المذكرات التي دأب الروائي اللبناني سهيل ادريس على كتابتها طوال سنوات تصدر خلال ايام تحت عنوان "ذكريات الأدب والحب". والمذكرات التي يتقاطع فيها الأدب والصحافة والسياسة والحب هي اشبه بالمفكرة التي تختصر مرحلة بكاملها بدءاً من الأربعينات وانتهاء بالسنوات الراهنة. ولعلها المرحلة التي شهدت ابرز التحولات الثقافية والأدبية والسياسية في العالم العربي. وشاء الروائي سهيل ادريس ان يخص "الحياة" بفصل من مذكراته عشية صدورها عن دار الآداب. وهنا جزء من الفصل وعنوانه: "من الأدب الى الصحافة". دخلتُ الحياة الأدبية من باب الصحافة. فقد تلقّيت ذات يوم، من عام 1943، رسالة من المرحوم سعيد فريحة، رئيس تحرير مجلة الصيّاد، يدعوني فيها الى زيارته، بعد ان حدّثه عنّي "صديقٌ للطرفين" كما قال، في معرض البحث عن "محرّر نشيط". وحين قابلتُ سعيد فريحة في مكتبه، وكان آنذاك في منطقة "العازاريّة"، سألتُه عن طبيعة عملي في التحرير، فأجابني بلا تردّد: - مِنْ كلّه! سألت: أيّ باب في المجلّة؟ قال: جميع الأبواب! أردت ان أعترض، فقلت: ولكن... قاطعني قائلاً: لا "لكن" ولا "إنّ" ولا "لعلّ!". فضحكت. وتابع سعيد فريحة: - تَطْرق جميع الأبواب... الى أن يفتح الله عليكَ بأحدها، فتدخل! وضحكتُ مرّة اخرى، ثمّ سارعتُ أقول: - موافق... فلنجرّبْ! قال: عظيم! وأضاف بعد لحظات: - أمّا الرّاتب، فنتّفق عليه بعد التجربة! فاستحَيْتُ أن أسأله عن مدّة التجربة، بالرّغم من أنّ أسرتي كانت في مسيس الحاجة إلى مشاركتي في نفقاتها. واحتللتُ في اليوم التالي غرفة صغيرة في مكتب الصيّاد كانت تُطلّ على بيوت قديمة في العازاريّة. وجلستُ وراء مكتبي، والزهوُ يملأ نفسي، وطلبتُ فنجاناً من القهوة، وبسمةٌ من سخرية ترتسم على شفتيّ: "قال بعد التجربة... قال!" ثمّ تساءلت: "والقصص التي تنشرها لي مجلاّت الأمالي والمكشوف والجمهور... ألم تدخل في التجربة وتخرج منها بنجاح؟" وفي ظهيرة ذلك اليوم نفسه، قدَّمتُ لسعيد فريحة قصّة قصيرة كنتُ كتبتها منذ أيّام، فنظر الى عنوانها ثمّ قال بسرعة: - لا أحبّ القصص! أُصبتُ بالذهول، غير أنّي تمالكتُ نفسي وتساءلت: - ولكن كلّ ما تكتبه في "الجعبة"، يا أستاذ سعيد، هو من القصص! قال بكلّ هدوء: - ولكنها غير شكل! ثم استدرك يقول: - ومع ذلك، سأقرأ القصّة الآن. تفضّل بالجلوس. جلستُ وأنا أرتعش. وفيما هو يقرأ القصّة، تذكّرتُ ما أعرفه عن سعيد فريحة من أنّه رجل أمّي لم يدخل مدرسة، وأنه كان حلاّقاً، ثمّ بائعَ صحف... على ما روى في "جعبته"... في حين أنّي تعلّمتُ في الكلِّيات، وبدأتُ دراسة الحقوق في الجامعة وإنْ كنت فشلتُ في الامتحان الشفهيّ تلك السنة. وها هو الآن يُخضعني لامتحان خاص ولا أدري إذا... قطع