} حذر اعضاء في حزب "ليكود" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من تداعيات استقالة وزيرين من اليمين المتطرف على مستقبل الحكومة الائتلافية، فيما اعلن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية بدء حملة تظاهرات ضد ما وصفوه بالتنازلات التي تقدمها الحكومة الاسرائيلية للفلسطينيين. نقلت مصادر صحافية اسرائيلية عن اعضاء في حزب "ليكود" ان من شأن استقالة وزيري السياحة رحبعام زئيفي والبنية التحتية افيغدور ليبرمان اللذين يمثلان سبعة نواب في الكنيست الاسرائيلية البرلمان ان تحدث تصدعات حقيقية في ائتلاف ارييل شارون الحكومي اذا ما قررت الاحزاب اليمينية إطاحة الحكومة على غرار ما حدث لحكومة بنيامين نتانياهو اليمينية. وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية امس ان شارون تعرض لانتقادات شديدة من بعض اعضاء حزبه خلال اجتماع مغلق ليل الاثنين - الثلثاء في اعقاب استقالة الوزيرين. وذكرت الصحيفة ان شارون أكد في الاجتماع ان "اتفاقات اوسلو لم تعد موجودة وباتت جزءاً من الماضي"، لكنه اشار في الوقت ذاته الى انه "مستعد لقبول دولة فلسطينية في اطار اتفاق شرط ان لا تهدد امن اسرائيل". واضاف: "لن يتم دفعنا الى الخط الاخضر ومن يفتح عينيه يرى ان هذه الدولة قيد الانشاء على أي حال". لكنه رهن موافقته عليها بان تكون منزوعة السلاح، وان تحتفظ اسرائيل بسيطرتها على حدودها الخارجية. ووفقاً للمصادر ذاتها، رفض شارون طرح الامر للنقاش، مضيفاً ان رئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن لم يناقش اتفاق كامب ديفيد مع اعضاء حزبه كما لم يناقش اسحق رابين اتفاقات اوسلو. وعن الاوضاع الدولية، اعترف شارون امام اعضاء حزبه بأنه "فشل في اقناع الولاياتالمتحدة بمنع انضمام سورية لعضوية مجلس الامن وكذلك في شمل حزب الله وحماس في قائمة التنظيمات الارهابية... نحن نسير مع الولاياتالمتحدة على حبل رفيع... علينا ان نكون شديدي الحذر". وجاء اجتماع شارون "التوضيحي" في ضوء تهديدات الاحزاب اليمينية المتطرفة بما فيها حزب المفدال الذي رفض الانضمام الى حكومته وكذلك مجلس المستوطنات الذي أطاح رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو. والتقى شارون اول من أمس ممثلي المجلس في اجتماع وصفه المستوطنون بأنه "صعب" وخرجوا منه مهددين بتنظيم تظاهرات كبيرة الاسبوع الماضي "احتجاجاً على تنازلات الحكومة للفلسطينيين". ونقل عن احد زعماء المستوطنين قوله: "لم نحصل على اجابات مقنعة في شأن ضمان سلامة المستوطنين". وتدخل استقالة زئيفي وليبرمان حيز التنفيذ بعد ظهر اليوم، الامر الذي يبقي حكومة شارون رهينة بيد حزب "شاس" الديني المتطرف بتاريخه الحافل ب"ابتزاز" الحكومات اليمينية واليسارية على حد سواء من اجل الحصول على مزيد من المخصصات المالية للمتدينين اليهود في الدولة العبرية. ويحتل حزب "شاس" 17 مقعداً في الكنيست، ويعني تهديده بالانسحاب اذا ما رفضت طلباته المالية الكثيرة ترك حكومة شارون الائتلافية ب 59 مقعداً من أصل 120 يمثلون المجموع الكلي لاعضاء الكنيست. وصوت "شاس" لاسقاط نتانياهو وباراك من بعده عندما تبين انهما لا يستجيبان لطلبات الحزب. وهذا السيناريو الجديد، ان تحول الى واقع، يزيد من انتقادات الاحزاب والشارع الاسرائيليين ضد شارون الذي فشلت حكومته حتى الآن في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ناهيك عن الأمنية، للإسرائيليين.