} نجا القائد الاعلى لحركة "طالبان" ملا محمد عمر من الموت بعدما استهدفته غارات اميركية - بريطانية، اصابت منزله في قندهار جنوب افغانستان اصابات مباشرة. وتواصلت أمس ولليوم الثالث الغارات على مواقع "طالبان"، للمرة الأولى في النهار. وتصدت لها المضادات الارضية. وأعلنت "طالبان" ان 35 شخصاً على الاقل قتلوا في حين تحدثت تقارير اخرى عن مقتل العشرات من دون تحديد الرقم بسبب عدم وجود احصاء لعدد الضحايا. وفي موازاة الضربات الاميركية - البريطانية، اعلنت الحركة الافغانية ان اكثر من مليوني شخص متأهبون للموت في المواجهة الحالية. في حين أعلنت بريطانيا ان المرحلة الاولى للضربات ربما تنتهي قريباً وان البحث جارٍ في شن هجوم بريّ. كابول، إسلام آباد، طهران، واشنطن، لندن، برلين، لوكسمبورغ، روما - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن مسؤولون من حركة "طالبان" ان نحو 35 مدنياً قتلوا، او اصيبوا بجروح منذ مساء أول من أمس من جراء الضربات الاميركية على افغانستان. وقال عبد الحي مطمئن، الناطق باسم القائد الاعلى للحركة ملا محمد عمر ان "الحصيلة قد تكون أكبر من ذلك، لكن مجاهدي امارة افغانستان الاسلامية والمجاهدين ضيوفنا لم تلحق بهم اي خسائر". وبدوره قال سفير "طالبان" في اسلام اباد عبدالسلام ضعيف ان الضربات أوقعت "عشرات القتلى من المدنيين. وهذا ارهاب علني، وليس ضرب ما يسمى بالارهابيين". وأضاف "نحن مستعدون لتقديم مليوني شهيد في سبيل الاسلام اذا اقتضى الامر". وأعلنت الحركة ان زعيمها ملا عمر نجا من ضربات قرب منزله في قندهار جنوب شرقي افغانستان. وقال رجل دين باكستاني أمس ان صاروخاً أصاب المنزل. وأوضح مولوي كفاية الله سارانجزاي المؤيد ل"طالبان" والذي كان في معقل الحركة في قندهار، اثناء بدء الضربات الغربية: "لم يكن الشيخ عمر في المنزل". وأضاف: "دمر جزء من منزله وقتل احد جيرانه ويدعى عبدالرحمن في هجمات بصواريخ كروز". وقال ان مخبأ قديماً كان يستخدمه اسامة بن لادن قرب مطار قندهار شمال المدينة هوجم في ضربات الاحد الماضي، الا انملا عمر قال لسارانجزاي ان بن لادن لم يكن هناك وقت الضربة. وأكدت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" أمس ان الولاياتالمتحدة هاجمت منزل ملا عمر الذي كان يحتوي على غرف وأجهزة قيادة. وتساقطت القنابل والصواريخ على العاصمة الافغانية، ومدن اخرى لليلة الثانية وحتى صباح أمس في الوقت الذي مضت فيه الولاياتالمتحدة قدماً في حربها ضد الارهاب لاجبار بن لادن على الخروج من مخبأه ومعاقبة "طالبان" التي تأويه. وجمع المزيد من السكان الذين أصابتهم الهجمات الاميركية في الليلة الاولى بالرعب، متعلقاتهم وصعدوا على متن حافلات او عربات تجرها الحمير للفرار، معربين عن عدم رغبتهم في قضاء ليلة اخرى من الرعب. وفتحت المدفعية المضادة للطائرات نيرانها في كابول قبيل وقت قصير من حظر التجول المسائي الذي يسري من التاسعة مساء 00،16 توقيت غرينتش. ودوت أصوات الطائرات والصواريخ اثناء الليل. وقصفت مدن رئيسية من مزار الشريف وقندز في الشمال الى قندهار الجنوبية، وكذلك منطقة مايواند على بعد 70 كيلومتراً الى الغرب. وتركز القصف قرب مطار كابول ومنطقة تعرف باسم جبل التلفزيون الذي يعلوه هوائي للبث الاذاعي والتلفزيوني. وانقطعت الكهرباء على الفور، وتوقف بث اذاعة "صوت الشريعة" الرسمية. ومساء سُمعت في العاصمة الأفغانية كابول وفي