مع التطور الحاصل في سوق سيارات الدفع الرباعي، وبعد ان ازدادت حدة المنافسة بين الشركات المصنّعة هذه السيارات، كان لا بد لشركة دايوو الكورية من ان تتحرك. فقدّمت من كوراندو جيلاً تميّز عن سلفه بقدراته المتطورة على كل انواع الطرق، ما يؤكد ان كوراندو، وبمساندة شقيقه موسو، سيعمل على المحافظة على موقع دايوو في سوق سيارات الدفع الرباعي، في الخليج والسعودية خصوصاً حيث يسجل كوراندو مبيعات متقدمة مردّها الى سعره المنافس وتجهيزاته المتطورة. وبعد ان عانت شركة سانغ يونغ الكورية متاعب مادية قامت مواطنتها دايوو بشرائها وضم سيارتيها موسو وكوراندو الى اسطول سيارات دايوو لتحمل هاتان السيارتان شعار دايوو التي عملت على تطويرهما وتحسينهما. كما وضعت جهداً كبيراً في سبيل تطوير طراز كوراندو الذي قدمت منه اخيراً نسخات عدة، منها واحدة مكشوفة. وفي اطار النجاح الذي يحققه كوراندو في الاسواق الخليجية والشرق اوسطية، قمنا بتجربة سيارة من طراز كوراندو مزودة بمحرك من 6 اسطوانات متتالية سعة 2،3 ليتر. متوسطة الحجم لكن كبيرة لبناء كوراندو، تعتمد دايوو على قاعدة عجلات بطول 48،2م ليصل طولها الاجمالي الى 33،4م يقابله عرض يصل الى 841،1م وارتفاع يبلغ 84،1م، ما أنتج مقصورة ركاب رحبة تتمتع بمقاييس كبيرة سنتناولها لاحقاً. التصميم الخارجي لكوراندو الذي زيدت قدرته الالتوائية بنسبة عالية، حافظ على الخطوط العامة التي ميّزت اجياله منذ تقديمه. لكن هذه الخطوط نالت عدداً من التطويرات التي هدفت الى عصرنتها. ففي الأمام، تم الاعتماد على المصابيح الدائرية التي تتوسطها واجهة شبكية تقوم على سبعة اضلاع عمودية ومتوازية تم طلاؤها بلون السيارة بهدف تعزيز الطابع الرياضي الترفيهي الذي تتحلى به السيارة. ولزيادة فاعلية تبريد المحرك، عمد قسم التصميم الى تزويد الصادم الأمامي بفتحتي تهوية أفقيتين ومتوازيتين تسهمان ايضاً في التحكم بمجرى الهواء حول وتحت المقدم. كذلك جهز طرفا الصادم الأمامي بمصابيح اضافية مخصصة للضباب، وصمم بحيث يلعب القسم الأسفل منه دور عاكس هواء امامي يمتد على شكل "نفخات" تغطي فتحات الاطارات الأمامية البارزة وتصل عبر تنانير جانبية تمتد على القسم السفلي للأبواب، الى فتحات الاطارات الخلفية ومنها الى الصادم الخلفي الذي يحتوي على مكان مخصص للوحة السيارة. وتتميز الواجهة الخلفية بمصباحين خلفيين يطغى عليهما اللون الأحمر الذي يتوسطه مصباح دائري ابيض مخصص لإنارة الطريق عند الرجوع الى الخلف. وفي سياق الحديث عن المؤخر نشير الى انه زوّد باباً خلفياً يفتح باتجاه اليسار، يتطلب مسافة كبيرة خلف السيارة لفتحه! وفي هذا السياق ايضاً، نذكر ان دايوو عملت على خفض مستوى تثبيت الاطار الاحتياطي المثبت على باب مقصورة التحميل لتحسين مستوى الرؤية الخلفية. مقصورة شبه متكاملة تتسع مقصورة كوراندو لخمسة ركاب، وقد استفادت دايوو عند تصميمها من مقاييس الهيكل الخارجية لزيادة رحابتها، بحيث تم استغلال كل المساحات في شكل ذكي بهدف تكبير مقصورة الركاب الى الحدود القصوى، الأمر الذي