في هذه الأجواء التي يقف فيها العالم متابعاً ما يدور من حرب، متخوفاً من اتساع نطاقها، تعتزم "مؤسسة الفكر العربي" عقد اجتماعها الأول في بيروت في 16 تشرين الأول أكتوبر الجاري بعد استكمال صوغ النظام الأساسي والهيكلة الادارية. وقد بدأت اجتماعات المؤسسة التي دعا الى انشائها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير في فترة مبكرة، مستهدفاً ان تنهض هذه المؤسسة بمختلف جوانب الفكر من علوم وآداب وفنون وان تعمل على بلورة الأفكار العربية التي تساعد على الوصول الى وحدة الفكر العربي. وقال الأمير خالد الفيصل الذي أعلن من بيروت أول من امس اطلاق المؤسسة، هدفها ليس مقتصراً على تنمية الفنون والآداب فقد، بل تسعى الى دعم جميع النشاطات الثقافية والعلمية من علوم وهندسة وطب، وادارة كل ما يهم تطور الفكر العربي، نافياً ان تكون هذه المؤسسة تكراراً لغيرها من المؤسسات. والمؤسسة تسعى ايضاً الى ربط الماضي بالحاضر في انطلاقة للمستقبل مستعينة، لتحقيق أهدافها، بالوسائل التقنية الحديثة. وقد ولدت هذه المؤسسة برأسمال بلغ 24 مليون دولار كأداة مساندة للجهود الرسمية في صوغ مشروع حضاري عربي تواكب به الأمة العربية التطور العالمي المتسارع. وقد وجدت الفكرة صدى واسع النطاق لدى المسؤولين والمهتمين بالثقافة العربية، ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالفكرة بقوله "نحن الآن نسعى الى مراجعة شاملة للنظام العربي الذي عشنا معه أكثر من نصف قرن من الزمان ونعمل على تجديد منظومة العمل العربي"، معتبراً "ان المؤسسة الوليدة ستسهم في دفع المفهوم الثقافي للعالم العربي وستكون أداة تسهم في تغيير نمط السلوك ودفع الفكر العربي الى آفاق جديدة". وقال المستشار الخاص لرئيس دولة الامارات العربية الدكتور مانع العتيبة ان "مؤسسة الفكر العربي" هي مشروع عربي بعيد عن التحزبات وعن أي جوانب تمس العقل العربي، وانها تسعى الى توجيه العقل العربي والفكر العربي بعيداً عن الأطياف السياسية والدينية أو المادية. وبعد ثلاثة اجتماعات أكد البيان الختامي للمؤسسة انها تسعى الى: 1 - تنمية الاعتزاز بثوابت الأمة وأخلاقها الكريمة للتعامل الأفضل مع تحديات الحاضر والمستقبل التي من بين مظاهرها العولمة. 2 - ترسيخ المشاعر الموحدة للأمة ونبذ دواعي الفرقة بين صفوفها. 3 - العناية بمختلف جوانب الفكر من علوم واقتصاد وادارة وفنون، وتعميق الاهتمام بالدراسات المستقبلية ورعاية الموهوبين من الشباب وتشجيع عودة العقول العربية المهاجرة. 4 - تنسيق النشاط الفكري العربي وتسهيل تواصل المفكرين بوسائل التقنية الحديثة. 5 - تكريم الدارسين والمبدعين المتميزين الذين يسهم نتاجهم في تقديم الأمة العربية ويخدم فكرة تضامنها ولم شتاتها. 6 - الاسهام في نشر الفكر العربي في العالم بالوسائل الفاعلة. وأشار البيان الى انه تم اختيار العاصمة اللبنانية بيروت لتكون المقر الرئيس للمؤسسة على ان تعقد احتفالاتها السنوية بالتناوب بين الدول العربية.