"آفغانستان أونلاين" موقع "ويب" خاص، مستقل يشغّل داخل الولاياتالمتحدة. ويقدّم اخباراً ومعلومات محدّثة عن أفغانستان. اطلِق عام 1997، وعُرف سابقاً باسم "صفحة قاضي عن أفغانستان". وبفضل زوّاره بات من مواقع الإنترنت الكبرى والاكثر ارتياداً. ويُعدّ الآن مرجعاً تعتمده المؤسسات التربوية، ومنظمات اعلامية وغيرها. وحصد الموقع جوائز تقدير وامتياز عدّة، منها واحدة من موسوعة "بريتانيكا". ترتاح صفحات "أفغانستان أون لاين" على خلفية تشبه تخاريج سجادة عجمية خفيفة الالوان. وتعاجل صفحة الاستقبال الزائر بشجب "الارهاب في كل أشكاله"، وباعلان أفغانستان "البلد الاكثر مودّة في العالم، وربما في الكون". ويأتي هذا الكلام تحت خارطة للبلاد تحمل رموز إيمانها ونضالها، مقرونة بوردتين حمراويين رمزاً للمودّة. ولم يترك الموقع وجهاً من أوجه الحياة الافغانية إلاً ووجد له محلاًّ في صفحاته الغنية، التي يمكن دخولها عبر الوصلات المنسدلة في العمود الأيسر في صفحة الاستقبال والصفحات الأخرى. وهو يبدأ بتقديم سريع عن أفغانستان، مشيراً إلى أنه بلد مرّ في حقب مضيئة وحقب من الفوضى. ويسرد أسماء المتعاقبة: آريانا" ثم خوراسان، وأخيراً أفغانستان. يلي ذلك باب الانباء الذي يوفّر آخرها وما قبلها، مجمّعة من الداخل ومن مختلف الوكالات والنشرات المكتوبة والمسموعة. وفيه أيضاً صور وملتقيات وغرف دردشة وأخبار عن المنطقة المحيطة، آسيا الوسطى والشرق الاوسط. ويقود ركن التسوّق إلى مكتبات إلكترونية متنوّعة وفيديو وأقراص مدمجة...، فضلاً عن سلع فضية وخزفية عليها خريطة البلاد ورمز السلام أو الموقع، يمكن شراؤها عبر الشبكة. ثم تتوالى أبواب الثقافة والاقتصاد واللغات والسياسة والجغرافيا والتاريخ والاسلام، التي يحمل كل منها معلومات مفصّلة عن موضوعه. وتوجد أبواب عن متحف كابول ومقتنياته، والطقس والحياة البرّية، ومكتبة صور منوّعة لمناظر طبيعية وآثار، وللحياة اليومية، و... مآسي الحرب ضد الاحتلال السوفياتي. وخصّص الموقع باباً للمرأة الافغانية يحتوي موارد ووصلات ومواقع وكتباً تتعلّق بشؤونها. ويتمتّع الموقع بمحرّك بحث. وثمة بابان يضفيان على الموقع نوعاً من الحياد بالنسبة إلى الوضع الراهن والاطراف المحلية المتنازعة. الباب الاول يعطي نبذات biographies عن الزعماء والشخصيات الافغانية القديمة والمعاصرة، بمن فيها زعماء المعارضة والملا محمد عمر زعيم "طالبان". والباب الثاني أشبه بدليل إلى مجموع المواقع الافغانية على الإنترنت والتي حصل عليها "أفغان أونلاين". وهي مرتّبة ضمن فئات تتعلّق بالسياسة طالبان، معارضة، شيوعيون، محافظون...، ومنظمات مختلفة واعلام وصفحات عامة وموارد وكتب وصحة وتجارة ولاجئيين... فضلاً عن صفحات شخصية. الانترنت ملاذ الحقب الأفغانية مذ حكمت حركة "طالبان" إمارة افغانستان الاسلامية، أخذت تصدر احكاماً تمنع أشياء كثيرة محلية وخارجية تراها "مخالفة للإسلام". وورد في مصادر عدّة أن الحركة أوقفت استيراد عشرات السلع، كان آخرها احمر الشفاه وطلاء الأظافر وربطات العنق. وطاول هذا الحظر المقالات التي تحتوي صور حيوانات وبطاقات المعايدة والألعاب، كالشطرنج وورق اللعب وطاولات البيلياردو. كذلك، منعت الموسيقى على أنواعها ما عدا أغاني "طالبان"، وآلات موسيقية محلية، مثل الطبلة والربابة. ثم قيدت "طالبان" الانترنت إلاّ عن زعمائها والمقرّبين. وشدّدت الرقابة على استخدامها، عبر المجتمع الاهلي والشرطة. لكن استخدام "ويب" استمرّ محدوداً جداً، لتعذّر السيطرة التامة عليه داخلياً، لوجود الخطوط الهاتفية وعُقَدها ومزوّدي الخدمات في باكستان. وعلى رغم ذلك، تكثر المواقع الافغانية على الشبكة وتتعدّد خلفياتها وتوجّهاتها ولغاتها، على اختلاف الاثنيات والثقافات هناك، وتعمل المواقع انطلاقاً من خوادم ملقّمات ومآوٍ خارج البلاد. وغير عناوين الإنترنت المنتهية بأحد المجالات المعهودة - com تجارة أو org منظّمة أو net شبكة - والتي تقبع في خوادم أميركية، هناك عناوين تنتهي مثلاً، باختصار st الذي يشير إلى بلاد "ساو تومي وبرينْسيبي"، وهي جزيرة صغيرة في خليج غينيا، غرب القارة الافريقية. لكأن كلّ ماضٍ تلفظه أفغانستان، لا يعود يجد ملاذاً إلاّ ب"الفضاء الإلكتروني". لكأن الإنترنت تجمع شتات تلك البلاد عبر الازمنة والحقب المتعاقبة، حاملة صوراً لبشر وطبيعة وأماكن غابرة وحاضرة، وحتّى لتماثيل بوذا التي دُمّرت منذ مدّة، فضلاً عن أصوات وموسيقى وأغانٍ شعبية، وآداب وفنون وتيارات وأحزاب سياسية، وحقب تاريخية وحضارية، و... كثير من المآسي. وإمعاناً في إقصاء التاريخ عن افغانيي الداخل أنفسهم، وربما المستقبل أيضاً، لجأ حكّام حاضرها إلى تقييد الاتصال بالشبكة. عنوان إنترنت ذو صلة: www.afghan-web.com [email protected]