إسلام آباد - «الحياة»، رويترز - حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس خلال زيارته إسلام آباد أمس، من ان باكستانوأفغانستان «ستشهدان مزيداً من الهجمات الدموية في حال لم يُمارس ضغط على حركة طالبان على جانبي الحدود الباكستانية - الأفغانية»، في وقت تمتنع إسلام آباد عن استهداف «طالبان» الأفغانية، لأنها لا تنفذ هجمات داخل أراضي باكستان بل تستخدمها جسر عبور الى الدولة المجاورة، كما تعتبرها حليفة محتملة بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. وعلى رغم إشادته بالحملة العسكرية التي شنها الجيش الباكستاني على «طالبان باكستان» خلال الشهور الأخيرة، أكد غيتس عدم إمكان الفصل بين الفرعين الأفغاني والباكستاني للحركة «خصوصاً أن طالبان باكستان تعمل بالتنسيق مع كل من طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة. ويجب أن نتذكر ان الملاذات الآمنة لطالبان الأفغانية والباكستانية على جانبي الحدود ستؤدي على المدى الطويل الى شن هجمات أكثر جرأة وأكثر دموية في البلدين». وزاد: «لا يمكن تجاهل جزء واحد من هذا السرطان، والتظاهر بأنه لن يكون له تأثير قريب من البلاد. وبالضغط فقط على هذه الجماعات من جانبي الحدود ستنجح أفغانستانوباكستان في التخلص من هذا البلاء الى الأبد». وخلال لقائه نظيره الباكستاني أحمد مختار وقائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني طالب وزير الدفاع الأميركي بتنحية خلافات الماضي بين البلدين، في إشارة إلى «ضعف الثقة» في ظل تخوف باكستان من أن يؤدي إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي الى أفغانستان إلى اتساع دائرة القتال عبر الحدود، واعتراضها على استمرار الغارات الجوية الأميركية على مناطقها القبلية (شمال غرب) والتي تؤدي الى سقوط مدنيين. وشدد غيتس على ان نظريات المؤامرة «محض هراء»، علماً ان باكستانيين كثيرين يعتقدون بأن الحرب الأميركية على المتطرفين تهدف إلى قمع المسلمين، ومصادرة الأسلحة النووية لباكستان. وامتنع الوزير الأميركي عن التعليق على العمليات العسكرية لقواته، متعهداً حرصها على تفادي الخسائر في صفوف المدنيين، والحفاظ على سيادة باكستان على أراضيها، فيما أعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني اللواء أطهر عباس ان القوات الحكومية لن توسع هجماتها خلال الشهور الستة المقبلة أو سنة، من أجل تعزيز المكاسب التي حققتها ضد «طالبان باكستان». وزاد: «لا نستطيع بذل جهد يفوق طاقتنا»، ممتنعاً عن تأكيد وجود صلة بين «طالبان» الباكستانية والأفغانية وباقي الجماعات المتمردة، «لأن الإجابة ليست بهذا الوضوح».