واشنطن، نواكشوط - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - نقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس عن مصادر مطلعة على التحقيق الذي تجريه السلطات الأميركية في مؤامرة التفجيرات المزعومة خلال الألفية، ان المسؤولين الأميركيين لديهم معلومات إستخباراتية حساسة تربط بين "الشبكة الإرهابية" لأسامة بن لادن ومؤامرة التفجيرات. وقالت ان المسؤولين يبنون خلاصتهم هذه على "معلومات عملاء سريين على إرتباط مباشر بمؤامرة التفجير ومنظمة إبن لادن، إضافة الى مواد يتم تقاسمها مع مسؤولين في أجهزة إستخبارات وشرطة أجانب، والتنصت على محادثات هاتفية محلّية ووسائل أخرى من الإتصالات الألكترونية". ويحتاج مسؤولو مكتب التحقيقات الفيديرالي أف. بي. آي الى إذن من وزارة العدل ومحاكم خاصة للتنصت على الإتصالات الهاتفية في الولاياتالمتحدة. وتابعت ان ضباطاً ومحققين من أجهزة الإستخبارات بما في ذلك "أف. بي. آي" ووكالة الإستخبارات المركزية سي. آي. أيه. ووكالة الأمن القومي، يُحللون كميات هائلة من المعلومات التي تم جمعها منذ القبض على الجزائري أحمد رسام 32 سنة خلال محاولته إدخال سيارة تحمل مادة متفجرة وأجهزة توقيت الى الولاياتالمتحدة من كندا منتصف كانون الأول ديسمبر الماضي. ويتعاون المحققون الأميركيون في هذا الموضوع مع نظرائهم في كندا ودول شرق أوسطية. وينفي رسام تهمة الضلوع في مؤامرة تفجيرات الألفية. وقال مسؤول أميركي إن "جزائريين تدربوا سابقاً في معسكرات في أفغانستان وتلقوا دعماً من شبكات إبن لادن ... سيُنفّذون ما تطلبه منهم قيادة "القاعدة" عندما يأتي الوقت المناسب". لكنه قال انه غير واضح حتى الآن هل إبن لادن هو الذي أعطى الأمر بالقيام بتفجيرات الألفية أم أحد مساعديه. وذكرت الصحيفة ان عبدالغني مسكيني الذي إعتُقل في 30 كانون الأول ديسمبر الماضي في بروكلين ووُجّهت اليه إتهامات مع رسام، أقر لمسؤولين أميركيين بأنه قضى وقتاً في أفغانستان، وانه إتفق مع شخص آخر على ان "الله سيهز هذا العالم، وان جيلاً جديداً سينتقم من أميركا، وان الإسلام سيتجدد إنطلاقاً من الجزائر". وتحدثت الصحيفة عن إفراج موريتانيا السبت عن رجل صهره من كبار افراد منظمة "القاعدة" التابعة لابن لادن والذي يشك المسؤولون الاميركيون في تورطه في خطة الألفية. وتابعت ان محمد ولد صلاحي كان موجوداً في كندا ثم غادر عائداً الى منزله في موريتانيا بسبب تحقيقات حول صلة ابن لادن المزعومة مع خطة تفجيرات الألفية. واستجوبته السلطات الموريتانية طويلاً ثم اطلقته بعدما نفى مراراً اي صلة له بالخطة. ووجه الأردن الخميس الماضي الاتهام الى 14 من اتباع ابن لادن اعضاء في "القاعدة" بالتخطيط لشن هجمات "ارهابية" وستبدأ محاكمتهم في اذار مارس المقبل. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية انهم اعتقلوا في كانون الاول واقروا بالتهم الموجهة اليهم. وتتهم الولاياتالمتحدة ابن لادن بالتورط في تفجيرين استهدفا سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام 1998 وتسببا في مقتل اكثر من 200 من بينهم عدد من الاميركيين. وقالت الصحيفة ان السلطات في موريتانيا سمحت لضباط مكتب التحقيقات الفيديرالي بطرح اسئلة على ولد صلاحي والاطلاع على اجاباته والتعاون مع المسؤولين الموريتانيين في التحقيق. ونقلت عن مصادر مطلعة ان المسؤولين الاميركيين ومسؤولي اجهزة تعمل على مكافحة الارهاب ما زالوا يراقبون ولد صلاحي. وفي نواكشوط، اعلن ولد صلاحي أمس الاثنين ان محققين من مكتب التحقيقات الفيديرالي حققوا معه بالفعل لدى توقيفه في مطار دكار في 22 كانون الثاني يناير الماضي. واكد للصحافيين انه تمت "تبرئته" من التهم الموجهة اليه. وكان ولد صلاحي نقل في 26 كانون الثاني يناير الى نواكشوط حيث خضع مجدداً للاستجواب وافرج عنه مساء السبت. وقال للصحافيين ان عملاء اميركيين، رجالا ونساء باللباس المدني، استجوبوه في دكار حول علاقته بشبكة إبن لادن وافغانستان. وقال ان سنغالياً، كان معه على الطائرة نفسها وسأله خلال الرحلة عن قضايا دينية، اوقف معه في دكار وخضع لاستجواب الشرطة السنغالية وعملاء "اف بي اي".