أعلن الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي ان السلطات السعودية لا تستطيع ان تؤكد أو تنفي مشاركة سعوديين في الهجمات التي تعرضت لها مدينتا نيويورك وواشنطن قبل التأكد من ذلك. وأكد ان السلطات السعودية لم تتلق رسمياً حتى الآن معلومات من جهات رسمية أميركية عمن يقال أنهم مشتبه بمشاركتهم في الهجمات. ودعا الأمير نايف الى "معالجة اسباب الارهاب"، مشيراً الى ان اول اسبابه عدم ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بوقف الارهاب الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وفي مؤتمر صحافي عقده وزير الداخلية السعودي في الرياض، امس، قال ان بلاده "ضد الارهاب وتعمل منذ زمن طويل على مكافحته لأنها تعرضت بدورها له، وهي مستهدفة من الارهاب منذ سنوات"، مشيراً الى الهجوم على البيت الحرام في مكةالمكرمة عام 1980 وما حدث بعده. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن وجود اشخاص في المملكة تحقق معهم السلطات السعودية ويشتبه بوجود علاقة لهم مع اسامة بن لادن او تنظيم "القاعدة"، قال الأمير نايف: "ليس في المملكة اشخاص يمكن التحقيق معهم في هذا الشأن لكننا نتابع ما يجري بشكل دقيق داخلياً وخارجياً". وفي رد على سؤال آخر عما اظهرته التحقيقات السعودية عن الاشخاص الذين اعلنت السلطات الأميركية انهم سعوديون يشتبه في مشاركتهم في الهجمات، قال: "من التحقيقات الاولية التي أجريناها وجدنا ان بعض السعوديين غادروا المملكة منذ مدة وانقطعت اخبارهم واتصالاتهم مع اهاليهم منذ نحو سنة، ولا نعلم اين هم الآن، وهؤلاء عددهم محدود. نحن لم نتلق حتى الآن معلومات من جهة رسمية اميركية، وننتظر ان يأتينا أي شيء عن مشاركة أي سعودي أو عربي في هذه الاعمال، وليس لنا إلا ان ننتظر اتضاح الحقيقة، ونحن نتفهم تأخر السلطات الأميركية في ارسال المعلومات المطلوبة، لأن ما حدث لهم شيء كبير وهم مشغولون بالتحقيق في ذلك". وحذر وزير الداخلية السعودي من الإساءة الى السعوديين والعرب والمسلمين "والزج بأسماء لم يتم التأكد من قيامها بالأعمال الارهابية"، وتساءل: "الطائرات التي اختطفت كان على متنها ركاب من جنسيات مختلفة، فلماذا يشار الى الركاب العرب والمسلمين فقط؟ واضاف: "نحن نحذر من الزج بأسماء سعوديين نتيجة معلومات لم تتأكد حتى الآن لأن هناك جهات تريد الإساءة للسعودية والعرب والمسلمين، ونهيب بالسلطات الأميركية ان لا تزج بأي أسماء وان تحصر الاتهام بمن تثبت إدانته". ولم ينف الأمير نايف وجود سعوديين "غرر بهم في أعمال إرهابية باسم الاسلام وباسم القضايا العربية"، واضاف "لكن هؤلاء المغرر بهم لا يمثلون في أي حال من الاحوال الشعب السعودي الذي يحترم الانسان في عرضه وأهله وماله". واعرب عن أسفه لما تعرض له بعض السعوديين والمسلمين من "معاملة غير لائقة" في الولاياتالمتحدة وبعض الدول الاوروبية، وقال "المملكة لا تقبل ان يعامل أبناؤها بشكل سيء، واذا كانت وردت اسماء سعوديين يشتبه بهم ولم يثبت ذلك حتى الآن فيجب ان لا يعامل السعوديون بسبب خطأ بعض أبنائهم". واشار الى ان أحد أسباب الارهاب "الاجواء التي خلفها الظلم الذي يعيشه اخواننا الفلسطينيون والارهاب الذي تمارسه الحكومة الاسرائيلية من قتل وتهديم ضد أناس لا يحاربون الا بالحجارة". ودعا الى التفرقة بين اعمال الارهاب وبين اعمال المقاومة ضد الاحتلال التي يقوم بها الفلسطينيون، وتحدث طويلاً عن ضرورة ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يعطي الفلسطينيين أرضهم، واتهم الولاياتالمتحدة وعدداً من الدول الغربية بوقوفها موقفاً غير عادل من القضية الفلسطينية.