حمّلت أحزاب المعارضة المصرية على رغم اختلاف اتجاهاتها السياسية على الولاياتالمتحدة وأعلنت رفضها الهجوم العسكري ضد أفغانستان. وحذرت من أخطار "فرض اميركا ارادتها على المجتمع الدولي"، معتبرة التطورات الأخيرة بمثابة "عدوان" يجب الوقوف في مواجهته. ودعت جماعة "الاخوان المسلمين" في سورية الى وقف الحرب فوراً ورأت ان "الجميع مستهدف في الحرب الدائرة الآن". ودان حزب التجمع اليساري المصري السياسة الأميركية "الهمجية" وتنصيب واشنطن نفسها "جهة تحقيق وحكماً من دون الالتفات الى المجتمع الدولي". لكن الحزب دان في الوقت ذاته "إرهاب أسامة بن لادن ومعاونيه". ودعا الحكومة المصرية الى التمسك برفضها المشاركة في الحرب الدائرة بكل الصور والوسائل. ووصف حزب الوفد الهجوم الاميركي بأنه "مُغرض" ويسعى الى تحقيق مصالح خاصة. وقال رئيس الحزب الدكتور نعمان جمعة إن "الولاياتالمتحدة تحولت من مجني عليه الى جان"، وشدد على أنه "لا يجوز استخدام القوة لضرب الشعوب بحثاً عن شخص أو مجموعة". واعتبر الحزب الناصري الغارات الاميركية على افغانستان "خزياً وعاراً في جبين البشرية"، مؤكداً انها "تتنافى مع كل المبادئ الانسانية وتخرج عن ميثاق الاممالمتحدة". ودعا القادة العرب الى "تبني تدابير عملية ضد العدوان الاميركي - الانكليزي قبل امتداد آثاره الى منطقتنا". واتهم حزب العمل الولاياتالمتحدة ب"شن حرب صليبية على الامة الاسلامية"، ورأى أن "نصرة الشعب الافغاني واعلان الجهاد ضد الغزاة واجب عقائدي وقومي ووطني". ودعا بيان حمل توقيع الأمين العام للحزب مجدي احمد حسين ونائب الرئيس محفوظ عزام، القادة العرب الى "مراجعة العلاقات مع اميركا". "الاخوان المسلمون" في سورية الى ذلك، تلقت "الحياة" في لندن بياناً للمكتب الاعلامي لجماعة "الاخوان المسلمين" في سورية، اعتبر ان واشنطن "بدأت حرباً ارهابية ظالمة ضد شعب افغانستان المسلم، منطلقة من سياسة الصلف والاستكبار التي اعتادتها منذ الحرب العالمية الثانية". وأكدت الجماعة رفضها هذه الحرب "الظالمة"، ودعت الى مساعدة الشعب الأفغاني، وعدم تسليم قيادة الأزمة الى اميركا "لأن من أبسط أصول المقاضاة ألا يكون الخصم حكماً وقاضياً ومنفذاً للحكم في آن". وشددت على أن المسؤولية في قضية ضرب نيويوركوواشنطن "شخصية وخاصة، لا يجوز تحميلها شعباً بأكمله أو أمة بمجموعها". ورأت ان "ما يسمى الحرب ضد الارهاب يفتح باب ازدواج المعايير والكيل بأكثر من مكيال على مصراعيه"، مشيرة الى "صمت العالم امام الارهاب الصهيوني المستمر منذ 50 سنة". ووصفت الحرب في افغانستان بأنها "الارهاب بعينه"، مؤكدة ان "المسلمين ليسوا أعداء لأميركا أو الغرب"، وداعية واشنطن الى مراجعة سياساتها تجاه المنطقة العربية والاسلامية "بحل القضية الفلسطينية وانهاء الحصار على العراق ووقف حملة التحريض على الاسلام والمسلمين". وطالبت الجماعة بالتوافق على تعريف الارهاب من خلال مؤتمر دولي. ورأت ان مواقف الدول العربية من الأزمة "تحمل شيئاً من التحفظ والعقلانية"، مطالبة ب"تطوير هذه المواقف للوصول الى موقف عربي موحد يعمل لوقف الحرب ويمنع محاولات توسيعها". كما طالبت الجماعة المجتمع الدولي بالعمل لوقف الحرب ضد افغانستان فوراً، وحضت الأمة العربية على "وقفة جادة ليعود الحق والعدل الى نصابه، فالجميع، حكاماً ومحكومين، مستهدف من هذه الحرب".