نيودلهي -أ ف ب - تحدثت تقارير في نيودلهي امس، عن انقسامات متزايدة في كشمير بين انصار استقلال المنطقة والاسلاميين الداعين الى الحاقها بباكستان. واشارت التقارير الى ان الاسابيع الاخيرة شهدت بعض الانفراج في النزاع على الحدود بين البلدين، في حين واصلت تنظيمات عدة مناهضة لحكم نيودلهي في كشمير عملياتها الجهادية ضد القوات الهندية هناك. ورأى مراقبون ان ذلك يشير الى اتساع هوة الخلافات داخل تحالف "حريات" الذي يضم نحو عشرين تنظيماً للثوار العاملين في الشطر الكشميري الواقع تحت سيطرة الهند والذي يعرف بولاية جامو وكشمير. واشاروا الى ان الخلافات تركزت بين الوطنيين وغالبيتهم من مؤيدي استقلال كشمير الاسلاميين المطالبين بالحاق هذه الولاية ذات الغالبية المسلمة بباكستان. وفي وقت اكدت نيودلهي واسلام آباد رغبتهما في ايجاد تسوية في هذه المنطقة غير المستقرة، لم تبدِ نيودلهي استعداداً للتفكير في اكثر من منح الكشميريين نوعاً من الحكم الذاتي، شرط بقاء هذه الولاية داخل الاتحاد الهندي. ومعلوم ان النزاع على كشمير كان سبباً لحربين بين الهندوباكستان منذ تقسيم شبه الجزيرة الهندية في 1947. وكان سيد علي شاه جيلاني زعيم الجماعة الاسلامية وعضو المجلس التنفيذي لتحالف "حريات" حمل على بعض قادة الثوار الذين يعتبرون المعركة سياسية، مؤكداً على العكس، انها دينية. واكد جيلاني المؤيد للانضمام الى باكستان ان "الشبان يجب ان يحذروا" من "الالتباس" القائم حول "معركة مزعومة" لاقامة "هوية وطنية"، معتبراً ان الكشميريين يشكلون جزءاً من "أمة" الاسلام وان نضالهم السياسي سيكون عبثياً ما لم يخض "في اطار الاسلام". وفي الواقع، فان قادة التحالف فشلوا في تجاوز خلافاتهم منذ ان اعلنت نيودلهي الشهر الماضي، انها لا تستبعد السماح لوفد من التحالف في الذهاب الى باكستان في اطار عملية السلام الوليدة، ولم ينجحوا في الاتفاق على تشكيلة هذا الوفد المفترض ان يزور اسلام آباد منتصف الشهر الجاري. وطلب رئيس تحالف "حريات" عبد الغني بهات، الذي يعتبره الهنود معتدلاً، من نيودلهي، تزويد اعضاء المجلس التنفيذي السبعة بجوازات سفر "لكي تتقدم العملية". لكن عضواً آخر "معتدلاً" في المجلس هو عبد الغني لوني، اعلن انه لن يتوجه الى باكستان، معتبراً نفسه ضحية "حملة" يشنها "تجار الدين" الذين يروجون لفكرة انه مستعد ل"بيع" قضية كشمير والاسلام. وفي 17 كانون الاول ديسمبر الماضي، تحولت الخلافات بين انصار جبهة تحرير جامو وكشمير استقلالية والاسلاميين الموالين لباكستان الى اشتباكات، في ختام اجتماع لقادة التحالف في سريناغار، العاصمة الصيفية لكشمير الهندية. وقالت مصادر قريبة من "حريات" ان الخلافات الحالية تتناول خصوصاً دور المجموعات المسلحة في العملية السياسية المحتملة. وبرر جيلاني مشاركة مجاهدين اجانب، وخصوصاً من الخليج والسودان وافغانستان، في المعركة ضد السيطرة الهندية على كشمير، معتبراً ان "من حق جميع المسلمين ان يهبوا لنصرة اخوانهم المظلومين في اي مكان من العالم". وفي باكستان، رأت المجموعات الاسلامية الاكثر تشدداً التي اعلنت مسؤوليتها عن معظم العمليات المسلحة منذ وقف اطلاق النار المعلن من جانب نيودلهي في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ان المبادرة الهندية "فخ يستهدف الدعاية لتحسين صورة الهند دولياً". اما نيودلهي فواصلت من جهتها الطلب من اسلاماً آباد "السيطرة" على المنظمات "الارهابية" العاملة انطلاقاً من اراضيها، للافساح في المجال امام انطلاق الحوار السياسي.