وصف الناطق باسم الخارجية الباكستانية أمس الأدلة التي قدمتها واشنطن لبلاده أنها كافية لإدانة أسامة بن لادن في أحداث الحادي عشر من الشهر الماضي، وأنها تشكل الأرضية الكافية لإدانته في محكمة قانونية. واستبعد الناطق أن تسلم اسلام اباد هذه الأدلة إلى حركة "طالبان" الأفغانية، التي أعلنت أمس بلسان سفيرها في إسلام آباد عبدالسلام ضعيف أنها لن تسلم ابن لادن حتى لو توافرت الأدلة ضده. في غضون ذلك علمت "الحياة" من مصادر أفغانية مطلعة أن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي يتوقع وصوله اليوم سيلتقي السفير الأفغاني في إسلام آباد عبدالسلام ضعيف، وذلك للبحث في قضية الصحافية البريطانية ايفون ريدلي، المتهمة بدخول البلاد بشكل غير قانوني. وكان وزير الإعلام الطالباني قدرة الله جمال ألمح إلى إمكان أن تكون ريدلي "ضابطاً" في القوات الخاصة البريطانية. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف طالب أكثر من مرة بتقديم الأدلة والاثباتات ضد ابن لادن قبل القيام بأي عمل عسكري، لكن المسؤولين الباكستانيين ومن بينهم وزير الخارجية عبدالستار دعوا واشنطن إلى عرض الأدلة علنياً لإقناع الشعوب بالضربة. وتأتي هذه التطورات قبل يوم واحد من وصول بلير إلى إسلام آباد في زيارة تستغرق بضع ساعات، وأبلغت مصادر باكستانية مطلعة "الحياة" أن الزيارة تهدف إلى تشجيع باكستان على المضي قدماً في تحالفها مع واشنطن ضد "الإرهاب". ونفى أمس الجنرال راشد قريشي الناطق باسم الرئيس الباكستاني أن تكون بلاده تسلمت أي خطة بشأن الهجوم المرتقب على أفغانستان. ويرى مراقبون سياسيون أن باكستان بدأت تخشى التداعيات الخطيرة التي ستحل بها في حال رحيل حركة "طالبان" عن السلطة، وهو ما عكسته تصريحات الرئيس الباكستاني مساء أول من أمس أثناء ترؤسه مجلسي الوزراء و الأمن القومي حين قال: "إن أي حل مفروض على الشعب الأفغاني لن يكتب له النجاح"، وذلك في إشارة الى الجهود الدولية المبذولة لعودة الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه.