بعد أن قدمت لكزس اليابانية سيارتها إي اس 300 في عدد كبير من الأسواق وبعد أن سجلت هذه السيارة مبيعات متقدمة نظراً لتجهيزاتها المترفة وسعرها المنافس للسيارات العائلية المتوسطة والمترفة، قررت لكزس أن تقدم هذه السيارة في الأسواق الشرق أوسطية. ولإطلاق سيارتها هذه، اختارت لكزس إمارة دبي التي قامت "الحياة" بزيارتها لحضور حفل الإطلاق وتجربة إي اس 300 المجهزة تبعاً للمقاييس المعتمدة في دول مجلس التعاون الخليجي والتي خرجت منها بنتيجة مفادها أنها سيارة شبه مثالية لأرباب العائلات الراغبين بسيارة متوسطة ومترفة... جداً. قد لا تكون سيارات لكزس من أكثر السيارات رواجاً في العالم العربي كونها تتوافر بطرازات محددة، إلا أنها من أكثر السيارات مبيعاً في الأسواق الأميركية. أما سبب نجاح هذه السيارات، فيعود إلى أنها مصممة في شكل عملي جداً يتناسب ومتطلبات المستهلك الغربي الذي يضع في سلم أولوياته عند شرائه لسيارة جديدة عدداً من العوامل أبرزها مدى عملانية السيارة وتوافقها مع وجهة الاستعمال التي يريدها منها والاستهلاك المخفوض للوقود، إضافة إلى عوامل السلامة وتجهيزات الترف والفخامة على ألا يكون سعرها مرتفعاً وعلى أن توفر له سعراً مرتفعاً عند إعادة بيعها كسيارة مستعملة. ومع تحول المستهلك العربي مستهلكاً واعياً يعرف ماذا يريد من سيارته، بدأت سيارات لكزس بالحصول على مكانتها في سوق السيارات في العالم العربي، ولأن السيارة المتوسطة لدى كل صانع تحظى بالنصيب الأكبر من المبيعات، قامت لكزس بتعديل سيارتها العائلية المتوسطة إي اس 300 تبعاً للمعايير المفروضة من دول مجلس التعاون الخليجي وقدمتها في الأسواق الشرق أوسطية حيث حصدت إعجاباً كبيراً يفترض به أن يحقق لها مبيعات متقدمة. واليوم وبعد مرور نحو تسعة أعوام على تقديم الجيل الأول من إي اس 300 قدم الجيل الأول عام 1992، قررت لكزس أن تخضعه لعملية "شد وجه" هدفت من خلالها إلى إضافة لمسة جمالية على إي اس 300 السابقة، واضعةً في الاعتبار خمسة عوامل هي توفير تصميم خارجي أخّاذ وتأمين مقصورة رحبة ومريحة ومترفة وتزويد السيارة بمحرك متطور مع علبة تروس أوتوماتيكية جديدة إضافةً الى تجهيز السيارة بتعليق يجمع بين مواصفات الراحة والتماسك في آن واحد مع توفير تجهيزات سلامة متقدمة. تعديلات... خفية التجديد الذي طاول إي اس 300 الجديدة لم ينحصر في الشكل الخارجي فقط، إذ عمد قسم التصميم الهندسي لدى لكزس إلى إجراء عدد من التعديلات الخفية، أو بعبارة أصح غير المرئية التي لا يمكن للمرء ملاحظتها إلا عند قيادة السيارة شأن صلابة الهيكل ونسبة إلتوائيته اللتين خضعتا للمراجعة، حيث تم تحسينهما بفي شكل كبير أدى إلى زيادة تماسك الهيكل مع الطريق ومع نفسه، وأدى من جهة أخرى إلى رفع نسبة تماسك السيارة مع الطريق من دون التضحية براحة التعليق، وبالتالي براحة ركاب السيارة الذين سيتمتعون براحة