وضعت الحكومة الباكستانية زعيمين اسلاميين بارزين امس تحت الإقامة الجبرية، هما زعيما جناحي "جمعية علماء الاسلام" مولانا سميع الحق وفضل الرحمن، في محاولة وصفتها المصادر لكبح جماح التظاهرات الاحتجاجية التي تقوم بها الجماعات الاسلامية الباكستانية على التعاون الباكستاني مع الولاياتالمتحدة لشن هجوم محتمل على افغانستان. وتوقعت مصادر اسلامية مطلعة في تصريحات الى "الحياة" ان تتواصل عمليات الدهم والاعتقال للرموز الاسلامية الباكستانية. وأوضحت ان قمة قائمة تضم العشرات من الشخصيات البارزة في طريقها الى الاعتقال أو الوضع تحت الاقامة الجبرية. وشن زعيم "الجماعة الاسلامية" الباكستانية القاضي حسين أحمد هجوماً على الحكومة التي قال عنها، في بيان، انها "تجاوزت كل الخطوط الحمر". وحذر من عواقب هذه الاعتقالات. وهدد زعماء بارزون في "جمعية علماء الاسلام" تحدثوا الى "الحياة" بمواصلة التظاهرات وتحويلها ضد الحكومة الباكستانية. وقال مولانا محمد شريف مساعد فضل الرحمن "ان الأخير وضع تحت الإقامة لإرضاء اليهود والنصارى والهنود". وعلى رغم فرض الإقامة الجبرية على الزعيمين الاسلاميين واعتقال الزعيم الكشميري البارز مولانا فضل الرحمن خليل زعيم "حركة المجاهدين" تواصلت التظاهرات امس في كل من ملتان وفيصل اباد. وخرق حافظ حسين نائب فضل الرحمن قانوناً يحظر عليه المشاركة في تظاهرة ملتان التي كان من المقرر ان يشارك فيها الأخير امس قبل وضعه في الاقامة الجبرية. ويعد فضل الرحمن من أبرز الشخصيات السياسية والدينية الباكستانية الموالية لحركة "طالبان". ويتركز حزبه الذي يتمثل تمثيلاً واسعاً في البرلمان في كل من ولاية بلوشستان وبيشاور المحاذية لافغانستان. وهو يدير شبكة مدارس دينية مهمة توفر له قاعدة شعبية وقدرة على تسيير التظاهرات. وكان دفع قبل سنوات أحد تلامذته وهو فضل الرحمن خليل الى تشكيل "حركة المجاهدين" الكشميرية، التي تشملها اللائحة الاميركية كمنظمة ارهابية. اما سميع الحق فيعد الأب الروحي ل"طالبان". وتمكن عبر الجامعة الحقانية من نسج علاقات قوية ووطيدة مع أركان الحركة، كون معظم كوادرها تخرجوا من هذه الجامعة التي تقع على الطريق بين اسلام اباد وبيشاور. وعادة يزور قادة "طالبان" الجامعة للقاء سميع الحق قبل زيارة المسؤولين الباكستانيين في اسلام اباد. ولعب فضل الرحمن وسميع الحق دوراً مهماً في التعريف بالحركة على المستوى الباكستاني والمستوى الاسلامي نظراً الى العلاقات الدولية والاسلامية الواسعة.