} اعتمدت لينكولن الأميركية، لتحسين مبيعاتها، الدراسات والاستقصاءات لتعرف ما يريده زبائنها من سياراتهم. وفي هذا الإطار، جاء الجيل الجديد من لينكولن تاون كار بشخصية جديدة سيطرت عليها الخطوط الدائرية التي لم تؤثر في الطابع الكلاسيكي لسيارة أميركية عريقة تتمتع بمقصورة ركاب أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها... رئاسية. النظرة الأولى إلى لينكولن تاون كار تشير إلى مدى التبدل الذي خضعت له سيارة تحولت من الشكل الصندوقي والخطوط القاسية، إلى سيارة تتحلى بخطوط مستديرة ومنسابة بنعومة، روعيت في تصميمها زيادة انحناء الزجاج الأمامي ما أسهم في خفض نسبة الضجيج الصادر عن اختراقها الهواء بنسبة 20 في المئة. والتحول لم ينحصر في الشكل الخارجي وحسب، بل طاول أيضاً تصميم البنية التحتية للسيارة التي خضعت لتعديلات أدت إلى زيادة صلابة الهيكل، فتحسنت أيضاً قدرته الالتوائية بنسبة 38 في المئة مقارنة بالجيل السابق، بفضل عوارض معدن مدمجة في أرضية السيارة تمتد إلى المنطقة التي تلي المقعد الخلفي. وهذا ما أدى بالتالي إلى تأمين هيكل يتمتع بالتماسك مع نفسه، ولينعكس الأمر إيجاباً على قدرة تحمل الهيكل ومقاومته اهتزازات الطريق وامتصاصها في شكل فاعل. مساحات... شاسعة بناء تاون كار التي تناقص طولها الإجمالي بمعدل 10 سنتم عن طول الجيل السابق، على قاعدة عجلات بطول 299 سنتم، واستغلال القسم الأكبر من طول هذه القاعدة لتركيز مقصورة الركاب، مكن هذه الأخيرة من التحلي بمساحات كبيرة يمكنها استضافة ستة ركاب من أصحاب القامات الطويلة، لينتقلوا براحة شبه تامة ولمسافات طويلة. ونقول ستة أشخاص، لأن المقعد الأمامي مصمم على شكل مقعد كامل يمكنه استيعاب ثلاثة ركاب، لن ينعم الأوسط بينهم بالراحة التي توفرها تاون كار لمرافقيه الخمسة، خصوصاً أنه سيكون جالساً أمام الكونسول الوسطي الذي يضم مفاتيح تشغيل عدد من أجهزة السيارة. أما الجالسون على المقعد الخلفي، فسينعمون بالراحة القصوى التي يمكن ردها إلى المساحات المخصصة لهم والتي تبلغ لناحية الأرجل 105 سنتم أي أقل ب 3 سنتم من تلك المخصصة لركاب المقدم. أما المساحة المخصصة لرؤوس ركاب المقعد الخلفي، فتعتبر بدورها أكثر من كافية على رغم مراعاة عوامل الانسيابية التي أدت إلى خفض خطوط الجزء الخلفي من السقف. فالمساحة المذكورة تبلغ 3،95 سنتم في مقابل 3،99 سنتم لرؤوس الجالسين في الأمام، الأمر الذي يؤكد أن ركاب السيارة سينعمون براحة قصوى خصوصاً أن مقصورة السيارة مزودة كل عوامل الراحة والترف. محرك مرن ومتجاوب على رغم وزنها الذي يتعدى 1800 كيلوغرام، تتحلى تاون كار بصفتي الرشاقة والمرونة على مختلف السرعات، سواء في المدن أو في حالات التسارع العالي والتجاوز. وسبب هذه الليونة محرك يعتمد تقنية الأسطوانات الثماني على شكل 7، سعة 6،4 ليتر، ومزود عمودي كامة علويين مع صمامين لكل أسطوانة، ما أسهم في رفع قوة المحرك إلى 228 حصاناً، أي ما معدله 8،7 كلغ / حصان، لنسبة وزنها الى قوتها، وهي نسبة مخفوضة ترفع التأدية وتخفض استهلاك الوقود. إلا أن السبب الحقيقي الكامن خلف مرونة المحرك يعود إلى عزم دورانها المرتفع والبالغ 42م/ كلغ يستخرج حدها الأقصى عند مستوى 3500 دورة في الدقيقة أي بفارق 1000 دورة في الدقيقة عن مستوى إنتاج قوة المحرك القصوى، الأمر الذي يوفر تفاعلاً مستمراً بين طاقتي المحرك، وبالأخص عند تبديل نسب علبة التروس صعوداً. يذكر أن التعديلات التي طاولت محرك تاون كار تمكنه من توفير نحو 88 في المئة من عزم دورانه أي نحو 35م/ كلغ عند دوران مخفوض يتفاوت بين 1000 و2000 دورة في الدقيقة، ما يمكن السائق من الإحساس بمدى عصبية المحرك بمجرد انطلاقه. ثم أنه لا يحتاج إلا إلى 50 في المئة من قدرته الحصانية لإيصال السيارة إلى سرعة 130 كلم/س، ما يرفع من مدة خدمته ويخفض أيضاً من نسبة استهلاكه الوقود. تماسك متقدم المفاجأة الأبرز التي يحصدها سائق تاون كار تتمثل في شعور الاستغراب الذي يحتاج إليه بمجرد قيادتها، وهي ابتعدت كثيراً عن مفهوم السيارات الأميركية الكبيرة