عليّ صاحب الصيّاد حبل التفكير حين مدّ يده بالقصة يعيدها لي قائلاً: - ثقيلة الدم... وإنْ كانت جميلة اللغة! وبالرغم من شعوري بأنه "جَرَح وداوى" بهذا الحكم، فقد قلت معترضاً: - القصّة إما ان تكون جميلة، أو رديئة... أمّا ثِقَل الدم... قاطعني يقول: - لا تزعل يا أستاذ... إذا قلتُ لك إنّ ثقل الدم هو من الرداءة! ثمّ أردف وهو يمدّ لي يده بمجموعة رسائل وأوراق التقطها عن مكتبه: - تفضّل فاقرأْها، واخترْ ما يصلح منها للنشر، وافتحْ باباً جديداً تُعلّق فيه على ما يلفت النظر ويثير الاهتمام في هذه المواد. ثم أنهى كلامه ضاحكاً: - ولا تنْسَ المقياس: خفّة الدم! ثم نهض وخرج دون ان يترك لي فرصةً للتعليق. عدتُ الى مكتبي الصغير يتجاذبني احساس متناقض من الرضى والسخط: لقد أخذ على القصة ثقل الدم واعترف بجمال اللغة، فما يكون موقفي؟ وشعرتُ بضيق في الصّدر، فاتّجهتُ الى نافذة المكتب أودّ ان أستروح هواءً يخفف من ضيقي. وإذ ذاك رأيتُ تلك الفتاة على شرفة الطابق الثاني من البيت المقابل. ومنذ تلك السّاعة، انعقدتْ علاقةٌ بين نافذتي وشرفتها. ثم انتقلت العلاقة فأصبحت بين يدي وهي تكتب الرسائل القصيرة وحديقة البيت المقابل وهي تتلقى هذه الرسائل. ولم تلبث هذه الحركات المتواطئة ان أثمرت مواعيد مع "أناهيد". وكرمى لأناهيد، تلاشت الاعتراضات على ديكتاتورية سعيد! وبعد عدة لقاءات تم بعضها في دور السينما وتبادلنا في ظلامها القبلات والملامسات، انتهزتْ اناهيد فرصة غياب والدتها في سفرٍ الى ذويها في "البقاع"، فاستقبلتني في منزلها، وشرّعت أمامي باب الأنوثة اللاهبة، فأذاقت الشابّ ذا السبعة عشر عاماً الذي كُنتهُ أولى لذائذ الثمرة الناضجة. ولم يمض وقت طويل حتّى بلغَنا انّ أملاك "العازارية" قد بيعت لبعض كبار المتمولين، وأن الأبنية القديمة التي كانت قائمة فيها ستُهدم ليُقام مكانها أحدُ أفخم الأبنية في بيروت. وبهدم مكاتب الصيّاد القديمة والبيوت المجاورة لها في المنطقة، انقطعت العلاقة بين النافذة والشرفة، ونزحتْ أناهيد مع أمّها الى سهل البقاع. وانتقلتْ مكاتب المجلّة الى شارع اللّنبي، وعدتُ أواجه دكتاتورية سعيد فريحة الذي ينبغي الاعتراف بأنه طوّعني لمزاجيّته. فصرتُ أكتب كما يريدني أن أكتب، وأتحدّث في موضوعات أعدُّني دخيلاً عليها كموضوع المغنّين والمغنّيات الذين كتبتُ عنهم عدّة مقالات وصفها رئيس التحرير بأنها ليست "ثقيلة الدم". وحدث أنّي اخترتُ للنشر، ذات يوم، قصيدةً لطاغور ترجمها أحد القراء. وفي الأسبوع التالي فوجئتُ بنشر رسالة في الصيّاد، موجهة الى محرر باب "من القرّاء وإليهم" وهو الباب الذي كنت أُشرف عليه وفيها يكشف كاتبُها أنّ قصيدة طاغور، المنشورة في العدد السابق، كان