انتقد المفكر الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي موقف وزراء خارجية الدول الاسلامية الذي عقد في الدوحة الاربعاء الماضي، معتبراً انه "جاء بعيداً عن مشاعر الشارع الاسلامي". جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده القرضاوي في منزله بعدما كان عبر عن رؤيته في هذا الصدد في خطبة صلاة الجمعة امس. وقال: "كنا نتمنى من المؤتمر الوزاري الاسلامي ان يقول كلمته بصراحة ويرفض العدوان على افغانستان، ويقول لا". واعتبر ان معظم الحكومات العربية والاسلامية "يخشى بطش اميركا". وتعد هذه المرة الأولى التي يصدر فيها انتقاد لنتائج المؤتمر من شخصية لها مكانتها في المجتمع القطري. واكتظ مسجد عمر بن الخطاب الذي ألقى فيه القرضاوي خطبة الجمعة بالمصلين، ورددوا "آمين" عندما دعا على "الطغاة الاميركيين والبريطانيين"، مردداً "اللهم أرنا فيهم بطشك وقوتك وأنزل على المستكبرين بأسك". ورأى القرضاوي الذي كان أصدر بياناً دان الهجمات في أميركا، ان رسالة اسامة بن لادن التي بثتها قناة "الجزيرة" هي "كلام من قبيل التشفي والشماتة في الولاياتالمتحدة". وطالب في مؤتمره الصحافي ب"الوقوف مع الشعب الافغاني الذي تدمر بنيته التحتية". واعتبر ان الحرب الاميركية "تستخدم منطق الارهابيين ذاته". وزاد: "إذا أردنا ان نحارب الارهاب علينا ان نتعامل مع الارهابي بالبحث عن دوافعه. إنه شخص منغلق على نفسه، شديد التعصب لفكرته، مستعد ان يضحي بنفسه من أجل هذه الفكرة. انه ليس صاحب مصلحة، بل صاحب قضية، فإذا قابلنا عنفه بعنف مضاد لن يزيده هذا الا عنفاً وتصلباً". وشن القرضاوي هجوماً على اميركا بسبب موقفها من قناة "الجزيرة"، وقال في خطبة الجمعة ان "اميركا تزلزلت واهتزت من هذه القناة الصغيرة - الكبيرة". ونوه بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "عندما قال للاميركيين خلال زيارته واشنطن ان قناة الجزيرة مستقلة ونريد بناء دولة مؤسسات". وتابع القرضاوي: "ننصح اميركا بأن تراجع سياستها الخارجية كي تعرف لماذا يضمر لها الملايين البغض والكراهية". الى ذلك أ ف ب، دعا مفتي الجمهورية السورية الشيخ أحمد كفتارو في خطبة الجمعة أمس الى "وقف الحرب غير العادلة" التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد افغانستان. وأضاف: "ادعو لوقف هذا الحرب غير العادلة باعتبارها تطاول المدنيين الأبرياء والبحث عن مخارج مناسبة لحل المشكلة في اطار التعاون الدولي، خوفاً من تفاقم الأمور. وفي الوقت الذي استنكر الارهاب، اعتقد ان محاربته لا تكون بشن حرب على شعب آمن وتشريد وقتل أطفاله وقصف مدنه". ورأى ان "الذي يحل المشكلة هو التعقل والتعاون الدولي لمعالجتها من جذورها، وتطبيق القوانين الدولية تطبيقاً منصفاً وعادلاً، والتفريق بين الارهاب ومن يقف في وجه العدوان والاحتلال دفاعاً عن الأرض". وأشاد كفتارو ب"المقاومة اللبنانية التي ناضلت وتناضل لاخراج المحتل الاسرائيلي من أراضيها، وبالمقاومة الفلسطينية التي تدافع عن شعب احتلت اسرائيل أرضه".