توقع حارس مرمى المنتخب السعودي محمد الدعيع ان يعتمد منتخب بلاده اسلوب الضغط ذاته على منافسه المنتخب الكويتي في المباراة التي ستجمع بينهما غداً على ملعب المدينة الرياضية في الدور ربع النهائي من منافسات بطولة كأس الاندية الآسيوية ال12 لكرة القدم: "كما حصل امام المنتخب الاوزبكستاني في المباراة الاخيرة التي خاضها في الدور الاول، ونأمل في ان تكون مثمرة ايضاً، والا يصيبنا سوء التوفيق على غرار مباراتنا الثانية امام المنتخب القطري". اما مهاجم المنتخب الكويتي جاسم الهويدي، فاعترف بان المواجهة مع المنتخب السعودي لن تكون سهلة "خصوصاً اننا نتطلع الى الطموح ذاته في التأهل الى الدور نصف النهائي، من اجل تأكيد نجاح مسيرتنا في البطولة بعد بداية صعبة شهدت تعادلنا غير المتوقع مع المنتخب الاندونيسي من جهة، وخسارة المنتخب السعودي الكبيرة امام المنتخب الياباني 4-1. وبدوره حذر المدافع اسامة حسين زملاءه من التخاذل امام السعوديين، والذين يعتبرون المباراة مناسبة للاخذ بالثار من خسارتهم لقب كأس الخليج الاخير، والتي جرت بنظام المجموعة الواحدة، بعدما كانوا تغلبوا على الكويتيين 2-1. من جهته اشار التشيخي دوشان اويرين الى اهمية تحضير الناحية الذهنية والنفسية للاعبين من اجل خوض هذه المباراة المصيرية "وخصوصاً لجهة اقناعهم بان الثغرات التي رافقت المباريات الثلاث السابقة، والتي تجلت في افتقاد الفاعلية الهجومية الكبيرة، لن تؤثر على حظوظنا في التأهل الى الدور التالي. واعتقد بان مهمتي كانت ستكون اكثر سهولة ولولا ضم المنتخب لاعبين ناشئين كثيرين، لكننا متأكدون ايضاً من ان الضغوطات النفسية التي يعانيها اللاعبون السعوديون ليست اقل حجماً، خصوصاً في ظل التغييرات الاخيرة التي شهدها جهازه الفني. وعموماً لست راضياً عن نتائج "الازرق" بالكامل، لكن اسلوب لعبه الدفاعي عكس الصلابة المنشودة". يذكر ان اويرين اشتهر باسلوبه الدفاعي الذي نجح عبره في قيادة منتخب بلاده الى نهائي كأس الامم الاوروبية عام 1996 في انكلترا، بعدما تخطى المنتخب الفرنسي بركلات الترجيح في الدور نصف النهائي، قبل ان يخسر بالهدف الذهبي 1-2 امام المنتخب الالماني. الدربي الخليجي ويمكن اطلاق عنوان "الدربي الخليجي" على المباراة بين المنتخبين، وهما يتكئان على تاريخ طويل من المواجهات امتد فترة اربعين عاماً. وكان اللقاء الاول بينهما في الدورة المدرسية العربية في المغرب 1960، وفاز فيه المنتخب السعودي 1-صفر ، ثم دانت السيطرة للمنتخب الكويتي الازرق في بطولات كأس الخليج وتصفيات التأهل لمونديال اسبانيا 1982، والتي شهدت سقوط المنتخب السعودي امامه في طريقه الى النهائيات، وقاد قافلة هذه الانتصارات نجوم "الازرق" الذهبيون امثال جاسم يعقوب وفيصل الدخيل والطرابلسي ومعرفي ومحبوب والمعيوف ونعيم والعنبري والحوطي. ولم يستطع الاخضر كسر جدار فوز "الازرق" حتى عام 1984 في التصفيات النهائية المؤهلة لدورة العاب لوس انجليس الاولمبية، حين اتخم المهاجمون السعوديون المرمى الكويتي باربعة اهداف في مقابل واحد تلقتها شباك منتخبهم. وكرت بعدها سبحة التألق السعودي الذي اثمر عن احراز لقب كأس الامم الآسيوية الثامنة التي اقيمت في العام ذاته في سنغافورة 1- صفر ، وسجل الهدف محيسن الجمعان البالغ 18 عاماً وقتذاك، وتواصلت عملية كسر العقدة الكويتية بنجاح في المرحلة التالية عبر نجوم السعودية الكبار امثال صالح النعيمة والدعيع الكبير وماجد عبدالله ومحيسن وخليفة وعبدالجواد وسواهم، وبعدهم الثنيان والدعيع الصغير وفؤاد والمهلل والعويران وجميل والجابر ومسعد وسواهم. ولم تتجسد هذه العقدة مجدداً في الاعوام الاخيرة الا مرتين، اولهما في بطولة كأس الخليج ال13 عام 1996 في مسقط، حين انهزمت السعودية امام الكويت صفر -1، وثانيهما بالنتيجة ذاتها ايضاً في ذهاب تصفيات المونديال الاخير في فرنسا. واذا كان الكويتيون فرضوا سيطرتهم على بطولات كأس الخليج فان المنتخب السعودي هيمن في المقابل على القاب البطولات الآسيوية، ونجح في التأهل الى المونديالين الاخيرين عامي 1994و 1998، وكانت نتيجة آخر لقاء جمع بينهما في بطولة كأس الخليج ال14التي اقيمت عام 1998 في البحرين فوز المنتخب السعودي 2-1 مكرراً فوزه عليه بالنتيجة ذاتها في كأس العرب التي اقيمت في الدوحة واحرز "الاخضر" لقبها. ويعزو الكويتيون اسباب التفوق السعودي الواضح في لقاءاتهما الاخيرة الى واقع مرورها بفترة تغيير على صعيد اللاعبين بعد اعتزال الجيل الذهبي ، لكن التفاؤل يسود الكويتيين اليوم باحتمال قلب موازين التوفق لمصلحتهم، ويقول رئيس الاتحاد المحلي الشيخ احمد الفهد في هذا الاطار: "لقد اعتزل الجيل الذهبي بالفعل، ولكن لدينا جيل اطلق عليه تسمية "الجيل البلاتيني"، وهو قادر على اعادة الامجاد الكويتية، واجزم بان فترة بناء المنتخب الكويتي انتهت، وبات يضم لاعبين على قدر عال من المهارة وحقق لاعبوه ألقاباً عدة على الصعيد الجماعي والفردي، علماً بان المهاجم جاسم الهويدي حل اولاً في قائمة هدافي العالم 1998 ، كما ان اللاعبين الكويتيين ليسوا بغريبين على الجمهور السعودي اذ خاض المهاجمان الهويدي وبشار عبدالله تجربتين احترافيتين مع الهلال السعودي وحققا نجاحاً لافتاً ، كما لعب المهاجم الثالث في "الازرق" فرج لهيب مع الاتفاق ولكنه لم يصب شهرة زميليه. ويؤكد السعوديون، وعلى رغم التغييرات الكثيرة التي شهدتها صفوفهم، قدرتهم على مواصلة السيطرة على لقاءات المنتخبين، وجهوزيتهم للمنازلة الخليجية الكبرى المرتقبة.