قد أرسلها الى المجلة منذ حين، وأنتظر أسابيع فلم تُنشر، ثم عمد الى إرسالها مرة أخرى مدّعياً أنها مترجمة من طاغور، وهي ليست إلا من إنتاجه هو، فنشرها "المحرّرُ الغبيّ" وكان لا يقصد طبعاً إلاّي... لمجرّد أنّه نسبها الى طاغور! وكانت هذه الرّسالة تحمل توقيع "منصور الرّحباني"، وهو لم يكن إلا أحد الأخوين رحباني اللذين طارت لهما، في ما بعد، شهرة عظيمة في تأليف الأغاني وتلحينها والتي خلّدتها فيروز بصوتها الرائع. كان نشر رسالة الرّحباني، من غير ان أطّلع عليها قبل النشر، "مَقْلباً" آخر قام به سعيد فريحة، بالإضافة الى مقلب منصور الذي تقبّلتُه ببرودة اعصاب، معزياً نفسي بأنني ليس من المفروض أن أكون مطّلعاً على كامل اعمال طاغور لأكتشف ما قد يُنسب إليه تزويراً. أمّا ان يوافق رئيسُ تحرير مجلّة على نشر إهانة لأحد محرّريها، بدلاً من أن يحذف النعت الذي يحمل هذه الإهانة، فأمر يتطلّب موقفاً يقتضيه الدفاعُ عن الكرامة! كنتُ جالساً وراء طاولتي في الغرفة المجاورة لمكتب صاحب المجلّة، أقلّب الأمر على وجوهه، باحثاً عن وسيلة ناجعة للاحتجاج، حين خرجتْ من غرفته فتاة ممشوقة التفتت إليّ فتوقّفت لحظة ترشقني، من عينين سوداوين نفّاذتين، بسهم اخترقني حتّى الشغاف. وذكرَت اسمي متسائلة، فأومأتُ برأسي إيجاباً. ابتسمتْ وهي تمدّ يدها مصافحة، وقالت: - كنتُ، منذ دقائق، أتحدث مع "عمّو" سعيد عنك. وجلستْ "د" على مقعد قبالة مكتبي، وبقيتْ دقائق معدودة أخبرتني فيها أنها تتابع كتاباتي وتتذوقها، وأنها قريبة صاحب المجلة، وأنها تعد لشهادة البكالوريا. وحين خرجت "د" تيقّنتُ أنني أُصبت منها بصعقة الحب، وأنها سيكون لها معي شأن! وفي ذلك اليوم، نسيت "مقلبَيْ" الرحباني ورئيس التحرير، أو تناسيتهما. ومنذ ذلك اليوم، تسمّرتُ الى مكتبي في الصيّاد أنتظر إطلالة البسمة على شفتيْ "د" والنظرة الساحرة في عينيها السوداوين. وبالرغم من أنّ "أناهيد" كانت قد كَسرت التهيُّب الذي كنت أشعر به تجاه جسد المرأة، وأنّي كنتُ بالتالي مدعواً لمزيد من الجسارة في خوض التجربة الجديدة، فقد كنتُ ارتدّ الى الفتى الراعش، المتعثر المرتبك الذي عاشني وعشته في عهد المراهقة، كلما لقيت "د". وقد انقضت أسابيعُ طويلة قبل ان افاجئ نفسي، حين جاءت "د" الى المكتب الذي كان صاحبُ المجلّة غائباً عنه، بأن تناولتُ يدها التي امتدت لمصافحتي، فرفعتُها الى شفتيّ وقبّلتها. وحين نظرتُ الى وجهها ورأيت ذلك الاحمرار يخالط وجنتيها، ويشكّل مع بسمتها العذبة وشعاع عينيها السوداوين لوحة من الجمال النادر، سمعتُني أتمتم، وأنا شبه فاقد الوعي، "حبيبتي د..." فمالت عليّ تلامس رأسي بشفتيها، ثمّ انفتلت هاربة. وغابت "د" في فصل الصيف التالي