مدينة قندهار أصوات المضادات الأرضية وشوهدت طائرات حربية غربية. وهي المرة الأولى التي تشاهد فيها هذه الطائرات فوق سماء المدن الأفغانية. ويشار الى ان هذه هي المرة الاولى التي تقوم فيها الطائرات الاميركية بالقصف في وضح النهار. وقال مسؤول في "طالبان": "ان الطائرات شوهدت ثلاث مرات منذ هذا الصباح". وأضاف: "لقد قصفت مرة واحدة فقط". وبحسب مصدر غير رسمي في قندهار، فان الطائرات قصفت ضواحي المدينة في كل طلعة من طلعاتها الثلاث. وكانت الضربات خلال الليلة الثانية اقل من الليلة التى سبقتها وقامت بها قوات اميركية فقط، فيما تكفل البريطانيون بالدعم اللوجستي. وذكرت "وكالة انباء الجمهورية الاسلامية"الايرانية ان قائد القوات الجوية التابع ل"طالبان" أخطر محمد منصور قتل في الضربات الاميركية - البريطانية أول من أمس. ونقلت عن مصدر مطلع في افغانستان ان "المسؤول العسكري الكبير الآخر في حركة طالبان الجنرال عمر عطية، قائد الكتيبة الاولى في نانغارهار شرق كابول، قتل في الغارة الجوية نفسها". وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان سفناً حربية أميركية وغواصة اطلقت أول من أمس 15 صاروخاً عابراً من طراز "توماهوك" في اطار الموجة الثانية من الضربات على افغانستان. وقال اللفتنانت كولونيل جورج رينادينس ان "العمليات لم تتوقف منذ الضربات الاولى بعد ظهر الاحد توقيت واشنطن"، مضيفاً: "لا فرق في ان يحدث ذلك ليلاً او نهاراً". وقال مسؤول على متن حاملة الطائرات الاميركية "يو أس أس كارل فينسون" ان طائرات من على متن الحاملة قصفت طائرتين أفغانيتين من طراز "ميغ" على الارض، وقصفت معسكر تدريب "ارهابي" واحد على الاقل في اليوم الثاني من الغارات. وأضاف ان الطائرات حرصت على تفادي وقوع اصابات بين المدنيين. ومضى يقول ان الطائرات واجهت مزيداً من النيران المضادة للطائرات عن تلك التي واجهتها عندما بدأت الهجمات ضد أفغانستان الاحد الماضي. وعادت كل الطائرات بسلام. ويبحث الطيارون على متن حاملة الطائرات الاميركية "يو أس أس انتربرايز" المشاركون في الضربات التي توجه لأفغانستان، عن أهداف جديدة بعدما أنجزوا "بنجاح وبسرعة" مهامهم في اليومين الماضيين. وأكد قائد الحاملة الكابتن جيمس الذي طلب من الصحافيين تجنب ذكر اسم عائلته "لأسباب أمنية"، ان "بعض الطيارين اضطروا للعودة بقنابلهم او صواريخهم من دون الحاجة لالقائها". وأضاف ان "الطيارين اضطروا للتخلص من كميات من الوقود ليتمكنوا من الهبوط بلا مخاطر بعد تخفيف الوزن على حاملة الطائرات". موعد انتهاء الحملات في غضون ذلك، توقع وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان تنتهي المرحلة الاولى من الهجمات على افغانستان خلال ايام. وأضاف في مقابلة مع تلفزيون "هيئة الاذاعة البريطانية": "توقعاتي انها من المرجح ان تستغرق اياماً لا أسابيع. هذه هي المرحلة الاولى من هجماتنا على نظام طالبان في ما يتعلق بمحاسبة اسامة بن لادن عن أعماله". وقال هون انه يأمل بان تقنع الموجة الاولى من الهجمات "طالبان" بتسليم بن لادن وغيره من المشتبه بتورطهم في الهجمات الانتحارية في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي. وقال هون انه لم يجر اتخاذ قرار بعد بشن حملة برية في افغانستان. واضاف، في موسكو بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرغي ايفانوف أمس، ان شن عملية برية خيار واحد من خيارات عدة