استدعت باكستان السفير الأميركي لديها ديفيد هايل، في توبيخ علني نادر، رداً على اتهام الرئيس دونالد ترامب إسلام آباد «بالكذب» في شأن إيواء متطرّفين، وتهديده بوقف مساعدات واشنطن لها. وكانت باكستان ردّت سريعاً على التغريدة الأولى لترامب في العام الجديد، بأنها «قدمت الكثير إلى الولاياتالمتحدة، وساعدتها في القضاء على تنظيم القاعدة، لكنها لم تحصل إلا على الذم وعدم الثقة». ترافق ذلك مع احتجاج عشرات من سكان مدينة كراتشي (جنوب) على تغريدات ترامب حول باكستان. وهم رفعوا أعلام باكستان، ورددوا هتافات مناهضة للولايات المتحدة وأحرقوا علماً أميركياً وصورة لترامب. وقال المحلل الباكستاني امتياز غل إن «تصريحات ترامب أثارت رداً قاسياً جداً من باكستان سيفاقم التوتر الذي تشهده العلاقات الثنائية منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض»، وهو وصف نهج تعاطي واشنطن مع إسلام آباد بأنه «متسلط أكثر مما هو عقلاني، ويسود اعتقاد في باكستان بأن الهند تغذي عداء ترامب تجاه إسلام آباد». وتابع: «ستحاول باكستان إضعاف خطاب الهند في شأن باكستان، علماً أن ترامب ومسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية دعوا الهند إلى لعب دور أكبر في أفغانستان، وهو ما ترفضه إسلام آباد. أما محلل شؤون الأمن والديبلوماسية حسن عسكري فقال إن «ترامب معتاد على الإدلاء بتصريحات متشددة تفسد الأجواء وتخالف السلوك الديبلوماسي». وبعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة، أنشأت واشنطن تحالفاً استراتيجياً مع إسلام آباد لمساعدتها في حربها ضد المتطرفين. وطالما اتهمت واشنطن وكابول المسؤولين في إسلام آباد بإيواء متطرفين أفغان، بينهم عناصر في حركة «طالبان» يُعتقد بأنهم مرتبطون بالمؤسسة العسكرية الباكستانية التي تسعى إلى استخدامهم درعاً إقليمية لمواجهة العدو الهندي. وتنفي إسلام آباد باستمرار الاتهامات لها بغض الطرف عن العمليات المسلحة منتقدة تجاهل الولاياتالمتحدة الآلاف الذين قتلوا على أراضيها والبلايين التي أُنفقت على محاربة المتطرفين. وفي آب (أغسطس) الماضي، استدعى اتهام ترامب إسلام آباد بإيواء «الذين ينشرون الفوضى» وإبلاغ إدارته الكونغرس بأنها تدرس وقف مساعدة بقيمة 255 مليون دولار مخصصة لإسلام آباد، عقد سلسلة من لقاءات ديبلوماسية رفيعة في الولاياتالمتحدةوباكستان. لكن إسلام آباد أعطت مؤشرات قليلة إلى تقديم تنازلات. ومن بين أكثر ما يقلق المسؤولين الأميركيين موقف إسلام آباد من «شبكة حقاني» القوية، أحد فصائل «طالبان» الأفغانية بزعامة سراج الدين حقاني. والمجموعة متهمة بالوقوف وراء عدد من أعنف الهجمات الدامية على القوات الأميركية في أفغانستان، ووصفها رئيس أركان الجيش الأميركي السابق الجنرال مايك مولن بأنها «ذراع حقيقية للاستخبارات الباكستانية». وهي تجد منذ سنوات ملاذاً آمناً في مناطق القبائل شمال غربي باكستان.