} قبل أن تنطلق النسخة التاسعة من بطولة "قطر أكسون موبيل" الدولية المفتوحة لكرة المضرب التي تختتم بعد غدٍ في الدوحة، تساءل النقاد والمتابعون: هل يصمد النجوم المغاربة هشام أرازي ويونس العيناوي وكريم العلمي وهم يلعبون على أرض عربية، ومن المفترض ان وراءهم جمهور عربي عريض؟ الاجابة عن هذا السؤال ظلت غامضة الى أن بدأت فاعليات البطولة. وما حصل ان عيناوي ودّع باكراً على يد الفرنسي نيكولاس إسكوديه من الدور الأول... ولحق العلمي به وخرج من الدور ذاته على يد الهولندي سيينغ شالكن... أما أرازي فقد واصل تألقه وانتصاراته التي بدأها بفوزه على الاسباني البرت بروتاس ثم تخطى عقبة الفرنسي أرنو دي باسكوال، وتأهل الى الدور ربع النهائي إذ يلتقي اليوم مع فرنسي آخر هو اسكوديه آملاً في الثأر منه لهزيمته العيناوي. من حسن الحظ، ان البطل المغربي هشام أرازي لم يصب بالاحباط بعد ان خرج مواطناه يونس العيناوي وكريم العلمي من الدور الأول لبطولة "قطر اكسون موبيل" الدولية المفتوحة لكرة المضرب المقامة حالياً على ملاعب "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" في الدوحة، والبالغة قيمة مجموع جوائزها مليون دولار. بل ازداد ارازي اصراراً على مواصلة المشوار وتشريف العرب في هذا المحفل الدولي الكبير الذي تستضيفه قطر للمرة التاسعة. وبذل البطل المغربي جهداً خارقاً من أجل تحقيق هدفه، وتخلص من الاسباني البرت بروتاس وفاز عليه 7 - 6 7 - 5 و6 - 4... ثم "عرق" كثيراً من أجل بلوغ الدور ربع النهائي بعدما واجه خصماً عنيداً هو الفرنسي ارنو دي باسكوال وفاز عليه 6 - 4 و7 - 5. واعترف ارازي بأنه لم يقدم عرضاً جيداً في مباراته أمام دي باسكوال، مشيراً الى انه كان بامكانه تقديم عرض أفضل لولا انه "سرح" قليلاً في بعض فترات المباراة فخسر نقاطاً سهلة صعّبت مهمته في حسم اللقاء لمصلحته. وقال: "المهم انني تمكنت من الفوز... لقد استفدت كثيراً من اخطاء منافسي منذ البداية، وأظهرت تفوقي عليه عندما كسرت ارساله في مطلع المجموعة الأولى. عموماً، أنا سعيد جداً بالتأهل الى ربع النهائي مع انه كان بامكاني تقديم عرض أفضل". وأوضح ارازي "فرصتي في احراز اللقب قائمة، والأمر يحتاج مني الى عزيمة واصرار لتحقيق هذا الهدف الذي أحاول مع مواطني العيناوي والعلمي تحقيقه منذ 6 سنوات، بطولة قطر باتت من البطولات الكبيرة وجوائزها المالية مرتفعة ونقاطها مهمة، ولذلك أصبح الفوز بلقبها حلم كل لاعب وأنا سأبذل المستحيل من أجل احرازه". وأضاف: "سأركز تماماً في مباراتي المقبلة مع اسكوديه، وسبق لي الفوز عليه العام الماضي في بطولة استراليا المفتوحة. وأتفوق عليه عموماً في المواجهات التي جمعتنا، لكن هذا لا يعني ان المباراة ستكون سهلة، بل العكس تماماً لأنه هو أيضاً يحلم الحلم ذاته الذي يراودني". وأشار ارازي الى ان الاصابة التي تعرض لها في العام الماضي وأبعدته عن الملاعب والمنافسات الرسمية لأكثر من شهر "أصبت بالتهابات في مفاصل يدي اليسرى التي ألعب بها، وأعتقد ان ذلك أثّر على ادائي في هذه البطولة خصوصاً انني لم ألعب طوال شهر كامل واكتفيت بعدها بتدريبات مكثفة، علماً أنني خضعت لعلاج مكثف قبل انطلاقها". واعتبر ارازي، وهو العربي الوحيد المستمر في البطولة ان عبئاً كبيراً يقع عليه لتشريف العرب وحفظ ماء وجههم، "المسؤولية كبيرة جداً، ولذا سأسعى الى التركيز بشكل كبير على إكمال مشواري في الدوحة". وحول مشاركته في دورة ملبورن الاسترالية المقررة منتصف