محل دراسة. ومضى يقول: "بالنسبة الى اي عمليات برية فاننا نضع خططاً تسمح لنا بدراسة ذلك كخيار مطروح. ولكنها مجرد خيارات". وفي هذا الصدد، أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أمس نقلاً عن مسؤولين أميركيين في وزارة الدفاع ان "البنتاغون" يتأهب للبدء بالمرحلة التالية من خلال نشر قوات اضافية في آسيا الوسطى والشرق الاوسط. وبحسب احد هؤلاء المسؤولين الذي رفض كشف هويته فان عملية الانتشار هذه التي لن تكون بحجم تلك التي تمت ابان حرب الخليج 1991، تمثل "المرحلة القادمة مما يعد اجمالاً وسيلة معتادة في حرب غير عادية"، وربما ينشر ألف جندي آخر من الفرقة الجبلية العاشرة، اضافة الى آلاف الموجودين حالياً في آسيا الوسطى. شرودر الى واشنطن وأعلن المستشار الالماني غيرهارد شرودر قبل مغادرته برلين أمس متوجهاً الى واشنطن ونيويورك للاجتماع مع الرئيس الاميركي ومع الأمين العام للأمم المتحدة انه سيؤكد لبوش من جديد الدعم الالماني غير المحدود للحرب الجارية ضد الارهاب الدولي وللعمليات العسكرية الجارية في افغانستان، ولكوفي انان استعداد بلده للعب دور كبير في تقديم المساعدات الانسانية للشعب الافغاني. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة اوفه كارستن هايه ان شرودر اجرى اتصالاً هاتفياً عشية سفره الى واشنطن مع كل من الرئيس الباكستاني برويز مشرف والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز شمل مسألتي الارهاب وحل ازمة الشرق الاوسط. وأكد ان التوافق كان تاماً على ان الارهاب يمثل مشكلة دولية لا بد للمجتمع الدولي من ان يواجهها. ونقل هايه عن الأمير عبدالله تكرار تأكيد أن الاسلام ضد الارهاب، وضرورة حل أزمة الشرق الاوسط. بيرلوسكوني وفيما دعا رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو بيرلوسكوني الذي سيزور واشنطن، القوى السياسية الايطالية الى العمل للخروج بموقف يمثل ايطاليا، لم يستبعد زعيم الجناح المسيحي في تكتل المعارضة الماغريتا بيير لويجي كاستينييتي ان تلجأ المعارضة "الى أسلوب الامتناع عن التصويت على غرار الموقف الذي اتخذه تكتل بيرلوسكوني عندما كان في المعارضة، من المشاركة الايطالية في قوة الناتو في كوسوفو. في بكين، أعلن ناطق صيني رسمي أمس، ان الصين أغلقت حدودها مع أفغانستان بسبب الضربات التي تشنها الولاياتالمتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية سان يوكشي، ان الحكومة الصينية أغلقت ايضاً كانتون تكسكورغان الحدودي مع افغانستان وباكستان وطاجيكستان امام حركة المسافرين والصحافيين الاجانب. وتمر عبر تكسكورغان الواقع داخل منطقة الحكم الذاتي في كسينجيانغ، طريق كراكوروم المعروفة ايضاً باسم طريق الصداقة بين الصين وباكستان وتربط بين مدينة كشغار أقصى الصين وبين الحدود مع باكستان في منطقة جبلية. وفي بروكسيل، أعلن ناطق باسم الحلف الاطلسي ان الحلف بدأ اعادة نشر قواته البحرية في البحر الابيض المتوسط لتتمركز في القطاع الشرقي بطلب من الولاياتالمتحدة. والقوة البحرية الدائمة تضم تسع سفن حربية، وكانت تقوم بتدريبات عسكرية قبالة شواطئ البليار عندما تلقت الامر بالعودة الى شرق المتوسط. الى ذلك، قالت صحيفة "كوريا تايمز" الكورية الجنوبية ان سيول قررت ارسال نحو 450 جندياً غير محارب أطباء ومهندسون لمساعدة الحملة العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في افغانستان.