موقع متّشح بالسواد، ليس بسبب خلفية صفحة الاستقبال القاتمة، ولا بسبب صورة "الشهيدة مينا" مؤسسة الجمعية الثورية للنساء الافغانيات صاحبة الموقع فحسب، بل أيضاً بسبب محتوياته المؤلمة. و"أشباح أفغانستان" عنوان لقصيدة منشورة فيه، تتحدّث عن معاناة النساء في ظل الحكم الحالي. إلاّ أن معاناة الجمعية الثورية ترقى إلى الحقب والعهود التي سبقت مجيء "طالبان"، وتستمرّ حتى الآن. تأسست الجمعية، على ما ورد في نبذة عنها، عام 1977 في العاصمة كابول، على أيدي مثقّفات أفغانيات على رأسهن الشهيدة مينا. هدفها نشر الوعي الاجتماعي والسياسي بين النساء لينلن حقوقهن، والمشاركة في النضال من أجل حكومة ديموقراطية. شاركت الجمعية أيضاً، في مقاومة الاحتلال السوفياتي. وأنشأت مدارس للاجئين ومستشفى في كويتا باكستان، ونفّذت دورات تمريض ومهنية وأشغال يدوية ومحو أمية للنساء. ولا تزال تنشط في باكستان وداخل أفغانستان. وكانت مينا، مؤسِّستها، منخرطة كباقي أبناء جيلها في العمل الاجتماعي. تركت دراستها الجامعية لتنصرف إلى تنظيم النساء وتثقيفهن. وعام 1987، قتلت في كويتا، على أيدي "عملاء أفغان يعملون لمصلحة الاستخبارات السوفياتية كاي جي بي، وبالتواطوء مع جماعة قلب الدين حكمتيار الاصولية"، على ما جاء في النبذة عن حياتها. وأتى اسم الموقع "راوا" rawa، من اختصار اسم الجمعية بالانكليزية. وبات يشكّل مرجعاً لمختلف الهيئات والمنظمات الانسانية العالمية. وإذا استعرنا اللفظة، نجد أن الموقع "يروي" فعلاً، بالنص والصورة، معاناة الافغانيات، خصوصاً في ظل حكم "طالبان". وهو يعتمد وسائل حديثة لتسجيل الحوادث التي تحصل للنساء من ضحايا الحروب أو أعمال العنف، وتسهيل نشرها. وهكذا ترتدي الوصلتان إلى معرض الصور Photo Gallery، ولقطات الفيديو Movie Clips، أهمية كبرى. إضافة إلى ذلك، توجد وصلات عدّة تعرّف بالجمعية ونشاطاتها ومنشوراتها وسبل دعمها، والنشاطات التي تنظّمها، فضلاً عن الأشعار والاغاني الوطنية. ويأتي الموقع في خمس لغات، الانكليزية والايطالية والاسبانية والفرنسية والالمانية، وبعض الصفحات بالفارسية. موقع إنترنت ذو صلة: www.rawa.org