} مع وصول جثمان الرئيس الكونغولي لوران كابيلا الى كينشاسا امس، تمهيداً لدفنه غداً، برزت حركة انشقاق في صفوف الجيش تبنت مسؤولية اغتياله. ولا يستبعد ان تكون الاجهزة الامنية داخل النظام متواطئة في قتل كابيلا، بحسبما ألمح اليه الرئيس الانغولي، ما يعني ان البلاد ربما تكون على حافة انقلاب جديد او حرب أهلية طاحنة. وحدا ذلك بحلفاء كينشاسا الى الحض على الحوار في الكونغو. باريس، لواندا، كينشاسا - أ ف ب، رويترز - اتهم الرئيس الانغولي خوسيه ادواردو دوس سانتوس امس، اجهزة الامن في كينشاسا بالتورط في قتل الرئيس الكونغولي لوران كابيلا. وقال دوس سانتوس خلال افتتاح اعمال قمة الدول الحليفة للكونغو ان "اعداء شعب الكونغو استغلوا التساهل في الحراسة وتواطؤ اجهزة الامن وهاجموا القاعدة الخلفية والجانب الحساس للنظام، لاثارة البلبلة والاحباط في العاصمة والتسبب بهجوم على السلطة". وشارك في القمة الطارئة في لواندا امس، رئيسا زيمبابوي وناميبيا إضافة الى انغولا، وهي الدول الثلاث التي تساعد نظام كابيلا فى محاربة المتمردين الذين يتلقون الدعم من رواندا واوغندا. وتعهد المشاركون في القمة بمواصلة دعم النظام في كينشاسا الذي بات على رأسه الجنرال جوزيف كابيلا نجل الرئيس الراحل، لكنهم دعوا الى الحوار لحل الازمة وتطبيق اتفاقات لوساكا لوقف إطلاق النار الموقعة صيف 1999، علماً ان كابيلا كان يقف في وجه تطبيق تلك الاتفاقات. وفي تطور لافت امس، اعلنت كينشاسا انها دعت رواندا واوغندا وبوروندي الى المشاركة في جنازة كابيلا، ما اعتبر مؤشراً الى رغبة كابيلا الابن في الانفتاح على خصوم والده، للالتفاف على كثرة الحديث عن انه بديل انتقالي للفراغ في السلطة الناجم عن غياب الاخير. المنشقون وجاء ذلك في وقت اعلنت مجموعة من العسكريين الكونغوليين مسؤوليتها عن مقتل كابيلا، وذلك في بيان حصلت وكالة "فرانس برس" في باريس على نسخة منه. وكتبت المجموعة القريبة من حليف سابق لكابيلا اختفى عام 1997 في ظروف غامضة، في البيان: "اننا نعلن تضامننا الكامل مع العمل البطولي الذي نفذه رفيق السلاح رشيدي الذي ضحى بنفسه في سبيل التخلص من كابيلا، هذا الوحش الدموي". وحمل البيان توقيع: "المقاومون الشبان في المجلس الوطني للمقاومة والديموقراطية"، وهو صادر بتاريخ 18 الشهر الجاري في كينشاسا. وكان رشيدي احد حراس كابيلا واطلق النار عليه في القصر الرئاسي في العاصمة الثلثاء في 16 الشهر الجاري. واشارت المجموعة الى انها "من اعضاء المجلس القومي للمقاومة الوطنية وانها تلقت تدريبها تحت اشراف الجنرال الراحل نغاندو كيساسي" القريب من اوغندا والذي كان حليفاً لكابيلا عندما اطلق الاخير تمرده على الجنرال موبوتو سيسي سيكو في ايلول سبتمبر 1996. واختفى كيساسي الذي اعلن نفسه "الزعيم العسكري" للتمرد، في مطلع 1997 في ظروف لا تزال غامضة في حين كانت قوات التمرد تتقدم نحو كينشاسا بدعم من رواندا واوغندا. واضاف البيان ان "الرأي العام يجب ان يعلم ان 47 شاباً وطنياً اعدموا في 15 الشهر الجاري من دون محاكمة وفي حضور كابيلا. وكان ذلك النقطة التي طفح بها الكيل. وصدر القرار عندها بوضع حد لحملة كابيلا الدموية انتقاماً لرفاقنا وفي الوقت نفسه، لازالة اي عائق يعترض بدء المفاوضات" للتوصل الى السلام. وتابعت المجموعة المنشقة: "اننا نعلن رغبتنا في مواصلة المعركة التي بدأناها للتخلص من النظام الدكيتاتوري الذي اقامه كابيلا واصدقاؤه في الكونغو". جثمان كابيلا وفي غضون ذلك، وصل جثمان كابيلا الى كينشاسا جواً، من لوبومباشي مسقط رأسه امس، وسجي في قصر الشعب تمهيداً لدفنه غداً. واصطف آلاف المعزيين على طول الطريق من المطار وكان كثيرون يرتدون قمصاناً تحمل صور الرئيس الراحل. وكان جوزيف كابيلا توجه مبكراً الى المطار وهو يرتدي بزة سوداء، في انتظار وصول جثمان والده. وقال موينزي كونغولو وزير العدل ان الحكومة اختارت جوزيف ليحلف محل والده وسيؤدي القسم بعد دفن والده ليصبح رئيس ثالث اكبر دولة في افريقيا.