تحول موكب من الخرطوم أمس نظمته الهيئة الشعبية لمناصرة فلسطين، إلى تظاهرة مناهضة للولايات المتحدة، احرق خلالها مجسم للرئيس جورج بوش والعلم الإسرائيلي. كما رفع بعض المتظاهرين صوراً لأسامة بن لادن، مرددين شعارات تدعو إلى مساندة أفغانستان، وتسليم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إلى العدالة الدولية. وتجمع حوالى ألفي شخص أمام مقر الرئاسة أمس بدعوة من "الهيئة الشعبية لمناصرة فلسطين" لمناسبة الذكرى الأولى لانتفاضة الأقصى، وكانت غالبية الحضور من الطلاب وممثلي مؤسسات المجتمع المدني. وتوجه الموكب إلى مقر مكتب الأممالمتحدة وسط الخرطوم، حيث سلمت الهيئة مذكرة موجهة إلى الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان، تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وتطبيق القرارات الدولية وتسليم شارون إلى محكمة جرائم الحرب الدولية. ورفع طلاب متظاهرون صوراً لأسامة بن لادن وهو يرتدي زياً عسكرياً، وزعها اتحاد طلاب ولاية الخرطوم، الذي يسيطر عليه الحزب الحاكم، وكتب عليها "رجل في مواجهة امبراطورية". ورددت هتافات تدعو إلى مساندة أفغانستان، منها "والله يا كابول شوقنا اليك يطول... يا سيفنا المسلول". وأحرق المتظاهرون مجسماً للرئيس بوش والعلم الإسرائيلي، وهم يهتفون "أميركا ارهابية... أميركا رأس الحية"، و"لن تحكمنا السي آي أي" وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. وحاول بعضهم التوجه إلى وسط سوق الخرطوم بعد انفضاض الموكب، لكن شرطة الطوارئ التي كانت ترافق المسيرة وتنتشر في الطرقات فرقتهم من دون أن تسجل مواجهات. وشددت السلطات الحراسة على مقر السفارة الأميركية، وعززت قوات الشرطة لكنها لم تغلق الطريق الرئيسي الذي يمر أمامها. وبدا أن السلطات فوجئت بالهتافات المعادية للولايات المتحدة، وطباعة صور ابن لادن وتوزيعها، وهي تخشى تكرار ما حدث خلال حرب الخليج، عندما انجرف الشارع في حملة مناهضة للتحالف الدولي آنذاك. في غضون ذلك، دعا "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الحكومة إلى "تطبيع العلاقات مع شعبها بدلاً من التذلل لأميركا لكسب ودها وتطبيع العلاقات معها". وطالب الحكومة في بيان وزع في الخرطوم أمس، بإلغاء القوانين المقيدة للحريات واطلاق المعتقلين السياسيين والاسراع في مساعي الحل السياسي، وصولاً إلى استعادة الديموقراطية وتشكيل حكومة انتقالية قادرة على اخراج البلاد من أزمتها، ومواجهة أخطار التدويل وتفتيت الكيان السوداني. ودعا "التجمع" الحكومة إلى "العمل في اتجاه تطبيع العلاقات مع شعبها والتصالح معه لاحتواء الأزمة المستحكمة، وتفادي أخطار الحرب الأهلية، بدلاً من المناورات والخضوع للمطالب الأميركية والغربية والتذلل لكسب ود أميركا والسعي إلى تطبيع العلاقات معها".