مكّنها - وبراحة تامة - من استيعاب خمسة بالغين يمكنهم ان يسافروا فيها لمسافات طويلة مع كمية مقبولة من الأمتعة. وهنا نشير الى ان المقعد الخلفي قابل للطيّ جزئياً بنسبة النصف او كلياً، ما يرفع سعة صندوق الأمتعة ويمكنه من استيعاب الأمتعة الطويلة شأن المزالج وغيرها. ولم تقف العملانية عند هذه الحدود، بل طاولت النواحي كافة. فقد تم تزويد كوراندو الجديد جيوباً تم توزيعها في كل ارجاء المقصورة لتوضيب الحاجيات اضافة الى حاملات للأكواب. وبالعودة الى القسم الأمامي من المقصورة وتحديداً الى لوحة القيادة، نشير الى انها مجهّزة تجويفاً للعدّادات يمنع الانبهار الضوئي ويحتوي على عدّادين كبيرين للإشارة الى سرعة ودوران المحرك، مع عدّادين جانبيين صغيرين مهمتهما الدلالة الى حرارة المحرك وكمية الوقود المتبقية في الخزان، في وقت تمت الاستعاضة عن باقي العدّادات الحيوية بالمنبّهات الضوئية. اما الكونسول الوسطي، فيضم في اعلاه رفاً صغيراً ومخارج مكيف الهواء، بينما يحتوي الجزء الوسطي منه على مفاتيح تشغيل مكيف الهواء وجهاز الاستماع الموسيقي الذي يتألف من راديو وقارءين للكاسيتات والأسطوانات المدمجة. اما الجزء السفلي فقد تم تخصيصه للمنفضة وولاعة السجائر، وليمتد الكونسول الوسطي أفقياً بحيث يصل الى ما بين المقعدين الأماميين حيث تم تثبيت مسند اليد الوسطي مباشرة خلف مقبض علبة التروس ومكبح اليد. ويلاحظ هنا مدى العناية التي نالتها لوحة القيادة العملانية، خصوصاً انه يمكن قراءة عدّاداتها بسهولة واستعمال مفاتيح تشغيل مختلف اجهزتها براحة ومن دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق. دايوو راعت ايضاً عند تصميم المقصورة عوامل الترف، فقامت بتطعيمها بالخشب المصقول والجلد الفاخر الذي يلفّها من كل حدب وصوب. كما لم تغفل عوامل الراحة والعملانية حيث وفّرت وضعية قيادة جيدة ومدروسة مع مقعد سائق مريح بتعديل كهربائي لوضعيته. اما باقي المقاعد، فقد تم رفعها لتأمين مجالات رؤية جيدة وتم دعمها بمسّاحات كبيرة من الزجاج تلفّ السيارة من جهاتها الأربع. دفع رباعي فاعل ... جداً باعتبار كوراندو مصنفاً في خانة سيارات الدفع الرباعي المتوسطة، ومع التشديد على ان الاتجاه العام لسيارات الدفع الرباعي بات يرتكز اليوم الى مفهوم توفير سيارة دفع رباعي ذات طابع مترف يمكن استعمالها يومياً على الطرق المعبّدة، مع التأكيد على قدراتها كسيارة دفع رباعي على الدروب والمسالك الوعرة، كان لا بد لدايوو من ان تركز على امكان الذهاب بكوراندو الى اكثر الأماكن وعورة من دون التضحية برفاهية السائق وركابه وراحتهم. وفي هذا الإطار، زوّدت دايوو سيارتها هذه نظاماً كهربائياً للاندفاع الرباعي وهو يعتمد على الالكترونيات في توزيعه لقوة الدفع. ويتم تشغيله بطريقة يدوية عبر مفتاح دائري مثبت في لوحة القيادة يمكن بواسطته الاختيار بين الدفاع الثنائي السريع الوضعية 2 اتش التي تنتقل معها قوة الدفع الى العجلتين الخلفيتين. اما الوضعية الثانية، فتحمل تسمية "4 اتش" ويجري خلالها نقل جزء من قدرة