"ستايت أند ماين" إسم لشارعين يلتقيان في فيلم ديفيد ماميت الجديد فيشكلان كما هي حال أبطال الفيلم، مفترق طرق. الأحداث تقع في بلدة صغيرة اسمها ووترفورد في ولاية فيرمونت. اليها يصل فريق تصوير مؤلف من المخرج جوزف وايت فيليب سايمور هوفمان والكاتب وولت ويليام ه. مايسي ومساعدو الأول. وكانوا تركوا بلدة صغيرة أخرى عندما تسبب بطل الفيلم بوب اليك بولدوين بفضيحة حال قبض عليه بتهمة مغازلة فتاة دون السادسة عشرة. لكن اختيار بلدة ووترفورد ليس عبثياً. هناك في اعلان سياحي قديم ما يفيد أن فيها ناعورة ماء. والحدث الرئيسي في سيناريو وولت يدور على الناعورة وأمامها. فقط حين وصول فريق العمل يكتشف الجميع أن الناعورة احترقت منذ عقود بعيدة. فالمخرج لا يستطيع أن يتوقف عن العمل او يبحث عن بلدة جديدة. وعلى الكاتب أن يغير الناعورة الى مكان آخر. يصل الممثل ولا يبدو أنه استوعب الدرس السابق، ها هي عينه على فتاة صغيرة أخرى جوليا ستايلس. ترفض الممثلة الرئيسية سارا جسيكا باركر أن تتعرى في الفيلم، فتهدد بالانسحاب، طبعا الا اذا وافق المنتج ديفيد بالمر على رفع أجرها. الكاتب نفسه واقع في قصة حب مع بائعة الكتب ربيكا بيدجون. وسط كل ذلك، هناك محافظ البلدة تشارلز دارنينغ الذي يقيم حفلة عشاء احتفاء بالفيلم، ولكن لا أحد يحضر. انه عالم ديفيد ماميت بالتأكيد. الشخصيات التي تنضح بما لديها. الحوار ذو الدلالات الكثيفة والسخرية التي يحاول بثها، ولو أن هذا الفيلم هو أقل أفلامه السبعة الى الآن جدية. انه تعليق على الفن السابع ومشكلات العمل فيه، انما من دون أن تكون السينما هي بيت القصيد لدى ماميت. فما بيت القصيد؟ هنا يصل بنا المخرج الى مفترق طرقه. "ستايت أند ماين". وهنا يمكن المرء أن يخرج بأكثر من مفهوم، بينها أن فيلم ماميت هذه المرة لا يملك بيت قصيد. او أن بيت قصيده ضاع وسط خطوط مرمية كل منها يلحق قصة مختلفة. لكن هناك غاية واضحة اذا ركز المرء على العمل المقدم اليه جيداً. غاية لا تتبدى من وراء الحوار المكثف كما كانت الحال في معظم أفلام ماميت الى اليوم، بل من وراء البعد المترامي من قصة متعددة الشخصيات والمفارقات وبسيطة التكوين معاً. هذه الغاية هي القول إن السينما لا تستطيع مطلقاً أن تكون المكان الساحر الذي تلتقي فيه القلوب وتتفق كل المصالح. هنا كاتب سيناريو يهضم حقه باجباره على تغيير مشاهده، وممثل متلهٍ بملذاته، وممثلة تحاول البحث عن مصلحتها، ومخرج يحاول إرضاء المنتج الذي يحاول إرضاء محافظ البلدة وتجنيب المشروع الفشل قبل أن يبدأ. قصة الحب الصافية الوحيدة، بل قصة الحب الوحيدة من اي نوع، هي تلك التي تقع بين كاتب السيناريو وبائعة الكتب، وما كانت لتقع لو أن بطلتها كانت الممثلة او اياً من العاملات في الفيلم. سمة أخرى في هذا الفيلم تربطه بأعمال ماميت السابقة: انه يعود دوماً الى مجموعة ممثلين يثق بهم وهم فعلاً من خيرة الممثلين، ولن تجد بينهم نجماً واحداً. اليك بولدوين مثّل معه مرة من قبل في "غلنغاري