شطب مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (FBI) أمس، زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من قائمة أخطر المطلوبين لديه، بوضع عبارة على صورة بن لادن تشير إلى أنه تمت تصفيته. وفي لمحة عن أهم عشرة مطلوبين لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي، عرّفت ال«إف بي آي» أسامة بن لادن بأنه «قاتل المواطنين الأميركيين في الخارج، ومدبر عدد من الهجمات الإرهابية التي تسببت بمقتل الأميركيين». ويشير موقع «إف بي آي» الإلكتروني إلى أن أية معلومات قد تساعد على القبض على أسامة بن لادن كانت تساوي أكثر من 25 مليون دولار، وعلى رغم تحديث الجهاز الأمني الأميركي لموقعه الإلكتروني بشكل مستمر، إلا أن أسباب تصنيفه لأسامة بن لادن ضمن أهم عشرة مطلوبين لديه، اقتصرت على ارتباطه بعملية تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كل من العاصمة التنزانية دار السلام والعاصمة الكينية نيروبي في السابع من أغسطس من العام 1998، إضافة إلى ارتباطه بعدد من الهجمات الإرهابية حول العالم، من دون الإشارة إلى مسؤوليته عن تفجيرات 11 سبتمبر، التي مسحت برجي مركز التجارة العالمي من على سطح الأرض. ويبدو من خلال المعلومات التي وضعها مكتب التحقيقات الفيديرالي بين يدي زوار موقعه الرسمي، لمساعدتهم على التعرف على زعيم تنظيم القاعدة، والذي كان يعرف أيضاً بالمطلوب رقم واحد عالمياً بحسب «إف بي آي»، أن الجهاز الأمني الأميركي الذي يرعب الكثيرين، لم يكن يعرف عن أسامة بن لادن أكثر مما قد يعرفه أي متابع لظهوره السابق بين الحين والآخر عبر وسائل الإعلام، من خلال التسجيلات المرئية التي كان يرسلها زعيم القاعدة من آن لآخر إلى القنوات الإخبارية. ولم يكن تحديد طول أسامة بن لادن بدقة، واعتماده على التكهن في تحديد طوله، الأمر الوحيد الذي عجز عن تحديده مكتب التحقيقات الفيديرالي، إذ أوضح المكتب أيضاً على موقع الرسمي أنه لا يعلم ما إذا كان لأسامة بن لادن أي ندب أو علامات معينة في جسمه، مكتفياً بالإشارة إلى أنه أعسر ويسير على عكاز. وعن ألقاب ابن لادن، يشير موقع «إف بي آي»، إلى أن لأسامة ألقاباً عدة، من بينها اسمه الصريح أسامة بن محمد بن لادن، والشيخ أسامة بن لادن، والأمير، وأبو عبدالله، والحاج، إضافة إلى الشيخ المجاهد، والمدير. ومن جهته هنأ رئيس الشرطة الدولية المعروفة ب«الإنتربول» رونالد نوبل الشرطة الدولية في الولاياتالمتحدة وحول العالم بما وصفه ب«الإنجاز العظيم»، مشيراً إلى أن تبادل المعلومات الاستخباراتية مكّن الولاياتالمتحدة من تحديد مكان أسامة بن لادن في باكستان. وأضاف نوبل بحسب بيان صحافي أصدره أمس، أن العملية التي أدت إلى قتل أسامة بن لادن من القوات الأميركية الخاصة، كانت تهدف بالأساس إلى تقديمه إلى العدالة. وعلى رغم وصف رئيس «الإنتربول» مقتل ابن لادن ب«الضربة القاضية» التي من شأنها أن تقسم ظهر تنظيم القاعدة، إلا أنه طالب سلطات الدول الأعضاء في منظمته بالمزيد من اليقظة، محذراً من إمكان قيام القاعدة بعمل إرهابي للرد على مقتل زعيم تنظيمهم. وقال: «الإرهابي الأخطر والمطلوب الأول في العالم لم يعد له وجود، ولكن وفاة بن لادن لا تعني زوال المرتبطين بالقاعدة، وسيستمر الذين يستلهمون فكر التنظيم بالمشاركة في الهجمات الإرهابية، وهو ما يحتم علينا المزيد من التعاون والتركيز في محاربتنا للإرهاب، ليس فقط ضد المنظمات والجماعات الإرهابية الدولية فقط، بل ضد أية مجموعة أو عصابة في أي مكان في العالم». وأشار رئيس الإنتربول إلى أنه منذ هجمات 11 من سبتمبر لم تنج قارة أو منطقة في العالم من الإرهاب، مطالباً الدول الأعضاء في منظمته والبالغ عددها 188 دولة بالبقاء في حال تأهب، والاستعداد لأي انتقام من تنظيم القاعدة، والتي أعزى توقعاته بإقدامها على الانتقام، إلى محاولة لإثبات وجودها واستمرارها رغم مقتل زعيمها.