قال مسؤولون أمريكيون إن أفراد الأمن المسؤولين عن حماية القنصلية الأمريكية في بنغازي شرق ليبيا لم يكونوا موجودين مع السفير الأمريكي خلال الهجوم الذي لقي فيه مصرعه. وقال المسؤولون إن الهجوم بدأ نحو العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي الليبي أمس الأول وحوصر فيه السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وخبير تكنولوجيا المعلومات شون سميث وضابط أمن وسط النيران في مبنى القنصلية المحترق. وقال مسؤول رفيع اشترط عدم نشر اسمه مشددا على أن تفاصيل الأحداث مازالت أولية “انفصلوا عن بعضهم البعض بسبب الدخان الاسود الكثيف بينما كانوا يحاولون الخروج من المبنى المحترق، استطاع ضابط الامن الخروج وعاد مع آخرين للبحث عن الدبلوماسيين المفقودين”. وقال المسؤول “في ذلك الوقت عثروا على شون، كان لفظ أنفاسه الأخيرة فأخرجوا جثته من المبنى، لكنهم عجزوا عن تحديد مكان كريس ستيفنز قبل أن يضطروا للخروج من المبنى تحت وطأة اطلاق نار كثيف والدخان واستمرار نيران الاسلحة الصغيرة، وخلال الساعات التالية، تبادل رجال الأمن الأمريكيين وقوات الأمن الليبية النار أكثر من مرة مع المهاجمين”، والذين قال المسؤولون إنهم متطرفون ليبيون. وتثير رواية الأحداث التي جرت عند القنصلية رغم أنها أولية أسئلة فيما يبدو عن الاستعدادات الامنية. وقال مسؤول أمريكي ثان إنه لم يكن هناك أفراد أمن أمريكيين من العسكريين في البعثة الدبلوماسية في بنغازي وقت الهجوم عليها. وسئل المسؤولون عن تدابير الأمن في القنصلية فقالوا إن مجمعها تحرسه قوات ليبية وقوة من ضباط الأمن الأمريكيين وإنه تم في الآونة الاخيرة استكمال مراجعة أمنية معتادة قبل ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001. وقال المسؤول الامريكي الأول إنه لم تكن هناك أي معلومات أو تهديدات تشير إلى عدم كفاية التدابير. وتمكنت قوات الامن الليبية والامريكية في نهاية الأمر من تأمين مجمع القنصلية ونقل عشرات من موظفي القنصلية إلى منزل آمن في موقع قريب، لكن الغموض ظل يكتنف مصير السفير البالغ من العمر 52 عاما. وقال المسؤول الأول “في وقت ما خلال كل هذا وبصراحه لا ندري متى بالتحديد نعتقد أن السفير ستيفنز خرج من المبنى ونقل إلى مستشفى في بنغازي، ليست لدينا أي معلومات عن حالته في ذلك الوقت”. وأضاف المسؤول أن جثة السفير أعيدت للأمريكيين في مطار بنغازي حيث نُقِلَت مع بقية الأمريكيين إلى طرابلس. وتابع أن اثنين آخرين من العاملين في السفارة قُتِلَا في الهجوم وأصيب ثلاثة آخرين، ولم يستطع المسؤول تأكيد تقارير اعلامية ذكرت أن ليبيين مجهولين عثروا على ستيفنز ونقلوه للمستشفى. وقال المسؤول إن الولاياتالمتحدة نقلت كل العاملين في بنغازي الى العاصمة الليبية عقب الهجوم وقلصت عدد العاملين في السفارة بشدة. وأرسلت وزارة الدفاع الامريكية فريقا من خمسين عضوا من وحدة مكافحة الارهاب في مشاة البحرية الامريكية ووصل هذا الفريق إلى السفارة بالفعل. رويترز | واشنطن