غلن روس" وأدى بطولة فيلم كتبه بعنوان "الحافة"، أخرجه لي تاماهوري. ويليام ماسي مثل تحت إدارته في "جناية" و"أوليانا". واذا تفرست في الوجوه المساندة، تجد عدداً منها متكرراً من أفلام ماميت السابقة. مثله في ذلك مثل روبرت ألتمان الذي يعود الى مجموعته ويضيف اليها كلما حقق فيلماً جديداً. اقتصاد في الأماكن ذات مرة قال ويليام ماسي للناقد: "السيناريو الذي يكتبه ماميت لا يضيع وقت الممثل. انه لا يحتوي عبارة مثل "رجل في الأربعين من العمر يشعر أن حياته مهدورة"، من منطلق ان ليست مهمة كاتب السيناريو أن يخبر في خانة الشروحات ما تشعره اي شخصية. هذه عليها أن تتبلور من خلال الأحداث وعلى الممثل استنتاجها وتأديتها". والملاحظة صحيحة حتى في فيلم أخف وطأة وأهمية؟ من أعمال ماميت السابقة. ماميت كاتب مقتصد لأنه يحدد العالم الذي يصوره بأطر غير مرئية، لكن اماكن التصوير هي التي تشي بها. المكان المحدد ذو الزوايا المحدودة "غلنغاري غلن روس"، "جناية"، "الأمور تتغير". حتى حين خرج في فيلمه ما قبل الأخير "فتى وينزلو" عن عالمه الزمني والاجتماعي لينقل الى الشاشة عملاً مسرحياً كلاسيكياً كتبه ترنس راديغان لم يحاول استغلال الحقبة التاريخية لندن مطلع القرن للإسهاب في التصاميم الفنية والديكورات والتوسع في نقل الأحداث، بل حصرها في مكانين البيت والبرلمان البريطاني، من دون أن يشعر المشاهد أنه مقيد. في بعض الأفلام التي لم يخرجها هناك ايضاً التوجه المقتصد نفسه. "اميركان بافالو" اخرجه مايكل كورنتي- 1995 نموذج منها ولو أنه ليس أفضل ما وضعه ماميت امام الكاميرا تبعاً لتنفيذ عابر النوعية وكتابة ضائعة في طيات نيات غير واضحة. في "ستايت اند ماين" يبلغ ماميت من تحديد الأبعاد المرئية والتقليل من فرص الافادة من الأماكن المحصورة حداً تصبح الشوارع التي يتم التصوير فيها محصورة ايضاً، كما لو كانت جزءاً صغيراً من ديكور مبني. هكذا كانت الحال ايضاً في فيلمه "جناية" الذي تقع أحداثه في المدينة. قصة التحري اليهودي الذي يكتشف وجود منظمة يهودية لتهريب السلاح الى اسرائيل تتخيل أن صاحب مطبعة قريبة يكره اليهود هو الذي قتل صاحبة متجر فتطلب منه، إثباتاً لحبه هويته الدينية، أن يفجر المطبعة وينتهي البطل ضائعاً بين هويتين: أهو شرطي أميركي ام أداة يهودية؟ "ستايت اند ماين" ليس فيه مثل هذا الضياع، لكن الجميع، على رغم ذلك، على مفترق طرق في حياتهم، وإن بدوا واثقين مما يقومون به. ما يسهم في فهم الشخصية هو ما يعتمده ماميت دوماً في سيناريوهاته: الحوار. الحوار الذي يكتبه لا يكون تمهيداً لشرح حال او تعقيباً عليها. انه مواكبة للحدث تقصد اشراك المشاهد في فهم دوافع الشخصية التي تنطقها وترسم ملامحها الداخلية في صدق. كما في "غلنغاري غلن روس" الذي تقع أحداثه داخل وكالة بيع عقارات، تشترك في الحركة التي يقوم بها الممثل لتضمن وصول الحال التي هو عليها، او الشخصية التي يقوم بها. في ذلك الفيلم نرى اريك بولدوين يلقي، في واحد من أقوى مشاهده، خطبة في طريقة انجاز الصفقات وصعود سلم النجاح: خطبة طويلة في لقطات قليلة وكل كلمة تؤدي غايتها في وصف الشخصيات وحالها الاجتماعية احياناً، من قبل أن تتبدى الحال صورياً على نحو واضح. حين يسأل موس جاك ليمون بلايك اليك بولدوين عن اسمه، يجيبه بلايك: "إسمي ويشتمه هذا هو إسمي. وتعلم لماذا؟ لأنك قدت سيارة هوندا كي تأتي الى هنا، انا قدت سيارة بي أم دبليو. هذا هو إسمي واسمك أنت الراغب. ولا تستطيع أن تشارك في لعبة الرجال. اذا كنت لا تستطيع أن تقفل الصفقات، اذهب الى البيت واشكُ همك لزوجتك. في هذه الحياة شيء واحد مهم هو أن يوقع الزبون على الخط المنقط". وبعد حين يكمل ما يبدو استمتاعاً بشتم الموظفين الآخرين او حتى تباهياً بالذات، لكنه في الواقع ترداد لماهية النظام الرأسمالي بأكمله: "هل ترى هذه الساعة؟ ثمنها أغلى من ثمن سيارتك. لقد حققت صفقات بقيمة تسعمئة وسبعين ألف دولار، العام الماضي. ماذا حققت أنت؟ أترى؟ هذا ما أنا وأنت لا شيء. أنت رجل لطيف. لا تفرق معي. أب صالح؟ اذهب الى عيالك...". انطلاقة الفكرة في "ستايت اند ماين" يفتقد المرء حدة الحوار، لكن الفيلم بأسره مختلف. انه لا يدور في إطار الطحن اليومي للذات كما "جناية" و "غلنغاري..." وسواهما، بل في إطار عمل أكثر تحرراً من الإرهاص اليومي ولو أنه يشير، من دون حدة تذكر، إلى النزاع الذي يستبد بالكاتب بين أن يكون مبدعاً او منفذاً. على هذه النقاط التقت "الحياة" ديفيد ماميت المتزوج من ربيكا بيدجون، إحدى بطلتي الفيلم، فأجاب عن أسئلتها: كيف تكونت فكرة هذا الفيلم؟ هل نتيجة تجربة ام نتيجة ملاحظات؟ - الخاطرة الأولى التي كونت هذا الفيلم وردت من قصة عن مخرج إعلانات كان يتحدث عن فيلم صوره في جبال "مونتانا" عن إحدى السيارات. لكن المخرج كان دقيقاً في اختيار المكان الذي يريد تصوير السيارة فيه. ها هي الطائرة المروحية تضع السيارة على قمة الجبل، لكنه غير راض ويريد تغيير مكان التصوير. في النهاية وجد مكاناً آخر: منحدر صوب سهل واسع تستطيع أن ترى الأفق على بعد مئة ميل. لكن المشكلة شجرة صنوبر واحدة واقفة حيث المكان المختار للسيارة. الحل: جز الشجرة. وبالفعل أصدر المخرج أمره بذلك وقطعت الشجرة، وتم تصوير اللقطة التي يريد، لكنه عرف لاحقاً أن الشجرة التي قطعها تنتمي الى منطقة يحظر الإضرار بها بيئياً. وجدت القصة مثيرة وفكرت في كل تلك المشكلات الصغيرة والكبيرة التي تعترض تصوير الأفلام وهي غريبة وطريفة لك، لأنها غريبة وطريفة فعلاً. سيناريو بخط اليد على ذلك، هناك رابط بين القصة التي سمعتها والفيلم الذي حققته، وهو أن كليهما انتاج صغير نسبياً، غير هوليوودي. - صحيح. مشكلات الفيلم الهوليوودي الكبير مختلفة، وربما ليست طريفة على الإطلاق. أنت واحد من مخرجين قلائل يكتبون سيناريوهات مشهوداً لها بدقة حوارها... هل يأتيك ذلك الحوار تلقائياً ام تفكر فيه طويلاً وتغير ما تكتبه دائماً؟ - أفكر قبل الكتابة، لكني لست خائفاً من أن أخطئ حين أكتب. وبعد مراس طويل، تقل الأخطاء. ربما تتمعن باحثاً عن الموقف الذي تريد أن تكتبه وتكتب الحوار له، لكن عملية الكتابة بعد ذلك هينة بما فيها صوغ الحوار. هل صحيح أنك تكتب كل شيء بخط اليد؟ - نعم. صحيح. أكره الكومبيوتر وأكتب بخط اليد لأنني معتاد ذلك من خمس وثلاثين سنة. أعلم أنك بدأت الكتابة المسرحية ثم تحولت الى السينما، ولكن هل كتبت قبل المسرح؟ - كتبت قليلاً من المقالات. كتابة المقالات لم تستهوني، الا بعدما أصبحت كاتباً مسرحياً. عمَّ كتبت؟ - تعليقات مختلفة نشرتها في كتب مثل "كتابات في المطاعم" و"استخدامات السكين". وهذا حديث نسبياً أي قبل ثلاث سنوات. كتبت ايضاً في السينما. لماذا بقيت في المسرح طويلاً. اعتقد أنك بدأت الكتابة المسرحية في منتصف السبعينات... - المسرح خامة فعلية للكاتب. لا أقول ان الكتاب الجيدين وحدهم الذين كتبوا للمسرح، لكن المسرح بالنسبة الى الكاتب مثل المعسكر الذي يعلم النظام والانضباط قبل تخرج الجندي. بالنسبة إلي كان ضرورياً. اذاً هل من الصحيح اعادة حرصك على كتابة مشاهد موجزة من حيث استيعاب الأمكنة مقتصدةً في تنويع الطقوس والبيئات الى تجربتك المسرحية؟ - كتبت نحو 30 مسرحية ولا بد لها من أن تترك تأثيراً. بالطبع هذا من تأثير العمل المسرحي، لكنه ايضاً مريح. الخامة التي تستطيع أن تعبر بها عما تريد التعبير به، تستطيع أن تكون في هذه الغرفة بين شخصين او حتى في شخصية واحدة. حال نقدية "فتى وينزلو" من أفضل أفلامك بالنسبة إليّ، وعلى رغم أنه يتبع قوانين اللعبة التي تمارسها كتابة وإخراجاً، هو مختلف كما لو أنك خرجت الى نزهة... - اعرف ما تقصد. لكن المادة هنا هي فعلاً خارجة عن نطاقي. كتبت سيناريواً عن مسرحية مكتوبة أعجبتني لأنها تتحدث عن كرامة عائلة مست عندما اتهم صبيها بأنه سرق من تلميذ آخر في المدرسة طوابع طعام، وكيف تحولت التهمة قضية، على العائلة أن تخوضها لتدافع فيها عن شرفها. هذا لا يحدث هذه الأيام. هل على السيناريو أن يعلق دوماً على ما يدور، ام يستطيع، كما هي الحال مع "فتى وينزلو"، ان يكتفي بما توفره المادة من تعليق؟ - اميل الى أن يعلق السيناريو الذي أكتبه على ما يحدث، ولو كان في إطار فيلم مغامرة مثل "الحافة". لكن ثمة كتابات تتيح وضع فاصل بين الكاتب والمادة، لأنها مادة لا تحتاج الى تعليق. انها في حالها تعليق اجتماعي. حدثنا عن كتابتك فيلم "هز الكلب" الذي أخرجه باري ليفنسون... هذا سيناريو يقدم حالاً نقدية للبيت الأبيض ولطريقة إجراء الانتخابات. - كل ما تراه على الشاشة في ذلك الفيلم موجود او ينطلق من أوضاع حقيقية: فالعوامل التي تدفع بالمرشح الى الرئاسة افتعال تراجيديا لكي ينبري، فينقذ البلاد منها. الحدث التي تتكلم عليه تقع أحداثه في البلقان حيث تتم "فبركة" حال لإنقاذ مجند أميركي سقط وراء خطوط العدو و"فبركة" عملية إنقاذه... لكن حرب الخليج كانت انتهت حديثاً، لمَ لم تتناولها كمثال؟ - كما تقول، كانت انتهت حديثاً، وكثيرون قالوا إن الحرب افتلعت لكي تؤازر وضع الحزب الجمهوري. اردت ألا أشترك في تحديد هوية الرئيس او الحزب الذي ينتمي اليه، لذلك ابتعدت عن تقديم مثال واقعي، وذهبت الى مثال يفيد الغاية منه على اي حال. العملية التي تم بها تلفيق مهمة الانقاذ شملت تحقيق فيلم سينمائي قصير عنها، كما لو كنت تقول ان هوليوود تلفق الحكايات، او أن واشنطن وهوليوود تشتركان في التلفيق. هل هذا مقصدك؟ - الى حد بعيد نعم. المقصود في "هز الكلب" هو الآتي: يمكن أن تلفق ما تريد من حكايات اذا كانت لديك الغاية التي تجيزها لنفسك. ولاحقاً اذا كانت لديك الطريقة المثالية لإبقاء العملية سراً. وبطل الفيلم يستعين بهوليوود لكي ترتب له التغطية الإعلامية. اذا كان هذا يقول ان هوليوود تلفق الحكايات فليكن. اعتقد أنها تفعل ذلك على اي حال. في "ستايت اند ماين" تعود الى صنع الأفلام وتتهم الصانعين بالتلفيق. - "ستايت اند ماين" فيلم عن كيف أن الجميع، أنت وأنا وكل من يذهب الى السينما لا يزال على علاقة اعجاب كبير بالسينما. في الفيلم يصل فريق التصوير الى بلدة ويتسببون في خراب شوارعها واستباحة بناتها والتدخل في شؤونها وعلى رغم كل ذلك، تبدو البلدة معجبة بما يدور لأنها تشارك في صنع فيلم سينمائي. هذا مصدره حبي أنا للفن. في كل مرة أقوم بالكتابة او الإخراج أجد نفسي أواجه بحملة ترويج تتضمن مقابلات مع صحافة وتلفزيون وحديث عني وعن الفيلم... انه أمر ممتع. الكاتب المظلوم هناك شخصية الكاتب التي يقوم بها فيليب سايمور هوفمان، وشخصية المخرج التي يجسدها ويليام مايسي، وأنت كاتب ومخرج... هل كلاهما يعبر عنك؟ - قد يعبر الكاتب عني أكثر. له علاقة بي أكثر. آمل بأن يكون ذلك واضحاً في الفيلم. شخصياً أتعاطف مع الكاتب أكثر من اي شخصية أخرى. انه الإنسان الذي يبدأ الفيلم عنده وهو عادة الإنسان الذي يتعرض أكثر من غيره لعمليات التغيير. في الكثير من الأحيان السيناريو الذي تطالعه على الشاشة ليس هو السيناريو الذي كتبه المؤلف أول مرة. لكن هذا لا يحدث معي، لأنني أخرج معظم ما أكتب. مايسي يقول إنك تكتب على نحو محدد، هل يحد ذلك من حرية الممثل؟ - الفاصل في النهاية هو الحوار. اذا كان يتلاءم وما يطرحه، او يتولى الممثل طرحه او لا. أحياناً تجد الممثل غير مرتاح الى العبارة الحوارية. فإذا لم يستطع التغلب على ما يجعله غير مرتاح اليها، لا بد من تغييرها. اذا قال الممثل إن العبارة ليست صحيحة فهو، عادة، محق، لانه هضم الشخصية ويعرف تماماً ما يناسبها وما لا يناسبها. رصيدك من الممثلين الذين تعود اليهم في كل مرة، يكبر تدريجاً. لماذا من المهم لديك التعامل مع الطاقم نفسه؟ - لأن الممثل يتولى هضم ما تريد تقديمه. وهو اذا تعامل معك سابقاً يصبح مدركاً غاياتك وأسرع في تقمص الشخصية التي تطلبها. كذلك يصبح من السهل عليه العمل مع الممثلين الآخرين، لأنه يعلم عنهم ربما أكثر مما يعلمون عن أنفسهم. ما الذي تعمل عليه الآن؟ - انتهيت للتو من تصوير "السرقة" مع ربيكا وجين هاكمان وداني ديفيتو ودلروي ليندو وسام روكويل.