بعد عشرين سنة من إخراجه من العاصمة الأفغانية، وصل رئيس الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار إلى كابول أمس، آتياً من مدينة جلال أباد التي وصل إليها قبل ثلاثة أيام، وذلك في إطار ترتيبات المصالحة بين حزبه والحكومة الأفغانية. ومن المقرر أن يلتقي حكمتيار الرئيس الأفغاني أشرف غني في القصر الرئاسي. واستبقت الحكومة الأفغانية وصول حكمتيار إلى كابول بالموافقة على إطلاق عشرات من سجناء الحزب الإسلامي تلبية لأحد الشروط التي وضعها الحزب لتطبيق اتفاق السلام مع الحكومة الموقع في أيلول (سبتمبر) الماضي. وسيتم إطلاق سراح سجناء الحزب خلال الأيام المبلة بعد إنهاء الإجراءات القانونية لذلك. وواصل حكمتيار انتقاد حركة «طالبان» المناهض للقوات الأجنبية والحكومة، وحمل الحركة مسؤولية استمرار الصراع الدموي وبقاء القوات الأجنبية على الأراضي الأفغانية. كما انتقد حكمتيار في شكل مبطن كلاً من إيرانوباكستان، واصفاً تدخلهما في الشؤون الأفغانية بأنه يؤجج الصراع ولا يساعد الشعب الأفغاني في التوصل إلى حل سلمي لمشكلاته. من جهة أخرى، عقد الرئيس الأفغاني أشرف غني لقاء مطولاً مع مدير الاستخبارات الباكستانية الجنرال نويد مختار الذي زار كابول والتقى كبار المسؤولين الأمنيين الأفغان. وأفاد بيان للرئاسة الأفغانية بأن غني قدم وثائق تثبت تورط مسؤولين في «طالبان» مقيمين في باكستان بالتخطيط لعدد من العمليات الدامية في أفغانستان. وأكد مسؤول في قصر الرئاسة الأفغاني أن الرئيس أكد لمدير الاستخبارات الباكستانية على عدم إمكان تحسن العلاقات بين البلدين من دون أن تقوم باكستان باتخاذ إجراءات عملية صارمة لمنع استغلال أراضيها من قبل قيادات في الحركة للقيام بأعمال ضد الحكومة في كابول. واتهمت الحكومة الأفغانية مسؤولين في «طالبان» مقيمين في بيشاور بالضلوع في التخطيط للعملية التي شنتها الحركة قبل أيام على مقر الفيلق الشمالي في مدينة مزار شريف وراح ضحيتها 140 جندياً وضابطاً أفغانياً. كما تتهم الحكومة الأفغانية باكستان بإيواء العناصر القيادية في «طالبان» المسؤولة عن عمليات الربيع والصيف التي أعلنت عنها الحركة أخيراً، على أساس أنهم متواجدون في كراتشي وكويتا وبيشاور وشمال وزيرستان. وكان الناطق باسم الرئاسة الأفغانية دولت خان أعلن رفض الرئيس الأفغاني دعوة لزيارة باكستان حملها الجنرال نويد مختار ورئيس مجلس النواب الباكستاني أياز صادق. وقال غني: «لن أزور باكستان حتى تقوم بتسليم المسؤولين عن الهجوم على الفيلق الشمالي في مزار شريف والجامعة الاميركية في كابول إلى السلطات الأفغانية، وتقوم السلطات الباكستانية بإجراءات صارمة ضد قيادات طالبان في باكستان». عسكرياً، أعلنت الحكومة الأفغانية أن طائرة أميركية من دون طيار أغارت على مواقع لتنظيم «داعش» في شرق أفغانستان، ما أدى إلى مقتل سبعة مسلحين من التنظيم. وأفاد بيان لحاكم ولاية ننغرهار بأن الغارة وقعت في منطقة غورغوري وحسكا مينا التي يتواجد فيها عناصر من التنظيم. كما أعلنت الشرطة الأفغانية إحباط ثلاث محاولات للتفجير في كابول بعد اكتشاف كميات من المتفجرات في المنطقة العسكرية السابعة في العاصمة قرب مستشفى الجمهورية. كما اكتشفت كميات من المتفجرات في مديرية بغرامي جنوب العاصمة كابول.