} رسم وزير الاقتصاد المصري يوسف بطرس غالي صورة قاتمة نسبياً للاقتصاد المصري في ظل الاحداث الحالية، وتوقع تراجع تدفق رؤوس الاموال الاستثمارات الاجنبية وانخفاض اشغال الفنادق بنسب تراوح بين 30 و40 في المئة، ما يعني ان السياحة التي تُدخل لمصر ما يصل الى 4.2 بليون دولار سنوياً لن تؤمن اكثر من 2.5 بليون دولار سنوياً. كما توقع انخفاض الصادرات المصرية الى الولاياتالمتحدة. وحدد غالي سياسات لمواجهة آثار ما حدث في الولاياتالمتحدة في مقدمها خفض سعر الفائدة على الاقراض وتشجيع المنتج المحلي. حدد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية المصري يوسف بطرس غالي السياسات الاقتصادية الخاصة بمواجهة الاثار السلبية لأحداث الولاياتالمتحدة والحرب في افغانستان على الاقتصاد القومي. وقال اثناء اجتماع اللجنة الاقتصادية للحزب الوطني الحاكم مساء أول من امس: "ان هذه السياسات تتمثل في خفض سعر الفائدة ومساندة الإنفاق العام سواء الجاري أو الاستثماري ومناشدة المواطنين مساندة المنتج المحلي". واشار غالي الى ان من شأن ذلك وضع الإطار المناسب للسياسة الاقتصادية لاعادة النشاط الاقتصادي المصري في هذه المرحلة. وذكر، في الاجتماع الذي حضره لفيف من رجال الاعمال والمستثمرين، ان تنفيذ هذه السياسات يتطلب قرارات حاسمة مع وضوح الرؤية بعيدة المدى التي تمثل مفتاح الحل الاقتصادي. واشار الى أنه كانت هناك قبل أحداث الولاياتالمتحدة بوادر نهاية للتباطؤ الذي شهدته البلاد، ثم جاءت الاحداث لتضيف عبئاً على الحكومة لمواجهة هذه التطورات التي تتطلب معالجتها قرارات شجاعة في الانفاق وفي السياسات النقدية وفي التحرك على اصعدة عدة. وشدد غالي على ضرورة تشجيع المستثمر المصري وتقديم التسهيلات ومنها خفض سعر الفائدة على الإقراض، إذ ان السعر الحالي 12 في المئة مرتفع، مشيراً الى ان خفض الفائدة سيُخفض الكلفة الانتاجية ويزيد الانفاق العام، كما أن خفض الفائدة على الودائع لن يؤثر على حجم المدخرات. وتوقع ان تزداد قدرة الصادرات المصرية على المنافسة في اسواق اوروبا بسبب ارتفاع سعر اليورو امام الدولار وبالتالي انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام العملة الاوروبية إذ تكون السلع المصرية ارخص في السوق الاوروبية. وتوقع انخفاض الصادرات المصرية الى الولاياتالمتحدة في ظل الظروف الراهنة التي نعيشها. واوضح ان برنامج مساندة التصدير حقق نجاحاً ملموساً في تصدير محصول الرز إذ ارتفع معدل التصدير من 265 الف طن الى 740 الفاً وقال "ان ما حدث من مساندة في تصدير الرز يمكن ان يحدث مع سلع اخرى والاتجاه الى دول اخرى". وتوقع غالي استمرار انخفاض الدولار نتيجة الظروف الاقتصادية التي تمر بها الولاياتالمتحدة ومع تأثر ثقة المستهلك الاميركي، مشيراً الى ان البورصة الاميركية فقدت 7 تريليونات دولار بعد هذه الاحداث، وقال: "في حال استمرار الانخفاض في اسعار الاسهم هناك فإن المستثمر الاوروبي الذي يستثمر امواله في الولاياتالمتحدة سيعود لاستثمار امواله في بلاده، ويتوقع في هذه الحالة عودة ما بين 5 تريليونات و12 تريليون دولار". كما اشار الى التوقعات الخاصة بانخفاض حجم الاستثمارات العالمية من 168 بليون دولار العام الماضي الى ما بين 140 و150 بليون دولار. وقال: "لا بد ان نتأثر جراء ذلك بانخفاض تدفق رؤوس الاموال الاجنبية". وعن تأثير الاحداث على اسعار النفط اشار غالي الى أن الاسعار غير مستقرة وفي الوقت نفسه هناك احتمالات ان يرتفع السعر في حال استمرار العمليات العسكرية في افغانستان او في حال تعرض بعض الدول الغربية لموجة برد شديد، فيما سينخفض في ضوء دعم سياسي كزيادة منظمة "اوبك" للانتاج مساهمة منها في مكافحة الارهاب. وعن السياحة توقع الوزير المصري انخفاض الاشغالات في الفنادق بنسب تراوح بين 30 و40 في المئة مؤكداً اهتمام الحكومة بعلاج الآثار التي يتعرض لها هذا القطاع. وعن استبدال الاعتماد على الدولار في الاحتياط النقدي المصري بسلة عملات، اوضح غالي ان سلة العملات اداة سياسية واقتصادية لا يشعر بها رجل الشارع، مشيراً الى ان البنك المركزي لديه على مدار العامين الماضيين سلة عملات مختلفة ولكن بصورة نسبية مع الدولار.