} تحركت الوساطات الدولية والاقليمية الهادفة الى احلال السلام في الكونغو الديموقراطية. وقدمت رواندا التي تدعم المناهضين لنظام كينشاسا مبادرة في هذا الشأن، في وقت تزامن مع اعراب مبعوث اوروبي عن تفاؤله بعد لقائه الرئيس جوزيف كابيلا الذي تعهد في وقت سابق العمل من اجل السلام. كيغالي، كينشاسا - رويترز، أ ف ب - اعلنت الحكومة الرواندية انها ستبدأ اتصالات جديدة مع جميع الاطراف المعنية بالصراع في جمهورية الكونغو الديموقراطية لاعطاء دفعة جديدة لمساعي احلال السلام. ودعت في بيان بثته الاذاعة الرسمية في كيغالي ليل اول من امس، الى تقديم دعم دولي لمبادرتها. وتأتي المبادرة في اعقاب اغتيال الرئيس الكونغولي لوران كابيلا وتنصيب ابنه جوزيف رئيساً للبلاد. وكانت رواندا وأوغندا ارسلتا قوات لدعم المتمردين الذين يقاتلون حكومة كابيلا منذ عام 1998 ويسيطرون الان على اكثر من نصف البلاد، فيما ارسلت زيمبابوي وانجولا ونامبيا قوات لمساندة حكومة كينشاسا. واشارت الحكومة الرواندية في بيانها الى انها "سعت بلا كلل، الى ايجاد سبل للتوصل الى حل سريع وسلمي للصراع". واضافت ان "الحكومة الرواندية اذ تأمل في انهاء المعارك في اسرع وقت ممكن والى الابد، قررت ان تأخذ زمام المبادرة باجراء اتصالات مباشرة ومستمرة مع جميع الاطراف المعنية بالصراع او المشاركة فيه". ودعت كل الاطراف الى العمل على تسوية النزاع في الكونغو الديموقراطية في اطار اتفاق لوساكا لعام 1999 الذي يدعو الى سحب القوات الاجنبية تحت اشراف مراقبين من الاممالمتحدة". ومعلوم انه لم يتحقق تقدم يذكر نحو تنفيد الاتفاق المشار اليه. كما دار قتال عنيف بين القوات المتحاربة في اقليم كاتانغا جنوبالكونغو الديموقراطية في الفترة الاخيرة. وفي غضون ذلك، اعرب الموفد الخاص للاتحاد الاوروبي الى منطقة البحيرات الكبرى الدو اخيلو بعد لقائه جوزيف كابيلا امس، عن تفاؤله بامكان نشر قوات للامم المتحدة في الكونغو قريباً. وقال اخيلو ان الخطط لهذا الانتشار الدولي يمكن ان تبدأ بعد التوصل الى اتفاق لاطلاق النار يتم التوصل اليه في القمة التي يعقدها مجلس الامن في هذا الشأن في 21 شباط فبراير المقبل. وكان وصول المبعوث الاوروبي الى كينشاسا اول من امس، ترافق مع نداء وجهه كابيلا الابن لازالة "سوء التفاهم" بين نظامه والاتحاد الاوروبي، مؤكداً في اول خطاب له كرئيس للكونغو انه "مصمم بحزم على متابعة تحسين علاقات التعاون" مع الاتحاد الاوروبي وانه "سيبذل كل جهده لبلسمة الجروح الناجمة عن بعض سوء التفاهم". وكان الموفد الاوروبي بدأ جولة جديدة على الدول المتورطة في الحرب الدائرة في الكونغو. وصرح في العاصمة الانغولية لواندا اول من امس، بانه "يبدو لنا حالياً ان خيار السلام يفرض نفسه على خيار الحرب. وقبل ذلك كان هناك توجه واضح نحو الخيار العسكري. انها طريقة لتجنب حل المشكلة". وكانت منظمة الوحدة الافريقية اكدت ان كابيلا الابن ابدى استعداده للتعاون "بشكل وثيق" معها لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار المبرم في لوساكا. وكان كابيلا الابن اكد انه سيعمل من اجل احياء اتفاق لوساكا لانهاء الحرب واضاف: "سندرس سبل استئناف اتفاقات لوساكا بالتشاور مع حلفائنا، ليس فقط لانها يمكن ان تقودنا الى وقف اطلاق نار فعال وانما ايضاً من اجل التوصل الى سلام في منطقة البحيرات العظمى". لكن التجمع الكونغولي من اجل الديموقراطية وهو ابرز حركات التمرد في الكونغو، اعرب عن "ذهول وقلق" بعد الكلمة التي القاها كابيلا. ويحتدم القتال في الحرب الاهلية الكونغولية على رغم اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه في العاصمة الزامبية لوساكا عام 1999. ودعا كابيلا الابن في خطابه الى "الانسحاب الفوري وغير المشروط للدول المعتدية: رواندا وبوروندي وأوغندا" وهو موقف اصر عليه والده. ولكنه خفف من لهجته بقوله ان "الحكومة ستسعى ايضاً الى سياسة تدعم الحوار والمصالحة مع اعدائها".