ملأ مسؤولو الأهلي الدنيا صراخاً وهجوماً على لاعبهم المتمرد ابراهيم سعيد، وأكدوا على لسان صالح سليم رئيس النادي أن اللاعب لن يرتدي الفانلّة الحمراء مجدداً لأنه لا يستحقها. وبالأمس، وقع صالح سليم بنفسه عقداً مع سعيد لتمديد بقائه في الأهلي لمدة ثلاثة مواسم أخرى بدءاً من موسم 2002-2003، وحصل "المتمرد" على 600 ألف جنيه عند التوقيع بواقع 200 ألف للعام، وأضاف إليها 500 ألف من أحد رجال الأعمال العاشقين للأهلي. كل شيء تحول الى نقيضه في غمضة عين، والسبب أن الزمالك دخل رسمياً في مفاوضات مع اللاعب وأرسل عرضاً إلى الأهلي لشرائه في مقابل 300 ألف جنيه ملوحاً أن عقد سعيد ينتهي في صيف 2002، ويحق له بعد ذلك أن ينتقل إلى أي ناد آخر من دون قيد أو شرط. الأهلي كسب جولته ضد الزمالك في هذا الخصوص، لكن خسائره أكبر جداً لأن مسؤولي النادي والأبواق الحمراء التابعة له والمجلة الخاصة به هاجمت اللاعب بكل عنف ووصفته بالخائن والمتمرد والإبن العاق والفتى الضال. إدارة الأهلي التي أوقفت اللاعب وتجاهلته بعد انتهاء الايقاف ورفضت اعادته إلى المران وحرصت على إنهائه فنياً وبدنياً وشوهت صورته أمام الرأي العام، عادت وفاوضته ونفذت شروطه وأعادته إلى المران وأكدت أنه لاعب مهم وموهوب ولا يمكن الاستغناء عنه. القصة الجديدة بدأت مع وصول عرض الزمالك لشرائه، وهو ما أكد انتقال سعيد إلى الزمالك في الموسم المقبل، وخشي أنصار الأهلي تكرار قصة التوأم حسام وابراهيم حسن اللذين تركهما الأهلي "مجاناً" إلى الزمالك فأصبحا أفضل لاعبيه ونقلا بطولة الدوري إليه وباتا سر النجاح والانتصارات الدائمة لفريقهما الجديد... وكان آخر انجازات التوأم تحويل حسام هزيمة فريقه أمام المنصورة صفر-1 فوزاً 2-1 في الدوري الاثنين الماضي. أنصار الأهلي شعروا بالخطر في التفريط بإبراهيم سعيد، الحاصل على لقب أحسن لاعب في مصر عن العام 2000، وسارع أحد رجال الأعمال للقائه بعد توجيهات من مجلس الإدارة، واتفق الطرفان على حصول اللاعب على مليون جنيه لحظة التوقيع لمدة ثلاثة مواسم بشرط أن يكون العقد مماثلاً لكل عقود لاعبي الأهلي وأن يحصل سعيد على المبلغ كاملاً عند التوقيع. وبعد إبرام الاتفاقات والحصول على موافقة ومباركة صالح سليم ذهب اللاعب إلى الأهلي بصحبة والده ومدير أعماله حيث تم توقيع العقد، وبعده قررت الإدارة رفع الايقاف عن سعيد والسماح له بنزول المران والمشاركة مع الفريق تمهيداً لعودته الى المباريات بعد استعادته لياقته البدنية والفنية، ولم يلعب ابراهيم سعيد أي مباراة مع الأهلي منذ شباط فبراير الماضي. رأي الشارع "الحياة" تجولت في الشارع المصري والتقت أربعة أشخاص بطريقة عشوائية في منطقة شارع الصحافة المتاخمة لصحيفتي "الأهرام" و"الأخبار" لاستطلاع رأيهم في القضية. أحمد الضبش، ميكانيكي سيارات عمره 23 عاماً يعشق الأهلي ولا يترك له مباراة في القاهرة إلا ويحمل علمه الأحمر ويذهب إلى الملعب. الضبش قال: "حلوة جداً الحركة اللي عملتها إدارة الأهلي وضحكت على الزمالك، ابراهيم سعيد ابن الأهلي وغلط يروح الزمالك، وعلى فكرة لو راح عندهم كنا خسرنا الدوري عشر سنين اخرى، كفاية اللي حصل لنا بعد ما استولوا على حسام وابراهيم". أمين الشرطة محمد مصيلحي زملكاوي متعصب وغاضب جداً من إدارة ناديه لأنها فشلت في سعيها الى ضم اللاعب "الحكماء قالوا "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، ولو التزم مسؤولو الزمالك الصمت ولم يوجهوا عرضاً رسمياً لشراء سعيد لبقي الأهلي على موقفه الظالم للاعبه، وكان انتقاله الصيف المقبل إلى الزمالك مسألة وقت فقط. بكل أسف، الزمالك فرط في ابراهيم سعيد "بسذاجة". هنداوي الأمير صاحب مقهى شعبي في شارع الصحافة رأى ان "الأهلي كان غلطان وعمل الصح بس متأخر، الولد غلط لما هرب وسافر علشان يحترف في بلجيكا، ولما رجع الأهلي عاقبه وأوقفه. لغاية هنا كل شيء صح، لكن الظلم وحرمانه من التدريب والكلام الوحش ضده ماكانش مضبوط، وكان ممكن الولد يروح الزمالك والحمد لله أن إدارة الأهلي ماركبتش رأسها زي زمان". جلال عبدالشهيد موظف في مصلحة البريد، يقول عن نفسه "أنا أهلاوي موت، بصراحة قضية ابراهيم سعيد أخذت أكثر من حجمها، والنهاية جاءت جيدة لكن متأخرة. وإدارة الأهلي تسببت في هروب عدد من النجوم في السنوات الأخيرة امثال حسام وابراهيم حسن ولو ترك ابراهيم سعيد الأهلي لدخلت إدارة النادي في القائمة السوداء عند الجماهير".