الذي قضته في قبرص واليونان مع بعض اقاربها، فكتبت لها رسالتين ورجوتها أن تكتب لي، ولكنها ردت برسالة قصيرة قالت فيها انها تخجل من ان تكتب لي، وتلح إلحاحاً يشبه التوسل والابتهال ألاّ أنقطع عن مراسلتها. قالت لي "د" حين عادت من رحلتها ان رسائلي إليها أجمل هدية تلقّتها، وستحتفظ بها الى آخر عمرها. وطوال أربع سنوات أو خمس قضيتها في الصيّاد، ظلّت علاقتي ب"د" علاقة حب هادئ صامت، تضيّق عليه المواضعات الاجتماعية، وعلى رأسها اختلاف في الدين لا يجرؤ أحدنا ان يخترقه ليطلق لنفسه حريه اتخاذ موقف حاسم في اتجاه الارتباط أو الالتزام. أكان إذن هو الحبّ المستحيل الذي وعاه كلانا، في آخر المطاف، فقررت هي ان تستجيب لدعوة اقرباء لها في البرازيل كان فيهم من يطمح الى التزوّج بها، في الوقت الذي قرّرت فيه أنا أن أستجيب لدعوة باريس، منذ أخذتُ أزهد في مواصلة العمل الصحافيّ؟ * * * على أنّ المتَنَفّس من هذا الحب المقهور، الذي لم يسمح لنا بأكثر من بضع قبلات استرقناها استراقاً، كان مزيداً من التفتّح الأدبيّ تجلّى بأن شرّع لي سعيد فريحة بابَ القصة القصيرة، متراجعاً عن موقفه السلبيّ امام التحدي الذي كنت قد حسمت فوزي به نتيجة لمواظبتي على كتابة القصة، ولأنني كنت أحتال على سعيد فريحة، فأتسلّل الى صفحات المجلة من طريق سرد بعض الأحداث والمشاهدات والتعليقات بأسلوب قصصي أمزجه بروح الفكاهة ليصبح سعيد فريحة اكثر تقبّلاً له من القصة الفنية. فقبضها سعيد، وبدأ ينشر لي، الى أن اختلط عليه بعدها الحابل بالنابل والقصة بالسرد، فصرت "أمرّق" ما يحلو لي. ولا سيّما بعد ان ترجمتُ عن الفرنسية عدداً من القصص نشرتها الصيّاد دون ان تشير الى مترجمها. لأن سعيد فريحة لم يكن يطيق إثبات اسم احد سواه في مجلته. كما أنه كان يعاني عقدة نقص مبعثها جهله في اللغات الأجنبية. لذلك كان يريد تمويه الموضوع، وخصوصاً ما يتعلق بالاسم، مكتفياً بوضع عبارة "عن الفرنسية" أو "عن الإنكليزية" تحت كل قصة مترجمة، ولا سيّما إذا كان مترجمها من محرري المجلة، وقد حدث ان طلب مني ذات يوم ان أحضر معه لقاء صحافي فرنسي أراد ان يزور مجلة الصياد ويقابله، فرغب إليّ حضور اللقاء لأكون مترجماً بينهما. فوافقت بلا تردد، لأنني قررتْ أن أحاول الانتقام منه على اضطهاده إياي. وحين تم اللقاء، أخذ الصحافيّ الفرنسيّ يطرح على سعيد فريحة اسئلته، وتجنُّباً للإحراج كان سعيد يجيب على معظم الأسئلة بالعبارة الفرنسية الوحيدة التي كان يعرفها وهي comme ci comme چa. ومعناها "بين بين"، الى أن سأله الصحافيّ إن كان عنده اولاد، فأجابه سعيد: comme ci, comme چa. فسأله الصحافيّ مستغرباً: كيف ذلك؟ إمّا أن يكون عندك أولاد أو لا يكون! أما أنا فقد تقصدت في تلك اللحظة ان أظل صامتاً "لأبعصه!" ولكن يبدو أن "سعيد" لاحظ علامات التساؤل والاستغراب على وجه الصحافي الفرنسي فأحسست بقدمه تضرب قدمي تحت الطاولة، ويقول لي: "ترجمْ يا عكروت... ترجم". وربما كان خير نموذج لل"احتيال" الذي كنت أمارسه على سعيد فريحة ما نشرته الصياد تحت عنوان "على طريقة روميو"، وهذا هو النص: "يزعم بعض الناس أنني لا أفهم شيئاً من لغة العيون والشفاه والقلوب... وما يمتّ الى ذلك من صلات! وكأنّ هؤلاء يريدون استفزازي بهذه التهمة، بالنسبة لما قد يكون معروفاً عني من تقوى وصلاح... ولكن يغرب عن بالهم ان التقى والهوى من منبع واحد: هو القلب... وأنا أزعم أنّ من عنده تقوى لا بدّ ان يهوى!... وليس العكس صحيحاً، كما قد يدّعي صاحب الصياد! ولكن هواي يختلف عن هوى بعض الناس: لقد عشقت كما عشق المبكي على شبابه مجنون ليلى: دنيا الحب الأفلاطوني والهمسات والأمنيات البعيدات! وأذكر أنني نهضت ذات صباح في القرية التي كنا نصطاف فيها، فحملت الإبريق لأملأه من العين. وحين عدت احسست أنني سمّرت في مكاني... وظلّت عيناي محدّقتين بهذا الطيف الذي برز على شرفة الطابق العلويّ من البيت الذي نستأجره... وحين نظرت إليّ فتاة الثوب الأزرق، وطيف بسمة يجول على شفتيها، سقط الإبريق من يدي... وبينما كنت أنظر - بكثير من الخجل - الى الماء يسيل على ثوبي وقدمي، سمعت ضحكة رنانة تملأ الجو صدى... ثم نظرت الى الشرفة فإذا هي خالية! وفي ما بعد، علمت ان هذا الذي يسقط الإبريق من اليد، ويحطّمه شظايا، هو الذي يدعى ب"الحب...". ومن يومها ظللت معلّق النظر بالشرفة وقد تحولت الى كتلة من عواطف مرهفة وشعور رقيق... فإذا خرجت فتاة الثوب الأزرق الى الشرفة، احسست بقدميها تسيران على قلبي، وإذا تكلمت كلمة، ملأت أذنيّ اصداء وأغاني، وإذا نظرت إليّ، ولو عفواً، استجليت في نظرتها دنيا من الأماني الزاخرة بالصبابات! ورحت اعيش في جو من الخيال الحالم، وتناولت الكتب الغرامية اقرأها وأحفظ ألفاظها ومعانيها عن ظهر قلب... وقرأت روايات روفائيل وغرازييلا وروميو وجولييت... وخصوصاً هذه الأخيرة، قرأتها مرّات، وأعجبت بذلك الموقف البديع: روميو يتسلق شرفة دار الحبيبة جولييت! ورأيتها تخرج ذات اصيل وحدها للتنزه عبر الحقول، فأسرعت بارتداء ثيابي، وتصفيف شعري، ولم أنس طبعاً أن ألبس "بنطلوناً" طويلاً يستر ذلك القصر، لعنه الله! وتبعتها على مهل، حتى إذا بلغنا منعطفاً، تنحنحت قليلاً، فتنبّهت إليّ، فقابلتها ببسمة ساهمة. وسمعتها تقول وهي تقلب شفتيها: - شو بدّك... يا صبي... لاحقني؟ فاحمرّ وجهي، بل الأصحّ أنه اصفرّ... ولكني غضبت: قطيعة... شو "يا صبي"؟ ألا تعرف أن تنظر الى عينيّ فتجد أنني شاب، بل رجل؟..