عملت المذيعة سهام الشعشاع في الصحافة قبل عملها في محطة دبي الفضائية التي التحقت بالعمل بها منذ 7 سنوات وقدمت فيها عدداً من البرامج الناجحة. كيف كانت بدايتك مع الإعلام؟ - تخرجت في كلية الآداب - قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، وعملت بعد تخرجي في الصحافة في عدد من المطبوعات العربية منها "الكفاح العربي" و"فن" و"عالم حواء" و"حياة الناس" و"الحسناء" وغيرها. وفي العام 1995 التحقت بالعمل التلفزيوني من خلال محطة دبي الفضائية بعد فترة من العمل في بعض المحطات اللبنانية المحلية في شكل متقطع. إضافة الى أنني أهوى الشعر كتابةً وإلقاءً. ما ابرز البرامج التي قدمتها عبر محطة دبي؟ - قدمت عدداً من البرامج التي حققت شهرة في الامارات ودول الخليج، منها برنامج سياحي بعنوان "إلى أين" انتقلت فيه إلى عدد من الدول العربية والاجنبية لتسليط الضوء على الاماكن السياحية والاثرية فيها. وبرنامج "يا هلا بالضيف" الذي كان يستضيف كبار الفنانين والمشاهير في العالم العربي، وكان البرنامج يبث على الهواء مباشرة بالاشتراك مع قناة LBC اللبنانية اثناء مهرجان التسوق في دبي. كما قدمت برنامج "آلو دبي" الذي يستعرض تاريخ المتاحف والمطارات واشهر الاماكن السياحية والاثرية في الامارات، إضافة الى برنامج "كل جمعة جامعة" و"ليالينا" وغيرهما. علاقة متينة هل أفادك العمل الصحافي في عملك التلفزيوني؟ - نعم، شعرت بعلاقة متينة بالورقة والقلم وبسلاسة في تقديم الافكار وطرحها، كما منحني العمل في الصحافة فرصة اقامة علاقة مباشرة بالآخرين ووضعني في موقع المتابع دائماً لكل ما يجري على الساحة وعلى مختلف الصعد. وهذا افادني في عملي التلفزيوني فجعلني اتمكن من ادواتي كمذيعة وفي مقدرتي على إدارة الحوار وطرح الاسئلة. واقول إن العمل الصحافي هو مفتاح العمل الإعلامي وكل منهما يكمل الآخر. بعد التحاقك بالعمل التلفزيوني هل استطعت الاستمرار في كتابة الشعر؟ - العمل التلفزيوني أفقدني القدرة على الاستمرار في كتابة الشعر لانني أحسست بغربة المكان خلافاً لما كانت عليه الحال في بيروت التي استطعت من خلال الاقامة فيها أن اغذي ذاكرتي الشعرية. أضف إلى ذلك ان المناخ العام في الامارات يسوده الشعر الشعبي الى درجة كبيرة، وهذا ما حال دون استمراري في الكتابة. هل كانت لك مشاركات رسمية في مجال مهرجان الشعر؟ - نعم، شاركت في عدد من المهرجانات الشعرية في الوطن العربي منها مهرجان جرش في الاردن 1992، ومعرض الكتاب العربي في الكويت 1999، ومهرجان رابطة الخريجين والجامعيين لسورية 1993، وندوة المرأة والابداع في بيروت 1991، إضافة الى المشاركة في إحياء مجموعة من الأمسيات الشعرية في الامارات ولي ديوان واحد بعنوان "كأني لم أكن يوماً". وعشقي للشعر ليس له حدود، وقد اثنى عليّ بعض الشعراء العرب المعروفين ومنهم الراحل نزار قباني الذي قال عني "أقر بولادة شاعرة لا تحتاج الى شهادتي فيها". ماذا عن مساحة الحرية التي تتمتع بها محطة دبي من واقع عملك بها؟ - كل محطة في أي مجتمع تعكس صورة المجتمع الذي تنبثق منه وتظل اسيرة لعاداته وتقاليده. وبالتالي فإن الخطاب الاعلامي في هذه المحطة او تلك يعبر عن توجه المجتمع الذي تبث منه ولا يمكن ان تقدم مادة اعلامية تتنافى أو تتعارض مع هذا التوجه. ومحطة دبي تعد قناة متوازنة في خطابها الاعلامي، وربما أكسبها ذلك شهرة وانتشاراً في العالم العربي فصارت واحدة من أهم المحطات العربية. سورية... لبنان... والامارات ثلاث محطات مهمة في حياتك ربطتك بها علاقة خاصة، ما درجة عشقك لكل منها؟ - سورية بالنسبة اليّ هي الهوية والانتماء. فأهلي وأسرتي في سورية وعشقي لها كبير وهي تجري في دمي. أما لبنان فحبي له يوازي حبي لسورية. فقد ولدت فيه وعشت سنوات طويلة على ارضه ثم عملت لفترة فيه وتنسمت من خلاله نسيم الحرية الذي لا أجده في أي بقعة عربية اخرى، فدمشقوبيروت معشوقتان بالنسبة إلي. أما الامارات فقد كانت محطة وتجربة للعمل امتدت على مدار 7 سنوات ووجدت فيها كل شيء متاحاً ومناخاً يساعد على العمل والابداع والابتكار. ما رأيك في ما يعرض على شاشات التلفزيون المصري؟ - الحقيقة أنني مندهشة لما أشاهده على شاشات التلفزيون المصري من هبوط في مستوى المذيعات والبرامج. فعلى رغم ريادة الإعلام المصري في المنطقة، ارى أن معظم البرامج والوجوه مكررة، والبرامج ليست على قدر مكانة الإعلام المصري وحضوره. وعندما تبحث على الشاشة عن برنامج متميز وجذاب لا تجد ذلك، كما أن المذيعات غالبية من المذيعات القدامى. ما هي مقومات المذيعة الناجحة من وجهة نظرك؟ - المذيعة ليست كالببغاء تردد ما يكتب لها، وإنما هي مطالبة بأن تكون على قدر من الثقافة والإلمام بالمعلومات لأنها ضيفة على كل بيت. ولا بد من أن تحترم ذكاء المشاهد وتكون مهيأة لمقابلة اي فرد ومواجهته. والمذيعة "الجوفاء" عليها ان ترحل وتعمل في أي مجال آخر. ولكن مع الاسف ان غالبية المحطات الفضائية صارت تجري وراء الوجه الجميل فقط من دون النظر الى الجوهر.