أثار مقتل مواطن كندي في الكويت في ساعة متقدمة ليل الاربعاء، قلقاً على أكثر من 20 ألف مواطن غربي يعيشون في الكويت. اذ استبعدت المصادر الأمنية وجود دوافع شخصية للجريمة، مما يرشحها لأن تكون رد فعل على الحملة العسكرية على افغانستان، لا سيما أن صحفاً محلية أفادت ان القاتل هتف "الله أكبر" لحظة الاعتداء. ووزعت السفارة الأميركية اثر الحادث، نشرات تحض رعاياها على توخي أقصى الحذر وتقليص ظهورهم في الأماكن العامة. وكان لوك اثير 36 سنة ويعمل فنياً مدنياً لدى شركة عسكرية اميركية، يسير مع زوجته الفيليبينية ماري 26 سنة في سوق شعبي في مدينة "الفحيحيل" 40 كيلومتراً جنوب العاصمة في الساعة العاشرة واربعين دقيقة ليلاً، عندما عاجله مجهول بثلاث طلقات من مسدس أصابت رأسه وصدره، وأردته، ثم اطلقت ثلاث رصاصات اخرى على الزوجة فأصيبت بجروح خطرة في الظهر والكتف، وفر المعتدي. ونقلت صحف محلية روايات متباينة لشهود تناولت الجاني وما كان يرتديه والاسلوب الذي هرب به من مسرح الجريمة، وانه هتف "الله أكبر" ثلاثاً بعد اطلاقه النار. لكن البيان الرسمي لوزارة الداخلية امس لم يؤكد أياً من هذه الروايات، واكتفى بتأكيد استمرار التحقيقات. ويرجح أن القاتل نفذ عملية الاغتيال منفرداً، وغادر المكان مشياً، وكان معتمراً غترة كوفية لفها على رأسه، ويرتدي ثياباً داكنة اللون. وعمل لوك اثير فنياً مدنياً لصيانة الطائرات الحربية في قاعدة احمد الجابر الجوية، لمصلحة شركة "دنيكورب" الاميركية التي تتولى خدمات لطائرات "اف - 18" التابعة لسلاح الجو الكويتي. وقال مصدر أمني ل"الحياة": "من المبكر تحديد ما إذا كان الحادث معزولاً أو له علاقة بأحداث افغانستان، لكن تفاصيل الجريمة لا تشير الى انها ارتكبت بدوافع شخصية". ووزعت السفارة الأميركية بعد الحادث نشرات على آلاف من الاميركيين المقيمين في الكويت، تبلغهم الجريمة، مشيرة الى ان "الدافع الى الاغتيال غير معروف، وكثيراً من الحقائق حوله غير أكيد، بما في ذلك احتمال ان يكون غرض الاعتداء ارهابياً". وزادت ان "السلطات الكويتية تجري تحقيقات مكثفة، وهي عازمة بقوة على ضمان الأمان للمقيمين في البلد". ودعت الأميركيين الى التزام "أقصى درجات الحيطة والحذر"، وتوقعت ان تنتج عن العمليات العسكرية في افغانستان "مشاعر قوية مضادة للاميركيين، وتصرفات انتقامية ضد المواطنين الأميركيين في أنحاء العالم". كما حضتهم على "الحد من تنقلاتهم وظهورهم وأن ينتبهوا لما يحيط بهم، ويبلغوا عن أي تحرك مريب يرونه الى الشرطة الكويتية أو السفارة". وبافتراض الدافع السياسي للجريمة، يرجح أن تكون الملامح الغربية للكندي القتيل وارتداؤه "تي شيرت" و"شورت" قصيراً، وخروجه وزوجته من مطعم الوجبات السريعة "بيرغر كنغ" قبل دقيقة من اطلاق النار، أموراً رشحته ليكون هدفاً للاعتداء بافتراض انه أميركي. بالتالي، يتوقع أن تزداد مخاوف الجاليات الغربية التي اعتبرت الكويت دوماً مجتمعاً ودياً للغربيين. ويثير حصول كويتي هو "سليمان أبو غيث" على منصب الناطق الرسمي باسم تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن وورود اسم آخر هو خالد الشيخ محمد على لائحة المطلوبين ال22 لدى الولاياتالمتحدة بتهمة الارهاب، مخاوف لدى السلطات الكويتية من احتمال ان تكون لمتطرفين اسلاميين خلايا تعمل على الأراضي الكويتية.