بدءاً من اليوم وحتى السابع من الشهر الجاري، ستتنفس الدوحة وتأكل وتشرب كرة مضرب... وذلك عندما تستضيف بطولة "اكسون موبيل قطر الدولية المفتوحة" بمشاركة نخبة من اللاعبين البارزين في عالم "الامبراطورية البيضاء" التي "تلونت" حديثاً. والبطولة القطرية هي اولى المنافسات العالمية التي تنظمها رابطة اللاعبين المحترفين في عام 2001، وهي المرة التاسعة التي تنظم في قطر حيث تحظى باهتمام شعبي ورسمي على اعلى مستوى. تنطلق اليوم على ملاعب "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" في الدوحة بطولة "اكسون موبيل قطر الدولية" لكرة المضرب البالغة قيمة جوائزها مليون دولار، وتستمر الى السابع من الشهر الجاري. ويشارك في البطولة الرسمية الاولى للعام الجديد 32 لاعباً من نجوم اللعبة يتنافسون على كأس البطولة المقامة تحت رعاية الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني ولي العهد ويفتتحها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس الجديد للجنة الاولمبية القطرية، وفي مقدمهم الروسي يفغيني كافلنيكوف، والالماني نيكولاس كيفر، والهولندي سيينغ شالكن، والروسي مارك روسيه، والفرنسي فابريس سانتورو، والارجنتيني غاستون غوديا، والتشيلي مارتشيلو ريوس، والمغاربة هشام ارازي وكريم العلمي ويونس العيناوي، فضلاً عن القطري سلطان خلفان. وتعد بطولة قطر محطة اعداد مهمة لبطولة استراليا المفتوحة على ملاعب ملبورن، اولى بطولات الجائزة الكبرى الاربع، والتي تنطلق في النصف الثاني من الشهر الجاري، لانها تقام على ملاعب مشابهة لتلك الموجودة في المدينة الاسترالية. وانطلقت بطولة قطر الدولية المعتمدة رسمياً للمرة الاولى عام 1993، ولاقت نجاحاً منقطع النظير. وشارك في احداثها 32 لاعباً من ابرز اللاعبين في العالم انذاك في مقدمهم السويدي ستيفان ادبرغ، والالماني بوريس بيكر والكرواتي ايفان ايفانيسفيتش. واستمتعت الجماهير التي تابعت البطولة في الدوحة وعبر شاشات التلفزيون خارجها بالعروض القوية الممتعة التي قدمها نجوم اللعبة. واعتبر النقاد والمتابعون في حينها، ان الحدث هو الاضخم من نوعه في الوطن العربي ومنطقة الشرق الاوسط. ولأنه حقق نجاحاً لافتاً، ادرجته الرابطة العالمية للاعبين المحترفين ضمن الدورات الرسمية. وفاز بيكر باللقب الاول بعد تغلبه على ايفانيسفيتش 7-4 و4-6 و7-5 في ساعتين و35 دقيقة، في حين خسر ادبرغ امام بيكر في الدور نصف النهائي 6-4 و6-4 لكنه فاز بعد ذلك ببطولتي 1994 و1995، وفاز التشيخي بيتر كوردا بلقبها عامي 1996 و1998، والاميركي جيم كوريير 1997، والالماني راينر شولتر 1999، والفرنسي فابريس سانتورو 2000. وتطورت هذه البطولة من عام الى آخر، وباتت تجذب الجماهير لمتابعتها بشكل لافت. كما انها اطلعت المواطن القطري على اللعبة ونجومها العالميين اكثر واكثر ما دفع الكثيرين من الشباب الى ممارستها فتكونت بالتالي قاعدة عريضة من اللاعبين افرزت ابطالاً على الصعيدين الخليجي والعربي. فوائد كثيرة من جانبه، اعرب علي الفردان رئيس الاتحاد القطري لكرة المضرب رئىس اللجنة المنظمة العليا للبطولة عن امتنانه لتنظيم هذه البطولة للمرة التاسعة، واشار الى ان الاتحاد القطري نظم 19 بطولة دولية حتى الان من بينها 7 بطولات للاسكواش. واكد الفردان في حديث خاص الى "الحياة" ان تنظيم البطولة سنوياً منذ عام 1993 وتتابع مشاركة النجوم الكبار في فاعلياتها عاد على قطر بايجابيات كثيرة، واثنى على المستويات الفنية التي شهدتها البطولات السابقة متمنياً ان تتفوق البطولة التي تنطلق اليوم عليها كلها وان تتسم بالتكافؤ والندية. وشدد على اهميتها لأنها تتوج المصنف الاول عالمياً في اول تصنيف يصدر عن رابطة اللاعبين المحترفين في عام 2001. وعن النواحي الايجابية لتنظيم هذه البطولات، قال الفردان: "تنظيم البطولة سنوياً في قطر قدم لها فوائد اساسية كثيرة... فهي وضعت بلادي على الخارطة السياحية العالمية وصارت منطقة جذب للمهتمين باللعبة وغيرهم... كما انها تنشط الحركة الاقتصادية اذ تنتعش السوق التجارية ويزداد حجم التعامل فيها، وتشغل الفنادق والطائرات بالكامل ما يحقق رواجاً اقتصادياً للدولة. وهناك ايضاً دور "الاعلام العالمي" الذي يحرص على حضور البطولة باستمرار لأنه يساهم في التعريف بالبلد ويعكس الوجه الحقيقي للنهضة العمرانية والثقافية والفكرية التي تعيشها في الوقت الحالي". واضاف: "ومنذ البطولة الاولى اهتمت الدولة بالبنية التحتية وحرصت تحديداً على انشاء ملاعب على أعلى مستوى من الجودة، وهي صارت بالمئات. واكتسب المواطن القطري مزيداً من الخبرات التنظيمية للبطولات الدولية الكبرى، فضلاً عن انها عرفته على اللعبة ونجومها الكبار فأحبها واحبهم واقبل النشء على ممارستها فاتسعت القاعدة واصبحت هناك "ثقافة تنسية" على أعلى مستوى". واوضح الفردان الذي يترأس الاتحاد المحلي منذ 11 عاماً، ان طموحات اتحاده لا تقف عند حد وانه يسعى دائماً الى تطوير اللعبة ونشرها باستمرار. واشار الى ان "سياسة الاتحاد تعتمد على تمويل البطولات بالجهود الذاتية ومن دون ان تتكلف الدولة شيئاً، علماً ان الدورة الحالية تكلفت مثلاً اكثر من 3 ملايين دولار". والفردان مقتنع تماماً ان الرياضة والاقتصاد يدوران في فلك واحد، وانه لا بد من ان تستفيد الرياضة من تمويل الشركات الكبيرة، وان تشيد منشآت رياضية وسياحية يعود ريعها الى خدمة الرياضة.