جلوس متقدمة حتى ولو كان انتقالهم في إي اس 300 سيزيد على الأربع أو خمس ساعات متواصلة. ومن ناحية أخرى، قررت لكزس عدم المساس بتصميم إي اس 300 الخارجي، خصوصاً أنه تصميم ناجح لا يزال يلقى الإقبال المتواصل منذ تقديم السيارة. لذلك كان القرار بإجراء تعديلات خارجية طفيفة تزيد من الشكل العصري للسيارة من ناحية، وتعمل من ناحية أخرى على تحسين ما اعتبره بعض النقاد من النقاط السلبية. فكان أن قام قسم التصميم باستبدال المصابيح الأمامية بأخرى تم تحسين قوة إنارتها بنسبة عالية، وهي متداخلة مع غطاء المحرك ومغطاة بطبقة زجاجية ماسية وشفافة. كذلك تم تزويد إي اس 300 فتحة تهوية ذات أضلاع أفقية، في وقت تم اعتماد صادمين أمامي وخلفي جديدين بالكامل يتميزان بقدرتهما على امتصاص الصدمات الخفيفة بكفاءة أعلى ويتحليان بتصميمهما العصري، وبالأخص بالنسبة للأمامي منهما والذي زود فتحة تهوية في أسفله يتم عبرها التحكم بمجرى الهواء الداخل إلى مقصورة المحرك لزيادة فاعلية تبريدها مع توجية بعض من مجاريها نحو المكابح الامامية حيث تعمل مجاري الهواء المذكورة على نشر الحرارة الناتجة من استعمال المكابح المتكرر. وعلى جانبي الفتحة المذكورة، زودت إي اس 300 الجديدة مصابيح إضافية للضباب. ومن جهة أخرى، قام قسم التصميم بتزويد السيارة حمايات جانبية من المطاط الممزوج بالبلاستيك المقوى تم طلاؤها بلون السيارة، وهي تهدف إلى منع خدش جوانب السيارة في الأماكن الضيقة والى إضفاء لمسة جمالية على التصميم الجانبي، خصوصاً بعد أن عملت لكزس على تعديل تصميم المرايا الخارجية لزيادة مجالات الرؤية الجانبية الخلفية. وهذه المرايا قابلة للطي لتسهيل ركن السيارة في الأماكن الضيقة. أما التعديلات التي طاولت الواجهة الخلفية، فقد انحصرت في صادم خلفي بتصميم جديد وبمصابيح خلفية بتصميم جديد أيضاً. ومن ناحية أخرى، أبقت لكزس مقاييس إي اس 300 على حالها. فطول قاعدة العجلات البالغ 2.72 متر أطول ب50 ملم من قاعدة عجلات الجيل الحالي، مكن السيارة من التمتع بطول إجمالي بلغ 4.855 متر تناقصت إلى 1.810 في ما يتعلق بالعرض وإلى 1.465 لجهة الارتفاع الأمر الذي أسهم في زيادة مقاييس مقصورة الركاب التي سنتناولها لاحقاً في هذا الموضوع. التركيز على عوامل السلامة باعتبارها من أكثر السيارات العائلية مبيعاً في القارة الأميركية، عمدت لكزس إلى تحسين عوامل السلامة في إي اس 300 الجديدة عبر زيادة صلابة الهيكل ورفع مقدرة تحمله للصدمات بمساعدة أكثر برامج الكمبيوتر تطوراً ولتثبت اختبارات التصادم أصطدام جانبي بسرعة 64 كلم/س وتصادم أمامي مباشر عند سرعة 55 كلم/س أنه لا يمكن للصدمة أن تؤثر سلباً على شاغلي المقصورة . كما زودت إي اس 300 مخدات هواء أمامية، ودعمت ذلك بخمسة أحزمة أمان ذات ارتباط ثلاثي وقدرة شد تدريجي. كذلك جهزت إي اس 300 نظاماً يبعد الدواسات عن أرجل السائق عند