احبطت القوات النظامية في ساحل العاج محاولة انقلاب جديدة نفذها جنود متمردون، لم تحدد الجهة التي تقف وراءهم. واستولى هؤلاء على مقري الاذاعة والتلفزيون وهاجموا القصر الرئاسي وثكنتين في وسط العاصمة التجارية ابيدجان. وبدا ان السلطات كانت على علم مسبق بالمحاولة، اذ غادر الرئيس العاجي لوران غباغبو المدينة وعاد اليها بعد احباط العملية. ابيدجان - أ ف ب، أ ب - شهدت ساحل العاج محاولة جديدة لقلب نظام الحكم نفذها جنود متمردون احتلوا ليل اول من امس، مقري الاذاعة والتلفزيون وهاجموا القصر الرئاسي وثكنتين في العاصمة التجارية ابيدجان. ودارت على الاثر اشتباكات بين المتمردين وعناصر القوات النظامية الموالية للرئيس لوران غباغبو التي تمكنت بحلول الصباح، من استعادة السيطرة على الوضع. واعتقل 15 مشاركاً في العملية، فيما افيد ان ثلاثة منهم قتلوا. كما سقط قتيلان وعدد من الجرحى في صفوف القوات النظامية. وقال وزير الدفاع موييس ليدا كواسي ان المعتقلين "بدأوا بالاعتراف"، مشيراً الى ان "الادلة واضحة" على دوافع منفذي محاولة الانقلاب. من دون ان يعطي اية توضيحات. وفي الوقت نفسه، حمل وزير الداخلية اميل بوغا دودو مسؤولية الهجوم لمن سماهم "مغامرين اعتقدوا ان الوقت حان للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح" من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. واضاف ان "زمن الانقلابات ولى، لقد حاولوا وفشلوا". واكد الوزير انه تم ضبط "وثائق دامغة" تدين الانقلابيين وقال: "نعرف مصدر الشر وبات بامكاننا القضاء عليه". وعلى رغم ان المسؤولين امتنعوا عن تسمية جهة تقف وراء المحاولة، فان كلام وزير الداخلية دفع المراقبين الى الاعتقاد ان قوى كانت تساند قائد الانقلاب العسكري السابق روبير غيي، تقف وراء المحاولة الجديدة. واكد الوزير انه كان يملك معلومات مسبقة عن المحاولة، ما حدا بالرئيس لوران غباغبو الى مغادرة ابيدجان الى مسقط رأسه في قرية ماما، ليعود اليها بعد استتباب الوضع مساء امس. وافيد ان المتمردين استخدموا سيارات مسروقة وارتدوا ثياباً مدنية للهجوم على مقري الاذاعة والتلفزيون حيث اتخذوا موظفي المؤسستين رهائن. وتلا ناطق باسمهم بياناً ليل اول من امس، دعا فيه سائر الجنود الى الانضمام الى الانقلاب. وعلى الاثر سمع دوي تبادل كثيف لاطلاق النار في محيط المقرين وقرب القصر الرئاسي في حي كوكودي الراقي حيث هاجم المتمردون ثكنتين للجيش وقوى الامن الداخلي. وعمدت القوات النظامية الى قطع الطرق المؤدية الى ابيدجان والعاصمة السياسية ياموسوكرو، لمنع وصول امدادات الى المتمردين. كما اغلق مطار ابيدجان ويتوقع ان يعاد فتحه اليوم. واستمرت الاشتباكات بين الجانبين طوال الليل وامتدت الى ديمبوكرو التي تبعد 250 كلم الى الشمال من ابيدجان قرب العاصمة السياسية ياموسوكرو. وبعد الحاق الهزيمة بالمتمردين، وجه وزير الداخلية التهانئ الى القوات النظامية، وقال: "أُنقذت الجمهورية الثانية في ساحل العاج بعد شهرين على اقامتها". واضاف: "سيعود كل شيء الى ما كان عليه خلال ساعات، وابتداء من الغد اليوم سيكون بامكان سكان ساحل العاج العودة الى ممارسة اعمالهم". وتأتي المحاولة الانقلابية بعد اعمال عنف وقعت الشهر الماضي، بسبب منع زعيم المعارضة الحسن وترة من خوض الانتخابات النيابية، بعد منعه من خوض الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها غباغبو، مجبراً الحاكم العسكري غيي على التخلي عن الحكم. اللبنانيون وفي لبنان، أفاد وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود ان ابناء الجالية اللبنانية في أبيدجان جميعاً بخير ولم يصب أي منهم بسوء نتيجة الأحداث التي وقعت هناك. وقال انه تلقى اتصالاً في هذا الصدد صباح أمس من سفير لبنان لدى ساحل العاج عصام مصطفى اطلعه خلاله على آخر التطورات وأوضاع الجالية، وأن الاتصالات مستمرة لتوفير السلامة لها تحسباً لأي طارئ.