لندن، واشنطن، اسلام اباد - أ ف ب - اكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف دعمه للحملة العسكرية الاميركية في افغانستان حتى تحقق اهدافها، لكنه عارض استمرار القصف خلال شهر رمضان لانه يعزز موقف المعارضين للضربات لحركة "طالبان"، محذرا من مشاكل اجتماعية في بلاده اذا فتحت حدودها امام اللاجئين الافغان الذين قد يصل عددهم الى مليونين. وابلغ مشرف صحيفة "التايمز" البريطانية: "يجب ان تحدد اي حملة عسكرية لنفسها اهدافا وهذه الاهداف يجب ان تتحقق". واضاف: "لا يمكنكم وقف حملة عسكرية في منتصف الطريق من دون تحقيق الاهداف"، مؤكدا: "لم نضع حدودا. نحن جزء من التحالف. يجب تقويم الواقع على الارض باستمرار. ولكن تقديري هو اننا سنكمل حتى تحقيق الاهداف". لكنه حذر من انه كلما تواصلت الحملة العسكرية كلما سقط ضحايا مدنيون، وتاليا سيضعف دعم الرأي العام في العالم وليس فقط في الدول الاسلامية، مكررا: "يجب ان تكون الحملة قصيرة قدر الامكان". وزاد: "يجب ان نحاول الوصول الى اهدافنا بوسائل عسكرية. وفي حال لم نكن قادرين على ذلك في مدة قصيرة، يجب الانتقال الى استراتيجية سياسية تعطينا الاهداف نفسها". وقال الرئيس الباكستاني، في مقابلة اجرتها معه شبكة التلفزيون الاميركية "اي. بي. سي." انه "شخصيا يعارض القصف خلال رمضان لانه سيعطي فرصة لجميع الذين يعارضون الحملة ضد افغانستان لاعلاء صوتهم". وبعدما اعرب عن الاسف لارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين نتيجة القصف، قال: "وقعت اضرار جانبية كثيرة لا بد من تجنبها لاحقا"، لتكون الحملة الاميركية "اقرب الى تحقيق اهدافها العسكرية". واعلن مشرف، في مؤتمر صحافي مشترك امس مع رئيس الوزراء الهولندي فيم كوك عندما سئل عن سبب امتناع بلاده عن فتح حدودها امام اللاجئين الافغان: "اذا فتحنا الحدود فانه يجب علينا الاستعداد لنزوح مليوني لاجئ اضافي حسب توقعاتنا". وقال "سنتعرض الى مشاكل اجتماعية والاقتصاية. هل تريدون مليوني لاجئ اضافي؟". وسئل عن اقدام حركة "طالبان" على اعدام بطل المقاومة الافغانية عبد الحق مساء اول من امس، فاجاب: "كان مناضلا من اجل الحرية ورحل الى الخارج حيث لم يبق له دور يلعبه. ولا اعتقد بان يكون لرحيله انعكاسات على التوازنات السياسية". واستبعدت السفيرة الأميركية لدى باكستان ويندي تشامبرلين مخاوف مشرف من استمرار الغارات خلال رمضان، وقالت ان الحملة الأميركية مستمرة حتى تحقق اهدافها في إسقاط حكومة "طالبان" وتفكيك تنظيم القاعدة، ولن تتوقف قبل ذلك. وباتت الحكومة الباكستانية مقتنعة بان استمرار الحملة خلال رمضان سيدفع المعارضة الباكستانية إلى تكثيف نشاطاتها بعدما توعدت الاخيرة بإعلان عصيان مدني يبدأ باغلاق الطرق الرئيسية بين المدن الباكستانية الرئيسية. ورأى وزير الإعلام الباكستاني السابق الجنرال المتقاعد مجيب الرحمن أن "الضربات الأميركية فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة وغدا هدفها قتل المدنيين ولذا ينبغي أن تتوقف". وقال: "لعل شهر رمضان يوفر ذريعة للقوات الأميركية في التخلي عن خطتها في مواجهة أفغانستان بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها". وقال المحلل الباكستاني في معهد الدراسات الإقليمية خالد محمود: أن "الأميركيين فشلوا حتى في المرحلة الأولى من القصف وعليهم الانتباه إلى أهمية وقدسية شهر رمضان في باكستان والعالم الإسلامي وإلاّ فسيضاعف ذلك من القلق والغضب الإسلامي تجاه الولاياتالمتحدة". وتدرك السلطات الباكستانية حساسية شهر رمضان لدى الباكستانيين خصوصاً ان الآلاف من المتطوعين الباكستانيين توجهوا أمس للقتال في صفوف حركة "طالبان"، وعودة بعضهم قتلى في هذا الشهر سيزيد من حال الغليان في الشارع الباكستاني.