حصول اصطدام أمامي عنيف... وفي سياق الحديث عن السلامة، لا بد من الإشارة إلى أن أجهزة التعليق في إي اس 300 مستقلة وهي تقوم في الأمام على قوائم ماكفرسون الانضغاطية التي يقابلها في الخلف تقنية الوصلات الثنائية. وقد لعبت أجهزة التعليق هذه دوراً فاعلاً في زيادة تماسك السيارة مع الطريق، وهو أمر تم اختباره أثناء تجربة السيارة، وبالأخص على الطرقات الملتوية حيث أظهرت إي اس 300 تماسكاً متقدماً يعود جزء من السبب فيه إلى توزيع الوزن بالتساوي تقريباً بين جزئي السيارة الأمامي والخلفي. أما الفضل الأكبر فيعود الى نظام إي ام اس الذي يتحكم بقساوة نبض التعليق ليرفع مستويات الثبات والراحة حتى ولو كانت الطريق غير مستوية ومليئة بالمنعطفات المتتالية. ومن ناحية أخرى، وفرت لكزس عدداً من الأجهزة الإلكترونية التي تعمل على مساعدة السائق في تفادي الحوادث شأن أجهزة في اس سي الذي يتحكم بمسار السيارة في حالات الانعطاف أو الكبح المفاجئ على الطرق الزلقة وكل من أيه بي اس وإي بي دي اللذان يمنع الأول منهما أنغلاق المكابح فيما يعمل ثانيهما على التحكم إلكترونياً بقدرة الكبح على كل إطار. كذلك جهزت إي اس 300 نظام تي آر سي الذي يعمل على منع دوران العجلات الدافعة على نفسها إضافة الى جهاز بي أيه الذي يحدد قدرة الكبح الممارسة ويدعمها بكبح أقوى في حالات الخطر المداهم. مقصورة أوسع وأفخم مقصورة الركاب في إي اس 300 لم تبق على حالها، فإيماناً من لكزس بأهمية العملانية، أخضعت مقصورة إي اس 300 للتعديل الذي طاول في الدرجة الأولى لوحة القيادة التي تضم تجويفاً للعدادات يضم ثلاثة عدادات رئيسية مع مجموعة من المنبهات الضوئية. أما الكونسول الوسطي فيحتوي على نظام الاستماع الموسيقي المتطور والمتصل الى سبعة مكبرات للصوت بقوة 262 وات والذي يمكنه احتواء ست أسطوانات مدمجة من خلال الكونسول، إضافةً الى جهاز التكييف الإلكتروني الفاعل الذي يمكنه تبريد كل المقصورة عبر أنابيب وصل مخفية في أرضية وجوانب السيارة. ويمتد الكونسول الوسطي الى ما بين المقعدين الأماميين حيث تم وضع مسند اليد الوسطي الذي زيدت مساحته بعد أن باتت المقاعد الأمامية أبعد عن بعضها البعض ب20 ملم في مقابل زيادة بلغت 40 ملم في ما يتعلق بالمسافة بين نقاط ارتكاز المقاعد الامامية والخلفية. ومن ناحية أخرى، قامت لكزس بتعديل تصميم المقاعد الأمامية حيث صب هذا التعديل في مصلحة ركاب المقعد الخلفي الذين سيتمتعون بمسافة إضافية لأرجلهم، مع العلم أن المسافات المخصصة لرؤوسهم وأكتافهم تعتبر أكثر من كافية شأنها للمسافات المخصصة للجالسين في الأمام. وفي هذا السياق، نشير إلى أن ركاب المقعدين الأماميين سيتمكنان من التحرك بحرية وراحة، كما سيتمتعان بمجالات رؤية واسعة وبلوحة قيادة عملانية ذات تصميم عصري وأنيق لا يمكن انتقاد أي من مكوناتها. وهنا نشير إلى أن توزيع مفاتيح تشغيل مختلف