الدفع الى العجلتين الأماميتين، وتستعمل في حالات القيادة السريعة على الدروب الوعرة. ومع ازدياد وعورة الطريق حيث يعتبر انزلاق العجلات حول نفسها امراً يلعب في غير مصحلة التماسك يمكن الانتقال الى الوضعية "4 ال" وهي مخصصة لانتشال كوراندو من اكثر الأماكن وعورة كونها تعمل على نقل جزء كبير عزم دوران المحرك وعلى دورات مخفوضة لهذا الأخير الى الاطارات الأربع، مما يمكّن كوراندو من عبور الطرقات الضحلة وكأنها طرق معبّدة. وهنا لا بد من الاشارة الى ندرة عملية انزلاق العجلات الدافعة حول نفسها ذلك ان كوراندو مزوّد جهاز "أيه بي دي" للمفاضلة في توزيع قدرة الجرّ بين العجلات الدافعة يعمل بالتناغم مع جهاز "أيه بي اس" لمنع انغلاق المكابح الذي يعمل على ايقاف عملية الكبح في شكل اوتوماتيكي على الإطار المعرّض للانزلاق على نفسه. ومن ناحية اخرى، يمكن لسائق كوراندو الجديد ان يشعر بمدى فاعلية عمل نظام الدفع الرباعي المتطور الذي يؤمّن للركاب راحة قصوى والذي يساعد السيارة ايضاً في التكيّف مع الطريق الوعرة. وهذان أمران لم يكونا ليتحققا لولا تعليق كوراندو المتطور الذي يقوم على شعبتني مزدوجتين مع محور التوائي ونوابض معدن حلزونية مع مخمدات صدمات وقضيب مقاومة للانحناء في الأمام، في مقابل محور التوائي ووصلات خماسية مع نوابض معدن حلزونية ومخمدات صدمات في الخلف. محرك ... ألماني يوم قدّمت سانغ يونغ سيارتيها موسو وكوراندو وقّعت اتفاقاً مع مرسيدس بنز الألمانية لاستعمال محركاتها وعلب تروسها اضافة الى اجهزة نقل حركتها في سيارتيها هاتين. ويوم اشترت دايوو اسهم سانغ يونغ قررت ان تتابع المسيرة، خصوصاً ان المكونات الميكانيكية المستعارة من مرسيدس سبق لها ان أثبتت جدارتها سواء مع كوراندو وموسو أو مع سيارات مرسيدس. يتوفر كوراندو بمجموعة غنية من محركات البنزين والديزل العاملة عبر 4 اسطوانات و6، اما لاسيارة موضوع التجربة، فمزودة محركاً من 6 اسطوانات على شكل 7، سعة 2،3 ليتر، يعمل عبر جهاز بخاخ الكتروني مع 24 صماماً في الرأس على توفير قدرة تصل الى 220 حصاناً تتوفر عند مستوى 5750 دورة في الدقيقة، ويرافقها عزم دوران تصل حدوده القصوى الى 295 نيوتن متر تتوفر عند دوران أقصاه 4000 دورة في الدقيقة، الأمر الذي وفّر لهذا المحرك ليونة عالية مدعومة بنعومة تشغيل مردّها التقارب في نسبة دوران المحرك بين القدرة والعزم مما يسهم في شكل مباشر في تعزيز قدرات كوراندو على الدروب الوعرة، خصوصاً الضحلة منها التي تتطلب عزماً عالياً للمحرك على دوران مخفوض. وتنتقل القدرة والعزم الى العجلات الدافعة عبر خيار بين علبتي تروس احداهما يدوية من خمس نسب أمامية تتناقص الى اربعة مع العلبة الأوتوماتيكية الممهورة بتوقيع مرسيدس. وقد لاحظنا خلال التجربة مدى نعومة عمل علبة التروس الأوتوماتيكية التي لا يمكن الشعور بنقلها للنسب، خصوصاً انها مزودة بعدد من الالكترونيات التي تتحكم في عملها وتجعلها تتأقلم في نقل نسبها مع اسلوب قيادة السائق ونوعية الطريق التي تسلكها السيارة. [email protected]