} يكاد يجمع المهتمون بالشأن الأفغاني على ان اطاحة نظام حركة "طالبان" اسهل بكثير من ايجاد بديل لها. فلندن أعلنت، بعد زيارة رئيس الوزراء توني بلير باكستان، معارضتها دعم "تحالف الشمال" لتسلم السلطة. واسلام آباد دعمت "طالبان" سابقاً لإطاحة "التحالف" وليست مستعدة الآن للتعاون معه إلا بشروطها. وهي تضغط على حلفائها في هذا الاتجاه. وأعلنت المعارضة أنها اتفقت مع الملك السابق ظاهر شاه على استحداث منصب لرئاسة الجمهورية يتولاه بالتناوب لمدة سنتين ممثلون عن المجموعات العرقية الأساسية. موسكو، لندن، اسلام آباد - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - يبدو الغرب مستعداً لتوكيل باكستان لعب دور رائد في تشكيل حكومة ما بعد "طالبان" غير ان المعارضة الافغانية تعرب عن رفضها التام لمنح اسلام اباد مرة اخرى دور "صانعة الملوك" لدى جارتها في الشمال الغربي. ولطالما فرضت مصالح باكستان الاقتصادية والاستراتيجية عليها ونزاعها المتواصل مع جارتها الهند الابقاء على نظام "صديق" في افغانستان كما كانت الحال حتى الان مع نظام "طالبان" بعدما ساهمت اسلام اباد في وصوله الى الحكم. وأعلن الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف دعمه "التام" للحرب الدولية على الارهاب غير انه اشار بوضوح الى انه لن يسمح بالتضحية بمصالحه الوطنية. وقال: "باكستان تأتي أولاً". وتكرر التأكيد على الدور الاساسي الذي ستلعبه باكستان في تحديد مصير افغانستان بعد سقوط "طالبان" خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الخاطفة لإسلام اباد الجمعة. وقال بلير: "لباكستان مصلحة مبررة في الضلوع مباشرة في أي تركيبة للنظام الجديد". وبدأ نفوذ حركة "طالبان" يزداد عام 1994 بفضل باكستان التي املت في ان يؤدي وصولها الى الحكم الى انهاء المواجهات الداخلية بين القادة العسكريين الذين خاضوا الحرب ضد القوات السوفياتية والى استئناف النشاطات التجارية في آسيا الوسطى. غير ان تشكيل حكومة تؤمن "تمثيلاً شاملاً" للشعب الافغاني لا يناسب اسلام اباد بالضرورة فقد تضم الاقليات الاوزبكية والطاجيكية والهزارة التي تحارب "طالبان" وباكستان منذ خمس سنوات. وستساهم باكستان في مشروع اقامة حكومة انتقالية تتمحور حول شخصية الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه وهو من الاثنية البشتونية. الا ان الافغان يستقبلون بحذر أي مبادرة من الخارج. في موسكو، قال خبير روسي ل"الحياة" ان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد اجرى في طشقند اتصالات مع قيادات "التحالف" وممثلين عن الجنرال عبدالرشيد دوستم. وأن واشنطن كانت وعدت بدعم المعارضة، ولم يستبعد ان يكون قد وصلت بعض الأسلحة الى المعارضة. لكن وزارة الدفاع في قيرغيزيا نفت ان تكون تلقت طلباً اميركياً ببيع اسلحة الى "التحالف". ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر عسكرية في العاصمة بيشكيك ان قرغيزيا تنتج ذخائر للأسلحة الخفيفة السوفياتية ويمكن ان تسلمها الى المعارضة. ميدانياً أُعلن ان قوات "التحالف" واصلت تعزيز مواقعها في محافظتي قندز وتخار قرب الحدود الطاجيكية استعداداً لهجوم على بلدة "إمام صاحب" ذات الاهمية الاستراتيجية. وعلى الصعيد السياسي اكد قائد من "التحالف الشمالي" لم يكشف اسمه لوكالة "انترفاكس" انه تم الاتفاق على ان اطاحة حكومة "طالبان" سيعقبها الاعلان عن استحداث منصب رئيس الجمهورية على ان يتولاه بالتناوب، لمدة سنتين، ممثلون عن المجموعات العرقية الاساسية في افغانستان. وأضاف المصدر ان المنصب سيشغله في الدورة الأولى الملك السابق محمد ظاهر شاه عن البشتون، وسيشكل الحكومة مجلس يضم 120 عضواً يرشحهم مناصفة الملك و"التحالف". في لندن، نقلت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية في عددها أمس عن مصادر قريبة من وزارة الدفاع ان بريطانيا لن تدعم تحالف المعارضة لتسلم السلطة اذا أطيح بنظام "طالبان". وقالت هذه المصادر للصحيفة ان "بريطانيا والقوى الحليفة تفضل ان يشارك الملك ظاهر شاه الذي يعيش في المنفى في ايطاليا في "لويا جيرغا" وهي جمعية افغانية تقليدية تضم اعيان البلاد والمشايخ والعسكريين التي ستقرر مستقبل ادارة البلاد". وكانت المعارضة الافغانية قررت الجمعة تشكيل مجلس اعلى للوحدة الوطنية برعاية الملك السابق. ويتعارض هذا الرفض الذي نسب الى الحكومة البريطانية مع مشاريع الولاياتالمتحدة دعم التحالف الذي يمثل المعارضة الوحيدة ل"طالبان".