دعا مدير عام اليونيسكو، كويشيرو ماتسورا إلى القيام بعمل ذي بعد دولي "من اجل إنقاذ التراث في مدينة القدس القديمة". جاء ذلك في افتتاحه أعمال المناقشات العامة للدورة 31 لمؤتمر عام المنظمة. وصرح ماتسورا "في هذه الأيام الحالكة، من تاريخنا المشترك، والتي يطغى عليها الخوف والنار والدم، من المجدي أن تقوم الأسرة الدولية بعمل كبير يكون شاهداً على وعيها ووحدتها وإرادتها بالاتحاد حول عمل جبار، تعاوناً واتفاقاً وسلاماً". واقترح، في حال حصول المبادرة لمصلحة تراث القدس على تأييد واسع، أن يبدأ السعي وراء الموارد من أجل تمويل هذه العملية التي ستقوم على "أسس مهنية وتقنية بحتة، وخارج أي اعتبار سياسي". وأضاف: "أدعو الأسرة الدولية، إلى ما أعتبره فريضة الكرامة بأن نشهر إيماننا - عبر عمل مثقل بالرموز - بمستقبل إنسانية متصالحة مع بعضها البعض، في هذه الحقبة من الاضطراب وغياب الوعي". وحيال أحداث 11 أيلول سبتمبر قال: "يجب أن تستكمل المبادرات الضرورية، السياسية والديبلوماسية والأمنية والمالية، التي تقوم بها حالياً الأسرة الدولية بمبادرات ثقافية"، وأضاف: "إن هذه الأحداث المأسوية وضعت القيم التي هي في صلب رسالة اليونيسكو - التسامح والحوار والاحترام والتفاهم المتبادل، وبعبارة واحدة ثقافة السلام - في المرتبة الأولى للأولويات الدولية". ودعا ماتسورا إلى "مضاعفة الجهود من أجل تعزيز المعارف وفهم تنوع الثقافات، وكذلك المقدرة على قبول الآخر، باختلافه واستقباله على أساس إرادة العيش المشترك"، مشيراً إلى ضرورة إنشاء "أدوات لنوع جديد من الحوار" على الساحة الدولية، وكذلك "تحديد قواعد جديدة للعبة، وإقامة معايير ومبادئ تنظيم، أو بكل بساطة أدوات عمل، يمكنها أن تكون مقبولة من الجميع". وعدد بعض العوامل التي تسهم في تقوية دور اليونيسكو في وضع المعايير، الهادفة إلى حماية "الأملاك العامة المشتركة" وتعزيزها: - مشروع إعلان حول التنوع الثقافي، مقدم إلى المؤتمر العام. وهو أول نص دولي في هذا المجال، يقترح مقاربة التنوع عامل دمج لا عامل انقسام. - بلورة أداة دولية لحماية التراث الثقافي الشفهي وغير المادي "تكون مكملة لاتفاق التراث العالمي عام 1972". - الاتفاق حول حماية التراث المغمور بالمياه استجابة لحاجة ملحة تتيح الحصول على "ترسانة كاملة من الأدوات المعيارية تهدف إلى حماية التراث المادي". - التحضير لنص دولي يؤكد على المبادئ الأساسية للأخلاقيات البيولوجية. وعلى هذا الصعيد أكد المدير العام، أخيراً، لأمين عام منظمة الأممالمتحدة، كوفي أنان، أن اليونيسكو مستعدة للقيام بعمل بهدف وضع اتفاق يمنع إنتاج النسخ البشرية. - كذلك، بالنسبة إلى أخلاقيات البيولوجيا، العمل على بلورة أداة دولية حول المعطيات الجينية، تعالج مسائل تتعلق بالسرية والتمييز في المعايير الجينية. في ما يتعلق بعمل المنظمة للعامين المقبلين، أعرب ماتسورا عن إرادته "تركيز الجهود على خمسة مجالات عمل ذات الأولوية المطلقة: التعليم الأساسي، موارد المياه والنظم البيئية، أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا، التنوع والتعددية والحوار بين الثقافات، حق الجميع بالوصول إلى المعلومات لا سيما المعلومات التي تقع ضمن النطاق العام".