الرياض - "الحياة" - خرجت صحف سعودية عن صمتها على حملة تشنها كبريات الصحف الاميركية، بزعم عدم تعاون السعودية في مجال مكافحة الارهاب. وردت امس صحيفة "عكاظ" على صحيفة "نيويورك تايمز" التي زعمت ان المملكة لم تتعاون في تجميد اصول اسامة بن لادن. وشددت "عكاظ" على "ان المستفيد الوحيد من عرقلة التحالف الدولي ضد الارهاب، هو الصهيونية العالمية واسرائيل التي باتت تؤمن اكثر من اي وقت، بأن هذا التحالف سيطاولها في نهاية الامر". ورأت ان "مصدر الاتهامات التي ساقتها صحيفة نيويورك تايمز لتغطية الدافع الحقيقي للاعتداءات هو الصهيونية العالمية التي تعاني هذه الايام من وضع حرج سياسياً واخلاقياً واعلامياً داخل الولاياتالمتحدة. واضافت انه لا يمكن فهم دوافع تفجيرات نيويورك وواشنطن الشهر الماضي من دون الخوض في حال الكره التي كانت وراء تلك الاعمال الارهابية الرعناء وكانت وراءها الصهيونية العالمية. وتساءلت الصحيفة: "هل نسيت نيويورك تايمز ان تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الارهابية لو لم تستخدم الولاياتالمتحدة نشاطاتها في فترات تاريخية سابقة ضمن لعبة الامم التي كانت تمارسها لما كان هناك ما يسمى بالارهاب؟". ورأت "عكاظ" ان "الاعلام الصهيوني ومن ورائه اسرائيل ساءه اشادة الادارة الاميركية وتصريحات الرئيس جورج بوش حول موقف المملكة الايجابي في مكافحة الارهاب"، مؤكدة "ان هذا الاعلام توجس الخطر من التوجه الايجابي للادارة الاميركية تجاه السعودية منذ الاعتداءات". وخلصت الى ان السعودية "لا تنتظر من الاعلام الصهيوني في الولاياتالمتحدة ان ينصفها في اي قضية من قضايا العرب والمسلمين بل تتوقع كل شر من ذلك الاعلام". وتحت عنوان "اميركا... حالات الارهاب النفسي"، كتبت صحيفة "الرياض" ان "التناقض الذي بات سمة لتصريحات مسؤولين في اميركا، يأتي في اطار توزيع الادوار لتشويش الرأي العام الدولي"، مشيرة الى ان ذلك "قد لا يكون في مصلحة الولاياتالمتحدة، في هذه الظروف البالغة الدقة". واشارت الى ان "المنطقة العربية، ستبقى في حال من عدم الثقة في النيات الاميركية"، وعزت ذلك الى "التضارب والتناقض الحاد في التصريحات الاميركية، ففي الوقت الذي اكد مسؤولون اميركيون تعاون سورية في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب، خرج مسؤول اميركي آخر ليقول ان سورية على قائمة الدول التي يجب ضربها". وتطرقت الى التبرع الذي قدمه الأمير الوليد بن طلال وما تبعه من تداعيات بعد رفض عمدة نيويورك قبول التبرع، بسبب تصريحات أدلى بها الأمير الوليد وربطه بين الارهاب والصراع العربي - الاسرائيلي. واعتبرت الصحيفة ان "الانفعالات الحادة للقيادة الاميركية تحتاج الى ضبط اعصاب". وتساءلت صحيفة "المدينة" السعودية في افتتاحيتها عمن بإمكانه ان ينزع فتيل الحرب في ظل "التصريحات الاميركية الفضفاضة عن تعريف الارهاب وتصنيف الارهابيين"، مشيرة الى ان مثل هذه التصريحات من شأنه ان "يلقي ظلالاً من الشك حول الاهداف الحقيقية للحملة العسكرية الاميركية".