صدر عن "مؤسسة الفكر العربي" التي تتخذ من بيروت مقراُ لها كتاب توثيقي لمسيرة المؤسسة، بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها، تضمن مسيرة المؤسسة الحافلة بالعمل والمبادرات في قضايا التنمية والفكر والثقافة بالعالم العربي. وتصدّر الكتاب كما أفادت واس كلمة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس المؤسسة، وجّه خلالها دعوة باسم كل مواطن عربي بات بأمر أمته مهموما إلى المفكرين العرب في كل مكان، كي يأخذوا زمام المبادرة بخطوة حقيقية فاعلة تضمن لأمتهم النجاة وتحجز لهم صفة الشرف والفخار في سجل التاريخ الإنساني. وشدد سموه على أن الوحدة العربية التي تنشدها الأمة الذي يعدّ حقّها الطبيعي، لا بد أن تبدأ بدايتها الصحيحة بوحدة الفكر والثقافة الفاعلة لكل الأنشطة الإنسانية وهذا يحتم بالضرورة اجتماع أرباب الفكر العرب في كل المجالات لصياغة مشروع جديد تحت مظلة مؤسسة فكرية تستجيب لاحتياجات الأمة وتكون في الطليعة من مسيرتها إلى الأمام مهمتها الأساسية الاحتفاء بالأعمال الهادفة إلى الترقي وكسر طوق التخلف وتكريم المخلصين لأهداف التلاقي والتضامن في جميع المجالات وإيجاد الفرص للتنافس بين المبدعين وذلك من خلال إقامة تظاهرة فكرية تقام كل عام في بلد عربي يستضيفها وينظمها ويتم في اجتماعاتها إلقاء الأضواء على المشروعات المختارة وتكريم الفائزين بجوائز هذه المؤسسة الفكرية. ودعا سمو رئيس مؤسسة الفكر العربي في ختام كلمته، الموسرين العرب لوضع رأس مال يستثمر وينفق منه على أنشطة هذه المؤسسة وبذلك يجتمع الفكر والمال لمشروع حركة جادة تفعل النشاط الإنساني في العلوم و الآداب، والفنون، وغير ذلك من الأنشطة الإنسانية نحو هدف كبير نأمل أن يصل بنا إلى الأمل المنشود. كما تضمن الكتاب، تعريف بالمؤسسة التي بدأت نشاطها التحضيري في مقر مؤقت بمدينة أبها قبل انتقالها إلى مقرها الدائم في العاصمة اللبنانية بيروت لتكون مؤسسة دولية مستقلة تعنى بمختلف سبل المعرفة من علوم وطب واقتصاد وإدارة وإعلام وآداب في سبيل توحيد الجهود الفكرية والثقافية التي تدعو إلى تضامن الأمة والنهوض بها والمحافظة على هويتها. وأشار الكتاب إلى أن المؤسسة تهدف إلى تنمية الاعتزاز بثوابت الأمة وقيمها و هويتها من خلال البرامج الثقافية الملائمة و ترسيخ الأفكار والفعاليات التي تعمل على نبذ دواعي الفرقة وتحقيق تضامن الأمة وتوجيه جهودها لتصب في المصلحة العربية العليا وتكريم الرواد ودعم المبدعين ورعاية الموهوبين من أبناء الأمة العربية إضافة إلى تفعيل التواصل مع العقول والمؤسسات العربية المهاجرة والاستفادة من خبراتها و التنسيق والتواصل مع الأفراد والهيئات المعنية بالتضامن العربي الثقافي والفكري والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالشأن العربي واستحداث البرامج الإعلامية والثقافية التي تسهم عالمياً في نشر الفكر العربي وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الأمة العربية لدى الغير. كذلك تضمن الكتاب التوثيقي إشارة إلى أهم الأعمال والمشاريع والمؤتمرات والمنتديات التي عقدتها المؤسسة على مدى عشر سنوات من تاريخ تأسيسها . كما أحتوى على ايجاز التقرير السنوي للتنمية الثقافية الذي تطلقه المؤسسة كل عام و يبحث في واقع التنمية الثقافية العربية، وكذلك الإشارة إلى مشروع المؤسسة لنشر التعليم الرقمي و مبادرة لعقد قمة ثقافية عربية.