أجهزة السيارة يعتبر ذكياً كونه يمكن الوصول الى كل المفاتيح من دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق. وفي سياق الحديث عن العملانية، نشير الى ان السيارة مزودة عدداً كبيراً من المساحات والجيوب المخصصة لتوضيب الحاجيات الصغيرة. أما تلك الكبيرة، فيمكن أن تجد لنفسها متسعاً من المكان في صندوق الأمتعة الذي تبلغ سعته 519 ليتراً. أما المبتكر في إي اس 300، فهو مقعد السائق الذي يمكن تعديل وضعيته كهربائياً بثمانية اتجاهات تجهيز قياسي ومجمل المقاعد التي يمكن طلبها مبطنةً بالجلد الأصلي الفاخر الذي يخفي تحته نظاماً لتدفئة المقاعد وآخر للذاكرة التي تحفظ وضعيتي قيادة. ويبقى في هذا السياق أن نشير إلى أن العزل الصوتي في إي اس 300 يسجل نقطة في مصلحتها. فمجرد إغلاق النوافذ والسير، يشعر السائق وركابه أنهم معزولون عن الخارج، وانه لا يمكن لشيء أن يعكر صفو هذه العزلة باستثناء جهاز الإستماع الموسيقي الذي يتمتع بنقاوة صوت تشعر المستمع انه في حفلة موسيقية حية. ويعود الفضل في هذا الهدوء الى عملية العزل الصوتي الفاعلة التي نالتها إي اس 300 والى تصميمها الخارجي الأيروديناميكي الذي يعتمد على الخطوط المنسابة التي انخفضت نسبة الجر معها الى 0.28 وهي نسبة لم تتمكن اي سيارة من هذه الفئة من الوصول اليها تبعاً لما اعلنته لكزس. محرك واحد في تصرفها لسيارتها هذه، قررت لكزس أن توفر محركاً واحداً يعتمد تقنية الأسطوانات الست على شكل 7 وتبلغ سعة هذا المحرك 3 ليترات وهو يعمل بالتناغم مع أربعة عواميد كامة في الرأس تشغل الصمامات ال24 التي يتحكم بعملها أيضاً نظامي في في تي آي للتحكم بتوقيت عمل الصمامات وأيه سي آي اس - في للتحكم بمآخذ المراحل الثلاث للصمامات. كذلك يعمل هذا المحرك الذي يحمل تسمية 1 ام زد اف إي عبر جهاز بخاخ إلكتروني ونظام إشعال مباشر دي آي اس على توفير قدرة تصل الى 232 حصاناً تتوافر عند 5800 دورة في الدقيقة يرافقها عزم دوران يصل حده الأقصى الى حوالى 310 نيوتن متر تتوافر عند مستوى 4400 دورة في الدقيقة كفيلة في إطلاق السيارة من الصفر الى سرعة 100 كلم/س في حوالى 7.7 ثانية ومنها الى سرعة قصوى تراوح في حدود 235 كلم/س. وتنتقل قدرة الجر من المحرك الى العجلتين الأماميتين عبر علبة تروس أوتوماتيكية جديدة كلياً تقوم على خمسة نسب أمامية متزامنة وتتميز بنعومة عملها وسلاسة تمريرها للنسب وبهدوء تشغيلها وأخيراً بمساهمتها في خفض استهلاك الوقود. النتيجة بنتيجة التجربة يمكن القول أن إي اس 300 سيارة مثالية لأرباب العائلات المتوسطة والصغيرة، يدعمها سعرها المنافس نسبياً ومجموعة تجهيزات الترف المتوافرة لها قياسياً إذ تتوافر إي اس 300 مع محرك واحد ذو تأدية متقدمة لسيارة عائلية وهي مزودة بمقصورة ركاب مترفة ورحبة يمكنها نقل خمسة ركاب براحة تامة ولمسافات طويلة مع مجموعة من الامتعة. [email protected]