إسلام آباد، كابول، واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - شن الطيران الاميركي صباح أمس أعنف غارات خلال النهار على كابول منذ بدء العمليات العسكرية في افغانستان في 7 تشرين الاول اكتوبر الجاري. وحلقت الطائرات فوق العاصمة الافغانية مرات عدة وسمعت عشرة انفجارات على الاقل في محيط المدينة. واستهدفت المضادات الارضية لدى "طالبان" كل طلعة للطائرات. ولم يتسن الحصول على معلومات عن عدد الضحايا. وامكنت رؤية سحب من الغبار قرب المطار الذي تعرض للقصف مرات منذ الاسبوع الماضي. ويبدو ان الطائرت الاميركية أصبحت تركز هجماتها على قواعد "طالبان" في محيط المدينة، اي المنطقة القريبة من المناطق السكنية. وكانت الطائرات الاميركية شنت غارات ليل أول من أمس سمع بعدها دوي سبعة انفجارات على الأقل. وبدا ان المضادات الارضية لدى "طالبان" كانت أكثر نشاطاً خلال النهار. ولم يبق في العاصمة الافغانية كابول وفي محيط مطارها اللذين تحولا هدفاً ثابتاً للغارات الجوية الاميركية، سوى الاكثر فقراً من السكان الذين يضاف الخوف الى بؤسهم وتعاستهم. وصادف أمس بالنسبة اليهم بداية الاسبوع الثاني من عمليات القصف، مما يعني ثماني ليالٍ حرموا خلالها من النوم، و8 ايام من الخوف. وخرج المواطنون الأكثر غنى من كابول وتوجهوا الى المناطق الريفية بعيداً من الضربات والغارات الجوية الاميركية التي باتت نصيب سكان كابول اليومي. اما الاكثر بؤساً وفقراً من سكان العاصمة الافغانية فلم يبق امامهم من خيار سوى البقاء. ونفذت الطائرات الاميركية غارات صباحية ايضاً، في منطقة جلال آباد شرق افغانستان. وسمع دوي عشرة انفجارات على الاقل في ضواحي المدينة. وقال الوزير لدى "طالبان" حاجي اتقي الله عزيزي ان "قنبلتين سقطتا على مقر قيادتنا في شرق مطار جلال آباد"، لكنه لم يعط اي معلومات حول الخسائر او الضحايا المحتملة. وأكد مسؤول في "طالبان" أمس ان اثني عشر مدنياً قتلوا في غارة شنتها الطائرات الاميركية على مدينة قلعة ناو، عاصمة اقليم بدغيش شمال غربي افغانستان، ولكن المعارضة أعلنت ان جميع الضحايا 50 قتيلاً ومفقوداً هم عناصر في "طالبان". ويتمتع اقليم بدغيش بأهمية استراتيجية لأنه يقع على الحدود مع تركمانستان، ويربط بين اقليم هيرات على الحدود مع ايران، وبين المناطق الشمالية الافغانية. وأعلنت الاممالمتحدة اليوم ان خمسة اشخاص قتلوا في قنبلة اميركية سقطت قرب سوق في مزار الشريف شمال افغانستان الجمعة الماضي. الى ذلك، أكد مسؤولو دفاع أميركيون ان طائرات أميركية شنت غارات عنيفة على أهداف عسكرية ل"طالبان" أمس وأول من أمس، في الوقت الذي تحركت فيه حاملة طائرات أميركية رابعة لتقترب من نقطة تصبح فيها افغانستان في مدى عملياتها. وقال أحد المسؤولين: "كانت الهجمات عنيفة"، مضيفاً ان نحو 50 طائرة تابعة للبحرية، وعشر مقاتلات من طراز "ب 1"، و"ب 52" تابعة لسلاح الجو استخدمت في قصف 13 هدفاً، بينها اماكن تتركز فيها قوات حركة "طالبان". وذكر مسؤولو الدفاع الذين رفضوا نشر اسمائهم ان حاملة الطائرات "يو أس أس ثيودور روزفلت" اتجهت جنوباً عبر البحر الاحمر في اتجاه المحيط الهندي بعد المرور في قناة السويس السبت الماضي. ويذكر ان حاملات الطائرات "يو أس أس كارل فينسون" و"يو أس أس انتربرايز" و"يو أس أس كيتي هوك" متمركزة الآن في الخليج ومنطقة المحيط الهندي قرب افغانستان. وقال مسؤول: "لم يتضح بعد ما اذا كانت "ثيودور روزفلت" ستحل محل "انتربرايز" التي كان من المقرر عودتها منذ فترة الى اميركا، أم انها ستبقى في مكانها. وفي لندن، ترأس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير صباح أمس، اجتماعاً لحكومة الحرب البريطانية التي تضم أبرز الوزراء ورئيس هيئة الاركان مايكل بويس، وذلك بهدف الاطلاع على تطورات النزاع. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس انها ستستدعي 150 عنصراً من الاحتياط في الجيش، بينهم عدد كبير من الناطقين باللغة العربية لتعزيز العمليات الاستخباراتية ضد شبكة "القاعدة". وغالبية هؤلاء سيبقون في بريطانيا وسيوكل الى نصفهم مهمات كالتعليق على الصور، او البحث عن معلومات.