شهدت الخرطوم امس تظاهرة جديدة مناهضة للحملة العسكرية الاميركية على افغانستان. وتجمع حوالى ثمانية آلاف شخص امام مقر الرئاسة، مرددين هتافات معادية للولايات المتحدة ومؤيدة لحركة "طالبان" واسامة بن لادن. في غضون ذلك، حذر القطاع السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم من حرب استخباراتية طويلة المدى تستهدف العمل الاسلامي. ورفع المتظاهرون الذين احتشدوا بدعوة من اتحادات طالبية وعمالية ومنظمات نسائية صور اسامة بن لادن، ورددوا "لا تهادن يا بن لادن" و"اضرب اضرب يا بن لادن" و"بالدم والروح نفديك با أفغانستان". وانتقدوا واشنطن بشدة وحمّلوها مسؤولية ما تعرضت له من هجمات بسبب "سياستها العرجاء"، مطالبين بإعلان "الجهاد" لنصرة الشعب الافغاني. ولم تفرق السلطات التظاهرة الغاضبة لكن الشرطة اغلقت الطريق الرئيسي الذي يمر امام السفارة الاميركية وسط الخرطوم نحو ساعة، مما عطل حركة السير في المنطقة. وعززت الشرطة قواتها حول مقر السفارة وفرضت حراسة مشددة عليها، على رغم ان المتظاهرين لم يقصدوها. وشهدت العاصمة السودانية تظاهرات يومية معارضة للسياسة الاميركية منذ بدء الضربات على افغانستان قبل عشرة ايام. الى ذلك، دعا مجلس الشورى في الحزب الحاكم الى وقف الهجمات الاميركية على افغانستان "لئلا تتحول الحرب على الارهاب الى حرب على الشعوب". وابدى استعداد السودان للتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة "ظواهر الارهاب والترويع"، داعياً الى مؤتمر دولي في شأن الارهاب للتوافق على تعريف "غير انتقائي" لا يستثني اسرائيل من المسؤولية عن ارهاب الدولة. واعتبرت ورقة قدمها القطاع السياسي في الحزب الحاكم ان الجانب الأخطر في الحملة العسكرية الاميركية على الارهاب لن يتركز في شقها العسكري، بل في "حرب استخباراتية طويلة المدى منطلقة من قواعد الصراع الثقافي التي ترى في اشكال العمل الاهلي والرسمي الاسلامي في حقول العمل الدعوي الانساني والاستثماري أهدافاً مشروعة للتجفيف والملاحقة والمساءلة القضائية، لاعتقاد واشنطن ان ظاهرة الجماعات التي ترعبها انما يفرخها محضن ثقافي أوسع".