في الصباحات الباكرة، ترى شباناً في مقتبل العمر يقفون بسياراتهم الفارهة أمام أبواب مدارس الفتيات، وقد صففوا شعرهم بطريقة "هوليوودية"، وأشهروا "الموبايل" في انتظار قدوم الطالبات من منازلهن. تأتي الفتيات متمايلات وقد ارتدين بزات الفتوة التي صممت بقصات عصرية تظهر مفاتنهن، وشعرهن منسدل على ظهورهن بألوان الأشقر والأحمر المتفاوتة الدرجات. حين يرى الشبان الهدف المنتظر، تدور المحركات وتبدأ السيارات بالسير والدوران السريع و"التشفيط" لجذب أنظار الفتيات واثارة حشريتهن. ويتنافس الشبان الذين ينتمون الى الطبقة المخملية وطبقة الأثرياء الجدد - في اصدار "زعيق المكابح" وروائحها التي تفوح طاغية على روائح العطور الباريسية التي تضعها الفتيات والشبان على حد سواء. كما يتنافس الشبان في محاولات التحدث مع الطالبات وضرب المواعيد. وفي عدد الفتيات التي يمكن للشاب الواحد ان يتحدث معهن. وترحب غالبية الفتيات - اللاتي في سن المراهقة - بالتكلم مع الشاب "الجريء" في نظرها الذي يرضي غرورها كفتاة صغيرة جميلة، وغالباً ما تراه بعد انتهاء دوام المدرسة، ضاربة عرض الحائط بتحذيرات المعلمات ومديرة المدرسة. ويرفض عدد من الفتيات عروض الشبان بمرارة خوفاً من غضب الأهل أو رؤية أحد الأقارب. ويكتفين بمراقبة صديقاتهن وسماع قصصهن المثيرة في اليوم التالي للموعد. وهكذا يرى المراقب بعد انتهاء الدوام ظهراً مشهداً يشبه المشهد الصباحي وبالأبطال أنفسهم: شبان صغار في كامل أناقتهم ينتظرون فتيات صغيرات جميلات يضعن أحمر الشفاه وقد احمرت خدودهن وانسدلت شعورهن. يسير الشبان والشابات الى أقرب حديقة عامة أو "كوفي شوب" حيث يتبادلون كلام الغزل، وينسجون أحلاماً ووعوداً يعرف الطرفان انها لن تتحقق يوماً لصعوبة الظروف ولصغر أعمارهم. وبات مشهد هؤلاء الشبان أمراً مألوفاً، لكنه بدأ يثير تعليقات الناس الذين يطلقون عليهم تسمية "الشبان الصائعين" الذين لا هم لهم إلا التسلية والتباهي أمام الأصدقاء بالذهاب مع فتاة يصطادونها من أمام بوابة المدرسة. وتعجز دوريات الشرطة الواقفة امام زوايا الشوارع وأمام المدارس عن ضبطهم. ويتذمر الجيران والناس من تصرفاتهم ويخشون على بناتهم وأولادهم منهم. لكنهم لا يهابون شرطة أو جيراناً، بل يسرحون بحثاً عن هدف مفقود قد لا يعرفونه هم أنفسهم.