واشنطن، ميامي، لاهاي، بوردو فرنسا - "الحياة"، رويترز، أ ب - أعرب رئيس تحرير مطبوعات شركة "أميركان ميديا" في بوكا راتون فلوريدا التي توفي أحد موظفيها بعد اصابته بمرض "الجمرة الخبيثة" انثراكس وأصيب اثنان آخران بالبكتيريا، عن اعتقاده بأن مصدر التلوث الذي أصاب شركته رسالة ربما تكون وصلت اليها من أحد منفذي الهجمات الانتحارية في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي. وقال ستيف كوز: "اذا تمعنت في المصادفات غير المنطقية المحيطة بالموضوع، فان النتيجة المنطقية هي ان التلوث سببه هجوم كيماوي". وفرضت الدول الاوروبية والولاياتالمتحدة حال تأهب قصوى تحسبا لوقوع من هجمات انتقامية بأسلحة بيولوجية. وساد الذعر السفارة الاميركية في لاهاي مساء أول من أمس بعد وصول طرد يحتوي مادة بودرة بيضاء الى مبنى السفارة الذي أخلي وأعطي ثلاثة من الموظفين مضادات حيوية. وأعلنت الناطقة باسم السفارة انجيه بيفي ان الاختبارات أظهرت عدم احتواء الطرد على مادة "أنثراكس" او اي مواد جرثومية أخرى. وزاولت السفارة نشاطها أمس كالمعتاد. وأخلت الشرطة الفرنسية مبنى القنصلية الالمانية في مدينة بوردو في جنوب غربي فرنسا أمس بعدما تلقت رسالة تهديد موقعة باسم اسامة بن لادن. وأفادت مصادر الشرطة ان الرسالة التي هددت بشن هجوم بيولوجي كانت موضوعة في حاوية مغلقة ونقلت بعيداً لتحليلها، وأعيد فتح القنصلية بعد نحو نصف ساعة. وقال كوز ان الموظف روبرت ستيفنز 63 عاما الذي توفي الجمعة الماضي ربما التقط بكتيريا هذا المرض النادر عبر تنشقها من احدى الرسائل الملوثة حتى من دون ان يفتحها. وأوضح ان ستيفنز "كان يعاني قصر النظر، وعندما تسلم الرسالة رفعها الى مستوى عينيه ليتأكد من مرسلها، وعندها انتقلت اليه البكتيريا". ولم يفصح كوز عن محتوى الرسالة، مشيراً الى ان مكتب التحقيقات الفيديرالي طلب منه عدم الادلاء بتفاصيل في هذا الشأن. لكنه قال ان مضمون الرسالة أثار اهتمام ستيفنز وزميليه اللذين ثبتت اصابتهما. وأشار الى ان محمد عطا الذي يشتبه المحققون في انه قاد احدى الطائرتين اللتين اصطدمتا بمبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 ايلول سبتمبر الماضي كان يقيم على مسافة أميال قليلة من مبنى الشركة، وعلى مسافة أقل من ميل من منزل ستيفنز. وأضاف ان عملاء ال"أف.بي.آي" يحققون مع الصيدليات الموجودة في المنطقة لمعرفة ما اذا كان عطا حاول شراء أدوية ومضادات حيوية لمعالجة "أنثراكس". وقال: "نعلم ان عطا زار احدى الصيدليات لشراء دواء لمعالجة بقع حمراء على يديه، وهناك مجموعة ذكريات غائمة من عدد من الناس الذين رأوه". من جهته، أبدى ديفيد بيكر الرئيس التنفيذي للشركة ثقته بأن "أميركان ميديا" استهدفت عمداً. وأعرب عن اعتقاده بأنه هجوم ارهابي، لكنه أفاد بأنه لا يعلم ما اذا كان المسؤول عنه متشددين من الشرق الاوسط ام جماعة ارهابية محلية او مجرد شخص مجرم. وكانت صحيفة "ميامي هيرالد" ذكرت أول من أمس ان اثنين من المشتبه في تورطهم في هجمات الشهر الماضي في نيويوركوواشنطن كانا مشتركين في صحف تنشرها شركة "امريكان ميديا انك". ويتعامل مكتب التحقيقات الفيديرالي مع القضية في اطار تحقيق جنائي. لكن مسؤولين في المكتب أكدوا انهم لم يستطيعوا الربط بين تلوث المبنى وعملية ارهابية. وأعلن ناطق باسم "مركز الوقاية من الامراض والحد من انتشارها" ومقره اتلانتا في ولاية جورجيا ان الوكالة تعجل في الاختبارات المعملية لعينات أُخذت من مئات من العاملين في المبنى في اطار التحقيقات الخاصة بهذه المسألة. لكنها لم تحدد بعد مصدر التلوث.