سيطرت نتيجة سحب قرعة دورة كأس الخليج الخامسة عشرة لكرة القدم على مجمل اهتمامات الأوساط الرياضية السعودية، وظلت المجالس الرياضية تتحدث بإسهاب عن المباراة الافتتاحية للدورة التي ستجمع المستضيف المنتخب السعودي ونظيره الكويتي. وذهب كثر من المتابعين ان الدورة ستنتهي بعد المباراة الافتتاحية، قياساً الى الأهمية التي اكتسبتها مباريات المنتخبين في العقود الثلاثة الأخيرة. وهما ظلاّ يتبادلان مواقع المنافسة في ما بينهما، وهذه هي المرة الثالثة التي يلتقي فيها الطرفان في المباراة الافتتاحية للدورة، إذ سبق ان تواجها في الدورة الثامنة في البحرين وفاز الكويت 3-1، ثم رد السعوديون الدين في الدورة الرابعة عشرة في المكان ذاته، وفازوا، واعتبر سعوديون كثر ان جدول الدورة لم يكن منصفاً لمنتخبهم، فبعد "مطب" الكويت الصعب في افتتاحها، سيختمون مبارياتهم بلقاء المنتخب القطري، ولن ينسوا أبداً مباراتهم الختامية في الدورة الأخيرة أمام "العنابي"، الذي حرمهم من اللقب، وحوّل مسار الكأس من الرياض الى الكويت، ولا ينسوا أيضاً ان "الأخضر" تعرّض للخسارة من قطر صفر-2، اثناء استعداده لخوض التصفيات الآسيوية الأخيرة للمونديال. وعلى رغم مواقف القطريين الأخيرة أمام المنتخب السعودي إلاّ أن أنصار الأخضر يعتبرون مباراة الكويت بطولة بحد ذاتها. منافسة محتدمة تفرد الكويتيون على نظرائهم السعوديين بسيطرتهم على البطولات الخليجية، لكنهم لم يفعلوا الشيء ذاته في البطولات الآسيوية والعربية والتصفيات القارية. وسيطر الكويتيون على مباريات منتخبهم أمام السعودية طوال فترة السبعينات وأوائل الثمانينات. ومنذ العام 1961 وحتى العام 1984 ظل الكويتيون مهيمنين على نتائج مبارياتهم باستثناء مباراة واحدة أجريت في الدورة العربية في المغرب، وفاز السعوديون يومها 1-صفر، ثم دانت السيطرة للكويتيين وان كسر هذه السيطرة "الأخضر" العسكري عندما فاز على نظيره الكويتي 3-1، وضمت المباراة تشكيلة اللاعبين الأساسيين في المنتخبين، وفاز "الأزرق" بأربع بطولات خليجية قبل أن يفوز العراق بلقب البطولة الخامسة، ثم تبادل المنتخبان الفوز باللقب، فدان للكويتيين في الدورات السادسة والثامنة والعاشرة، وللعراقيين في الدورتين السابعة والتاسعة. وبعد نهاية حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت تبدلت البوصلة الرياضية في المنطقة ففاز القطريون بلقب الدورة الحادية عشرة التي استضافتها عاصمتهم الدوحة، ثم فاز السعوديون باللقب الثاني عشر وجاء بعد عودتهم بالسمعة الممتازة من نهائيات مونديال 1994. لكن الكويتيين اشتاقوا لكأسهم المفضلة وخطفوا لقبي الدورتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة. تحول وشهد العام 1984 تحولاً كبيراً في اطار تنافس المنتخبين عندما ألحق السعوديون هزيمة موجعة بالكويتيين في التصفيات الآسيوية المؤهلة لدورة لوس انجليس الأولمبية، وقاد محيسن الجمعان وكان عمره آنذاك 17 عاماً "الأخضر" الى الفوز 4-1. وهو لم يكن معروفاً في الساحة الرياضية حتى ان المعلق الكويتي المعروف خالد الحربان كان يسميه بالجيعان بدلاً من الجمعان، وكان يدرب السعودية خليل الزياني، ثم كرت سبحة الانتصارات "الخضراء" ولم يكسرها سوى فوز الكويت في مباراة المنتخبين في دورة الخليج الثالثة عشرة 1-صفر وسجل الهدف حمد الصالح. لكن تلك الهزيمة لم تُعد الأمور الى مسارها بالنسبة الى الكويتيين، وبقي "الأخضر" مسيطراً على مباريات الطرفين، وكان آخر لقاءاتهما انتهى سعودياً، وتحديداً في ربع نهائي كأس آسيا الأخيرة وفاز السعوديون بنتيجة 3-2 بفضل الهدف الذهبي الذي سجله نواف التمياط. نجوم وعلى مدى فترة لقاءات الطرفين، برز عدد من النجوم، ففي الجانب السعودي تألق الجيل الأول المؤلف من عبدالرزاق أبو داوود وسعيد غراب وناصر الجوهر وصالح خليفة، ثم جيل صالح النعيمة وماجد عبدالله والدعيع الكبير وعبدالجواد وجميل والثنيان ومحيسن وخميس، مروراً بجيل فؤاد رنو والمهلل وسامي والعويران وماطر وسليمان والخليوي والدعيع الصغير وعبدالغني، وانتهاء بجيل التمياط والشلهوب والشيحان والدوخي والواكد وعبيد. وفي الجانب الكويتي، برز المسعود وجاسم يعقوب والحوطي والعنبري والدخيل وكميل والطرابلسي وجمعة ومعيوف، ثم جيل وائل سليمان والغانم ومؤيد الحداد، وبعده جيل بشار والهويدي والخضري وأحمد جاسم والفضلي وفرج لهيب. بطولة مختلفة ويؤكد المتابعون للكرة الخليجية ان البطولة المقبلة ستظهر في شكل مختلف ولأسباب عدة أبرزها: ان خمسة منتخبات خليجية هي السعودية والبحرينوقطر والامارات وعمان انتهت لتوها من التصفيات الآسيوية للمونديال، ولن يقف الكويتيون مكتوفي الأيدي بسبب خروجهم من التصفيات التمهيدية ويعتبرون ان كأس الخليج المقبلة فرصة لمصالحة أنصارهم. كما انه لم تعد هناك منتخبات ضعيفة وأخرى قوية بعد التطور الذي شهده منتخبا البحرين وعمان. وتزداد اهمية البطولة المقبلة لأن السعوديين لن يرضوا بخطف الكأس من بلدهم مرة أخرى، كما فعل العراقيون في الدورة التاسعة.