أول الكلام: للشاعر العربي الكبير/ محمد الفيتوري: - لم يتركوا لك ما تقولْ والشعر صوتك، حين يغدو الصمت مائدةً وتنسكب المجاعة في العقولْ لم يعرفوك، وأنت توغل عارياً في الكون... إلا من بنفسجة الذبول!!
من قال: أن "كلماتنا" لا تنتمي الى عقولنا وقلوبنا، وأن هذه العقول والقلوب: منزوعة تارة كقطعة الأرض، ومتشققة تارة أخرى بحثاً عن المطر؟! نرفع كلمة... فتصرخ ضلوعنا بالآهة، ونقدُّ كلمة فتبكي قلوبنا على افتقادها لدفء الاستقرار في اليقين، ونواصل "الكتابة"/ نواصل البكاء... التشقق... الانتزاع. وتُواصل الكتابة معنا صديقة "نقطة حوار"/ الكاتبة من حشاشة الجزيرة العربية: "كاميليا"... تواصل البكاء، التشقق، المعاناة... كأنها تنزع عقلها وقلبها من عمق المعاناة العربية في واقع أهلنا العرب... تواصل الكتابة برؤيتها التي "توغل عارياً في الكون" كما قال الفيتوري، حين أضاف: "إلا من بنفسجة الذبول"! لعل هذه الصديقة تبقى "بنفسجة" عبقة بالأمل والحب، بعيداً عن الذبول:
أتعرف؟!... لقد كنت سابقاً أفكر بالأطفال/ أطفال العرب جميعاً، وأي مستقبل ينتظرهم... ابتداء بالمخدرات، الطلاق، التحلل الخلقي... مروراً بالحروب وأسلحة الدمار الشامل، وانتهاءً بمفاوضات السلام التي لا تنتهي... كنت أضع كل هذه الأمور نصب عيني وأحس بأن أفضل ما نقدمه لأطفالنا هو: عدم انجابهم!! سنوات وسنوات... وأنا على موقفي، والعالم يزداد بشاعة بحروبه وفساده، حتى أتى ذلك اليوم الذي قلب مقاييس حياتي، جعلني أُطلق العنان لدموعي لتُحرر امومة قيَّدها العالم من حولي. والآن - وبعد مرور أسابيع - عاودتني افكاري السابقة وأنا أفكر: بماذا سأجيب طفلي إنْ سألني يوماً عن: سبب الأقنعة التي يرتديها البشر من حوله؟! بماذا سأجيبه إنْ سألني عن: وطن لا نملك مجرد حق اعلانه دولة في المجتمع الدولي؟! أخبرني يا صديقي بماذا أجيبه... هل أخبره بما تتناقله وسائل الإعلام قبل كل موعد لإعلان الدولة الفلسطينية بأن اعلانها: هو أول الطريق لاسترجاع حقها، وقبل الموعد بفترة وجيزة - وطبعاً بعد تأجيله للمرة الألف - أقول له: بأن لا قيمة لهوية وتسمية للحق قبل استرداده فعلياً؟!! ألن يضيع طفلي وسط هذه المتناقضات المضحكة/ المبكية، كما ضعت أنا من قبله؟! أليست حياتنا السياسية هذه صورة عن حياتنا الاجتماعية الحافلة بالأقنعة... مَنْ منَّا لا يملك قناعاً أو أكثر ليرتديه بحسب متطلبات حياته؟! أثارتني كلماتك عن مرايانا المخربشة فتساءلت: أهي المرايا، أم نحن من تعرض لهذه الخربشة؟! لا أظن المرايا يا صديقي ستعكس صورة لا وجود لها... انظر لمرآة الوطن العربي ستجد فيها مسابقات اختيار ملكات الجمال... ستجد فضائيات حملت على عاتقها مسؤولية تسطيح الفكر العربي... ستجد أقلاماً مدفوعة لا تزال تكتب عن المثقف الخليجي والنفط حتى بعد انهيار أسواقه!!... ستجد الكثير والكثير مما تعجز المرايا عن تصويره!! فمن المسؤول عن هذه الصورة؟!! اعذرني ان كانت كلماتي سوداوية المعنى، لكني لا أملك طاقية اخفاء لأخفي بها الآلام التي أُُحسها كلما تعلقت بالحلم أكثر. يا صديقي: أنا امرأة الفصول الأربعة، تتعاقب على حياتي، وكلماتي مرآة لأحاسيسي!!