} يبدأ رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري سلسلة زيارات لعدد من الدول الآسيوية والعربية والغربية المعنية بتشجيع الاستثمارات الاقتصادية في لبنان وتقديم المساعدات له، لتنشيط دورها على هذين الصعيدين. وسيجري محادثات سياسية مع قادتها تتعلق بالتطورات على صعيد عملية السلام في المنطقة نظراً الى دور كل منها فيها ولشرح موقف لبنان الرافض أي حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين لا يكرس حقهم في العودة ويحمل مخاطر توطين جزء منهم على أراضيه، اضافة الى طلب مساندة هذه الدول في انماء المناطق الجنوبية المحررة ودعم لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية لجنوبه في ظل ابقاء إسرائيل عوامل تفجيرية بعد انسحابها، أبرزها احتلالها مزارع شبعا واستمرار احتجازها لبنانيين في سجونها. وعلمت "الحياة" ان بعض ديبلوماسيي هذه الدول، المعنية بالمساعدات للبنان كان برر عدم حماسته لتشجيع الاستثمار بسبب توتر الأوضاع في منطقة مزارع شبعا. وسيشرح الحريري لقادتها مدى انعكاس الانسحاب الإسرائيلي الذي حصل في أيار مايو الماضي ايجاباً على فرص الاستثمار في لبنان على رغم عدم شمول هذا الانسحاب مزارع شبعا. كما سيطلع رئيس الحكومة هؤلاء على سياسة حكومته الجديدة واجراءاتها لتوسيع الاقتصاد اللبناني وجعل لبنان مركزاً للتسوق، اضافة الى مشاريع الخصخصة التي تنويها هذا العام. يبدأ رئيس الحكومة رفيق الحريري سلسلة زياراته إلى عدد من الدول بزيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الايرانية يومي السبت والأحد في 13 و14 شباط فبراير الجاري، يلتقي خلالها كبار المسؤولين الايرانيين وفي مقدمهم الرئيس محمد خاتمي. وعلمت "الحياة" ان محادثات الحريري في طهران تتركز على تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري في مجالات عدة خصوصاً انها أخذت تشهد منذ مدة طويلة نمواً ملحوظاً في الميادين كافة. ويزور الحريري في 20 الجاري دولة الكويت ويلتقي أميرها الشيخ جابر الأحمد الصباح وكبار المسؤولين لمناقشة العلاقات الثنائية. ويتوقع قيامه بزيارة رسمية الى اليابان مطلع الشهر المقبل، هي الثالثة له. اذ سبق أن زار طوكيو مرتين اثناء توليه رئاسة الحكومة بين العامين 1992 و1998. وكان الحريري بحث مع ديبلوماسيين يابانيين زاروا بيروت، دور طوكيو في الاستثمار في لبنان. وينتظر ان يتناول خلال زيارته المساعدات اليابانية الجديدة للبنان وتجديد العمل بالقرض الياباني الميسر نحو 120 مليون دولار له الذي لم يُستفد منه حتى الآن، وهو مخصص لتمديدات الصرف الصحي في بيروت وضواحيها ومناطق أخرى. ويعول الحريري على علاقته برئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري، لنيل دعمه في عدد من المشاريع، خصوصاً انه تعرف اليه اثناء زيارته طوكيو، وعاد الأخير فزار لبنان عام 1997 بصفته رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان ورئيساً للجنة الصداقة النيابية اللبنانية - اليابانية. وفي باريس علمت "الحياة" من مصدر مطلع ان الحريري سيقوم بزيارة رسمية لها في 14 و15 شباط المقبل للقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الحكومة ليونيل جوسبان بدعوة من الأخير، والبحث في اعادة دفع العلاقات الثنائية الى الامام بعدما شهدت نوعاً من الجمود. وقالت مصادر رسمية في بيروت ان الدولة اللبنانية تجري محادثات مع الجانب الفرنسي لتجديد التفاهم على المشاريع التي كان البروتوكول الفرنسي بين الدولتين رصد لها مساعدات لكن لبنان لم يستفد منها في السنوات الماضية. وأوضحت مصادر حكومية ل"الحياة" أن تنفيذ عدد من المشاريع التي تنويها الحكومة، ووعدت بها في بيانها الوزاري مرتبط بصرف عدد من القروض التي عقدت اتفاقات سابقة في شأنها مع عدد من الدول، والتي ستلحظها موازنة العام 2001. وقالت ان تحديد أرقام ما بقي من أموال من هذه القروض كان مهملاً، بسبب شغور مركز مسؤول القروض في مجلس الانماء والاعمار منذ تسعة أشهر. وهذا أحد أسباب تأخر احالة مشروع الموازنة على مجلس الوزراء لاقراره. وعلمت "الحياة" من مصادر غربية ان الحريري سيقوم، مطلع الربيع المقبل على الأرجح، بزيارتين رسميتين الى كندا للقاء رئيس حكومتها، والثانية الى الولاياتالمتحدة حيث لديه علاقات ببعض كبار المسؤولين في ادارة الرئيس الجديد جورج بوش الابن. وتوقعت مصادر مطلعة ان يعمل وزير الخارجية الأميركي الجديد كولين باول على تعيين ادوارد دجيرجيان نائباً له لشؤون الشرق الأوسط. والمعروف ان له علاقات واسعة في العالم العربي وفي كل من لبنان وسورية. ويزور بيروت ودمشق في 16 و17 الجاري مدير قسم الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفير ايف اوبان دولاميسوزيير ومعاونه اندريه باران لاجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ومع كبار المسؤولين اللبنانيين. وكان الرئيس شيراك قام بلفتة حيال السفير اللبناني في باريس اليزيه علم اثناء استقباله امس السفراء الاجانب لمناسبة العام الجديد فعرّفه الى رئيس الحكومة جوسبان قائلاً له: "وقريباً ستستقبل الرئيس الحريري...".