} نظمت حركة "طالبان" الأفغانية أول من أمس جولة لصحافيين أجانب انتقتهم من العاصمة الباكستانية إسلام آباد للاطلاع على آثار الغارات الجوية الصاروخية على أفغانستان. وشملت الجولة مدينة جلال آباد وقرية قدم التي سقط فيها ما بين 160 و230 قتيلاً بحسب تقديرات السكان والحركة. جلال آباد، قدم أفغانستان - أ ف ب، رويترز - شاهد مراسلون أجانب وصلوا الى مدينة جلال آباد في افغانستان أمس بدعوة من حركة "طالبان" لمعاينة اثار القصف الاميركي على احدى القرى، عناصر الحركة يضحكون ويرقصون ساخرين على وقع الصواريخ الاميركية تحدياً. ووصلت قافلة المراسلين الاجانب الى المدينة الواقعة شرق افغانستان وسط حراسة مشددة، وهي الاولى التي يسمح لها دخول البلد منذ بدء الضربات الاميركية في 7 تشرين الاول اكتوبر الجاري. وتزامن الوصول نحو منتصف الليل بالتوقيت المحلي مع غارة أميركية، هزت خلالها ثلاثة انفجارات المدينة، وكان أحدها قريباً، وارتجت معه نوافذ فندق "وايت هوتيل ماونتن" حيث أمضى الصحافيون ليلتهم، قبل اصطحابهم الى قرية قدم على بعد 40 كيلومتراً غرب جلال آباد والتي تؤكد طالبان ان 160 شخصاً على الأقل قضوا فيها بسبب قصف طاولها الاربعاء الماضي. ولم يؤثر سقوط الصواريخ في حرس الفندق التابعين ل"طالبان" فابتسموا بسخرية، وبدأوا يرقصون سوية في تحد واضح. ورحب الناطق باسم وزارة خارجية "طالبان" عتيق الله قاضي بالصحافيين بحرارة، وقال: "ستشاهدون صباح غد الدمار والاضرار الناجمة عن الهجمات الوحشية الاميركية، انهم يريدون الاستيلاء على افغانستان". ودخل الصحافيون الى افغانستان عبر منفذ طورخم الحدودي القريب من بيشاور شمال غربي باكستان. ولم يبد مقاتلو "طالبان"، وبينهم بعض المراهقين، أي من علامات الانهيار بعد سبعة أيام من القصف. وقال احد عناصر الحركة 18 عاماً الذي كان حاملاً قاذفة صاروخية على كتفه: "نحن على استعداد للجهاد اذا دخلت القوات الاميركية الى اراضينا". وتوزع عناصر "طالبان" على التحصينات المنتشرة على طول 100 كيلومتر، وهي مسافة الطريق الفاصل بين طورخم وجلال آباد. وعدا ذلك، فان الطريق كان خالياً، اذ لم يكن هناك اي لاجئ يسير في اتجاه الحدود مع باكستان. وكان تقدم القافلة بطيئاً وتزامن وصولها الى جلال آباد مع هبوط الليل، وغرق المدينة في الظلمة مثلما يحصل كل مساء منذ بدء الضربات الاميركية. ويذكر ان الصحافيين الاجانب باسثتناء العاملين مع قناة "الجزيرة" ارغموا على مغادرة المناطق الخاضعة لحكم "طالبان" بعد قليل من اعتداءات واشنطن ونيويورك في 11 ايلول سبتمبر الماضي. ومنع الصحافيون الاجانب من دخول افغانستان منذ ذلك الحين واوقف الكثير منهم بسبب محاولتهم ذلك. وفي قدم، قال سكان استقبلوا المراسلين بغضب ان نحو 200 من أهلهم وجيرانهم قتلوا الاسبوع الماضي. وشاهد المراسلون عشرات المنازل المدمرة، اوتلك التي لحقت بها اضرار جسيمة. وتحدث سكان القرية عن 50 منزلاً مدمراً كانت تؤوي نحو 80 عائلة. وتتباين التقديرات في مجموع عدد القتلى الذي يترواح ما بين 061 الى 230 بحسب الشهادات. وقال غول احمد، احد سكان القرية: "قتل 180 شخصاً هنا. فلماذا يهاجم الاميركيون الابرياء؟" وتساءل حجي نظير: "فقدت أقرب المقربين اليّ. فلماذا قتلوا وما هو ذنبهم؟". وانتحب سكان من القرية وهم يظهرون للصحافيين شظايا قالوا انها من قذائف سقطت على قريتهم. وقال المزارع توراي: "فقدت بناتي الاربع وابني وزوجتي في هذا الهجوم". ولم يكن توراي بمنزله عندما سقطت القذائف. وأظهر للصحافيين وهو يتحدث اليهم شظية يمكن قراءة عبارة "قذيفة موجهة" عليها. وبينما كان العمال ينقبون بين الانقاض قال أحد سكان القرية: "عثرنا لتونا على ساق".