نشوة الرويني إعلامية كثر الجدل حولها، وحول طبيعة الدور الذي تقوم به في الإعلام الخليجي، والسؤال المطروح دوماً لها كيف لإعلامية مصرية أن تثير حولها كل هذا الزخم من الأسئلة؟ في هذا اللقاء تجيب نشوة عن بعض من هذه الأسئلة. جودك على شاشة mbc كان أشبه بالفلاش... ظهور قوي أعقبه اختفاء ملموس تحت غطاء العمل الإداري، ما ظروف تلك المرحلة وكواليسها؟ - مرحلة عملي الإعلامي في ال mbc من المحطات المهمة في حياتي، وأذكر أنني عندما التحقت بها كان من المفترض أن أقدم نشرات الأخبار، لكن قدمت برنامج «صباح الخير يا عرب» أول برنامج صباحي في الوطن العربي، كنت أستيقظ يومياً في الثالثة فجراً، لأكون في الأستوديو الرابعة فجراً، هذا البرنامج انطلقت منه فكرة البرامج الصباحية على القنوات العربية الأخرى، ثم توالت البرامج من «مساء الخير يا عرب»، وقدمت أول برنامج مسابقات على الهواء، وهو «جوائز على الهواء» و«بصراحة مع نشوى»، ثم خضت تجربة العمل الإداري لمدة عامين، ابتعدت خلالها عن الشاشة. ما سبب ابتعادك عن الشاشة واختيارك للعمل الإداري؟ - لم أبتعد تماماً بل قدمت بعض الحلقات والبرامج المتخصصة مثل برنامج عن سعاد حسني بعد وفاتها وآخر عن أم كلثوم، وذلك خلال الفترة التي كنت مسؤولة فيها عن مكتب ال mbc في القاهرة، وأذكر أن كثيراً من زملائي اندهشوا من اختياري للعمل الإداري، واختفائي عن الشاشة في تلك الفترة، إلا أنني كانت لي وجهة نظر خاصة في هذا الصدد، وهي أن بداخلي أفكاراً كثيرة قد لا تصلح لتقدمها نشوة، ولكن تتناسب مع آخرين، ولذلك لم أفكر في عمل برنامج خاص بي، على رغم أنني كنت أستطيع بحكم منصبي في القناة، لكنني فضلت أن أقف خلف برامج عدة ناجحة لم يصدق البعض أنه تم تنفيذها في القاهرة مثل برنامج «من سيربح المليون» وبرنامج «على ورق» و«يلا يا شباب». لماذا لم تفكر نشوة في تقديم برنامج للتلفزيون المصري لتحقيق انتشار إعلامي في بلدك؟ - لو وجدت برنامجاً مناسباً لن أتردد في تقديمه على شاشة التلفزيون المصري لأنه في النهاية تلفزيون بلدي وله مكانته الخاصة. انطلاقة نشوة خليجياً كانت من الدوحة ثم لندن والآن الإمارات ما الذي مثلته كل مرحلة من هذه المراحل؟ - في قطر قضيت جزءاً كبيراً من طفولتي وحياتي بحكم عمل والدي، وهناك أيضاً كانت البداية، وعندما سافرت مع الأسرة إلى لندن لمصاحبة والدي هناك أثناء إعداده للدكتوراه اتسعت مداركي بالاطلاع على ثقافة جديدة هي الثقافة الإنكليزية، وعندما قرر الوالد الاستقرار هناك كانت فرصة بالنسبة إليّ حتى عُرض عليَّ أن أعمل في ال B.B.C ثم في ال mbc عندما أنشأت مقراً لها في لندن. بعد ذلك تأتي مرحلة قناة «دبي» التي أسعد بها كثيراً وبما أقدمه فيها، خصوصاً برنامج «نشوة» الأسبوعي الذي يعد الأكثر مشاهدة في العالم العربي، أما بالنسبة إلى مشروع «شاعر المليون» الذي نقوم بتنفيذه مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث فقد أدركنا أنه حان الوقت أن نقدم الفرحة لكل محب للغتنا العربية، وكل محب للشعر أن يُظهر قدراته ومواهبه ليكون سفيراً لوطنه، والشيء نفسه بالنسبة إلى مشروعنا الجديد «أمير الشعراء» الذي لم يقل أهمية وضخامة عن «شاعر المليون». وأعتقد أنه أصبح أحد أهم البرامج التلفزيونية في تاريخ التلفزيون العربي عن الشعر الفصيح. تجاربك في الإنتاج السينمائي لا تزال في فلك الإنتاج الغربي، هل هم أكثر حاجة إليك؟ وما الذي يميز العمل مع الغرب؟ وهل يمكن تقديم أسماء خليجية للسينما العالمية؟ - انتقالي للعمل في السينما الأجنبية في الغرب ينبع من عشقي الشديد لهذا العالم وليس لنجومه، وعندما دخلت هذا المجال كان داخلي دافع لمد الأفلام العالمية بالممثلين العرب وأماكن تصوير في بلاد عربية، والحقيقة أن التعامل مع الغرب مريح لأن كل شيء يتم في وقت محدد ولا توجد تعقيدات روتينية، وقد طالبت من قبل بإنشاء هيئة حكومية في مصر بحكم اهتمامها بهذا الجانب، وظيفتها تسهيل مهمة أي جهة تريد التصوير في مصر ولم يحدث أي جديد ففقدت الأمل، وبدأت تعاوني بفيلم «مملكة الجنة» وتم اختيار الفنان السوري غسان مسعود ليقوم بدور صلاح الدين الأيوبي، لأنهم رأوا أنه قريب من الشخصية وملامحها، كما تم اختيار خالد النبوي ليقوم بدور الملا أو الزعيم الديني العربي، ولدينا مشاريع أخرى نستعد لها مثلما حدث في «سيريانا» و«العراق وادي الذئاب» وغيرها، وأنا بالفعل رشحت أسماء خليجية وهناك ممثل إماراتي سيكون له نصيب كبير في السينما العالمية فانتظروه قريباً. كيف ترين الفضاء العربي وهو مزدحم بالقنوات؟ لو كان لك من الأمر شيء كم قناة ستغلقين؟ - فضاؤنا العربي زاخر بعدد كبير من القنوات ولكن المسألة ليست بالكم والأهم هو الكيف وما تقدمه هذه الفضائيات وحجم الإفادة التي يشعر بها المشاهدون، وأنا ضد إغلاق أي قناة فضائية، لكنني مع التطوير وإعادة ترتيب الأوراق، ولدينا وفى الوقت نفسه قنوات كثيرة أثبتت مكانتها عربياً وعالمياً، وأعتقد أننا مازلنا مواكبين ونخطو خطوات سريعة للأمام، ولكن إذا أردت الحقيقة يمكن إعداد قائمة إغلاق طويلة.