصوصاً اذا كان ذلك الطرف لا ينظر إلا الى مصلحته". وفي باريس، قال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان بلاده تلقت من الولاياتالمتحدة وعبر القنوات الديبلوماسية، الأربعاء الماضي، لائحة رابعة بأسماء أشخاص ومؤسسات يُشتبه في ارتباطها ب"القاعدة". وأوضح ان بلاده تدرس حالياً هذه اللائحة.