والكلاسيكية التي تحتاج دوماً إلى مجهود إضافي للسيطرة على أحصنتها. فمع تاون كار الجديدة، يشعر السائق أنه قادر على السيطرة تماماً على أحصنة سيارته القوية بغض النظر عن ظروف القيادة وأسلوبها. فإطاراتها تحمل توقيع ميشلان الفرنسية ويبلغ قياسها 225/ 60 آر16 وتعليقها المستقل للعجلات الأربع يتكون في المقدم من وصلات متعددة مع نوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات عاملة بضغط الغاز مع قضيب مقاوم لانحناء المقدم، تعمل بالتناغم مع التعليق الخلفي الذي يعتمد محور وات ذا الارتباط الرباعي والمدعوم بنوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات عاملة بضغط الغاز مع قضيب مقاوم للانحناء، توفر تماسكاً متقدماً عزز بجهازين إلكترونيين. جهاز يعمل على التحكم بتماسك السيارة مع الطريق ويحول دون انزلاق العجلات الدافعة حول نفسها، وآخر مخصص لمنع غلق المكابح يعمل على منع العجلات الأربع من الانغلاق على نفسها، تحت تأثير عمليات الكبح المفاجئة والقوية، الأمر الذي يرفع من نسبة التماسك في شكل كبير. يذكر أن تاون كار تعتمد جهاز مكابح يقوم على تقنية الأسطوانات القرصية المهواة في الأمام والصلبة في الخلف. وقد رفع قطرها إلى 316 مليمتراً وسماكتها إلى 38 مليمتراً في الأمام، ما أدى إلى زيادة حجم حشوات المكابح الأمامية، وبالتالي مساحة الكبح بنسبة 40 في المئة. وهنا لا يمكن إغفال جهاز المقود الذي تميز، على رغم محافظته على تقنية شبكة البلى، بدقة توجيهه. والفضل يعود إلى تزويده ضاغطاً هيدروليكياً مساعداً يعمل بضغط الزيت جهز بمستشعرات لقياس السرعة وخفض نسبة المساعدة تبعاً لارتفاع السرعة. مقصورة مترفة... جداً إذا أردنا إطلاق صفة على مقصورة ركاب تاون كار... فهي الترف والعملانية. فالجلد الفاخر يبطنها بكاملها، في حين يغطي الخشب المصقول أجزاء من لوحة القيادة وبطانات الأبواب. ومن ناحية أخرى، وعلى رغم أن لينكولن تاون كار معدة لنقل ركابها براحة وترف مثاليين، لم يتغاض قسم التصميم عن راحة السائق الذي ينزلق مقعده نحو الخلف بمعدل خمس سنتمترات بمجرد سحب مفتاح تشغيل المحرك من مكانه لتسهيل خروجه من السيارة. ولراحة السائق، جمعت مفاتيح تشغيل النوافذ الكهربائية الأربع والقفل المركزي في لوحة خاصة ثبتت في باب السائق الذي يحتوي أيضاً مفاتيح لتحريك مقعد السائق المزود ذاكرة لوضعيتين مختلفتين. كذلك جهز المقعدان الأماميان بنظام كهربائي يعمل على نفخ أسفل ظهري المقعدين لتوفير أقصى درجات الراحة للسائق والراكب إلى جانبه، خصوصاً عند قطع مسافات طويلة. والتعديلات على مقعد السائق، مضافاً إليها جهاز مقود يمكن إزاحته عمودياً وأفقياً، تمكن سائق لينكولن تاون كار من إيجاد وضعية الجلوس المثالية وتؤمن له مجالات رؤية ممتازة. و قد زودت أطراف المقود مفاتيح خاصة لتشغيل مكيف الهواء وجهاز الاستماع الموسيقي ومبرمج السرعة التلقائية. ووضع أمامه تجويف خاص للعدادات ضم عداداً لسرعة السيارة إلى جانب عدادين لمستوى الوقود في الخزان ولدرجة حرارة المحرك، في ظل غياب عداد دوران المحرك! وفي هذا التجويف، ثبتت لينكولن نظام معلوماتية يوفر للسائق معلومات مستمرة عن استهلاك المحرك بما فيها معدل الاستهلاك والمسافة التي يمكن عبورها بكمية الوقود المتبقية في الخزان... أما الكونسول الوسط، فضم مخارج الهواء الخاصة بجهاز التكييف الإلكتروني ومفاتيح تشغيله التي بدت بعيدةً من متناول يد السائق إضافةً إلى مفاتيح تشغيل جهاز الاستماع الموسيقي المتطور. سعر منافس أبرز ميزات تاون كار، تتمثل في سعرها الذي يتفاوت بين 40 ألف دولار أميركي و48 ألفاً في الأسواق الخليجية تبعاً للرسوم الجمركية وتكاليف الشحن، أي أقل بنحو 35 في المئة من منافساتها، الامر الذي يضعها على رأس لائحة المنافسة ضمن فئتها. إلا أننا تمنينا لو وفرت شركتها فئة منها مزودة محرك الأسطوانات الثماني على شكل 7، سعة 6،4 ليتر والمزود 32 صماماً في الرأس، وهو المحرك نفسه المتوافر لشقيقتها مارك 8 كوبيه، لأنه سيساعدها في منافسة سيارات فئتها الألمانية. [email protected]