الشهر الجاري وهي أولى البطولات الأربع الكبرى، قال: "لا أفكر في بطولة ملبورن حالياً لأن الوقت لا يزال باكراً، ويكفيني التفكير في دورة قطر في الوقت الحالي". يذكر ان العيناوي سبق أن بلغ المباراة النهائية عام 1996 وخسرها أمام التشيخي بيتر كوردا، فيما تأهل العلمي للدور نصف النهائي مرتين ومثله فعل ارازي مرة واحدة. وفي المباريات الأخرى، فاز اسكوديه على مواطنه جوليان بوتيه 6-3و6-4. واعتبر الفائز انه قدم مباراة جيدة "والأمور تسير على ما يرام حتى الآن، وأنا مرتاح للمستوى الذي لعبت به في مباراتي الدوحة". وأضاف: "اخترت المشاركة في بطولة قطر هذا العام لأنني أردت تغيير الطريق التي كنت أسلكها منذ 4 سنوات، ويمكنني جمع عدد أكبر من النقاط في الدوحة أكثر من الدورات الأخرى التي تقام في التوقيت ذاته". وأكد انه جاء الى الدوحة للفوز باللقب "هدفي هو الفوز باللقب، ولا أستبعد أن أفعل ما سبق أن حققه مواطني فابريس سانتورو عندما أحرز اللقب العام الماضي. الفوز بالمركز الأول في الدوحة سيحسِّن من تصنيفي العالمي كثيراً قبل انطلاق بطولة استراليا الكبرى". ولم يجد التشيلي مارتشيلو ريوس اي صعوبة في تخطي الايطالي العجوز جيانلوكا بوتسي وفاز عليه 6-2 و6-2 في مباراة من طرف واحد لم تستغرق أكثر من ساعة واحدة. ولم يبدِ الايطالي أي مقاومة واستسلم سريعاً، فخرج بعدما أطاح بالفرنسي سانتورو حامل اللقب في الدور الأول. واعتبر ريوس ان فوزه منطقياً، وقال: "الأفضلية كانت تصب في مصلحتي حتى قبل أن تبدأ المباراة، كنت أتوقع مقاومة أكبر من بوتسي لكن في ما يبدو ان تقدمه في العمر أثّر كثيراً على لياقته البدنية فلم يتمكن من مجاراتي. أهدف الى الفوز باللقب لاهدائه الى عروسي الصغيرة التي أتت معي الى الدوحة بعد يوم واحد من حفل الزفاف". يذكر ان بوتسي يبلغ من العمر 36 عاماً، وان زوجة ريوس لم تتعدَ بعد عامها الثامن عشر. وفي المباراة الرابعة الأخيرة، فاز الاسباني فرناندو فيسنتي على الهولندي سيينغ شالكن المصنف ثالثاً 6 - 1 و5 -7 و6-1، ولحق بركب الدور ربع النهائي. وكان الفائز أخرج الألماني راينر شوتلر وصيف العام الماضي من الدور الأول، في حين تغلب شالكن على العلمي. متفرقات أكد عدد كبير من الذين شاركوا في البطولات السابقة ان الاعداد الجيد والتنظيم المتقن ظلا صفتين ملازمتين للبطولة، ويبذل القائمون على مختلف اللجان جهداً ملموساً من أجل راحة الفئات المعنية بأحداثها كافة. أكد مندوب شبكة "يوروسبورت" للتلفزة ان اكثر من خمسة ملايين أوروبي تابعوا المباريات التي أجريت حتى الآن، وتوقع أن يتضاعف الرقم بضع مرات من خلال مشاهدة المباريات الحاسمة في الدورين نصف النهائي والنهائي. لم تظهر مشكلات تحكيمية حقيقية حتى الآن، وان لم تختف الأخطاء نهائياً لكنها لم تكن مؤثرة على نتائج المباريات. واصلت شركة مرسيدس بنز بالتعاون مع رابطة اللاعبين المحترفين تنظيم تدريبات يومية لبراعم مدرسة كرة المضرب بالاتحاد القطري تحت اشراف ممدوح سعد مدير المدرسة. ويقوم نجوم البطولة بتعليم المهارات الاساسية للبراعم، ويعملون على ترغيبهم في اللعبة بهدف توسيع القاعدة الممارسة لها. أقامت شركة اوكسيدنتال للبترول حفلتها الرسمية أمس في قاعة المجلس بفندق شيراتون الدوحة المقر الرسمي للبطولة. أشاد عبدالله الملا رئيس اللجنة الاعلامية بالتغطية الاعلامية المميزة للصحافة العالمية التي تواكب الحدث، كما أشار الى الجهود المبذولة من قبل الزملاء العاملين في الصحف المحلية.