} ادى الجنرال جوزيف كابيلا القسم الدستوري رئيساً للكونغو، غداة جنازة والده، مستفيداً من وجود حشد من الرؤساء الافارقة في كينشاسا لحضور الجنازة. وجاء ذلك في وقت دعا مجلس الامن الى اجتماع الشهر المقبل، لتدارس الوضع في الكونغو، بهدف تدارك اتساع نطاق الحرب . كينشاسا، نيويورك - رويترز - ادى الجنرال جوزيف كابيلا امس، القسم الدستوري في مراسم تنصيبه رئيساً للكونغو الديموقراطية، غداة دفن والده الرئيس المغدور لوران كابيلا. وانتهز كابيلا الابن فرصة وجود عدد من وفود الدول المشاركة في الجنازة لاضفاء طابع الشرعية الاقليمية على مراسم تنصيبه، خصوصاً في ظل وجود زعماء الدول المتحالفة مع بلاده في الحرب التي تشهدها. واجتمع كابيلا الابن مع الرؤساء والموفدين الافارقة للبحث في الجهود المكثفة لانهاء الحرب الاقليمية التي تورطت فيها ستة جيوش اقليمية. وجاء تنصيب الجنرال جوزيف كابيلا البالغ من العمر 31 عاماً، بعدما قرر اركان النظام الاسبوع الماضي، اسناد مهام تسيير الحكم اليه، باعتباره قائد القوات المسلحة الكونغولية. وجرت مراسم التنصيب في قصر الشعب حيث دفن والده الذي قتل برصاص احد حراسه، في حادث لا تزال ملابساته غامضة. ويعود هذا القصر الى فترة الاستعمار البلجيكي وكان مقراً لأول برلمان للكونغو زائير سابقاً بعد الاستقلال عام 1960. وكان جوزيف كابيلا وقف في جنازة والده محاطاً برؤساء زيمبابوي وأنغولا وناميبيا الذين تحالفوا مع والده في الحرب المندلعة من عام 1998 ضد الثوار الذين يحظون بمساندة اوغندا ورواندا حليفتي كابيلا السابقتين اللتين ساندتاه في الوصول الى السلطة عام 1997. ولم تنعم الكونغو الديموقراطية بالسلام منذ اطاح كابيلا الديكتاتور موبوتو سيسي سيكو في نهاية حرب ادغال استمرت ثمانية اشهر. مجلس الامن الى ذلك، اعلنت الاممالمتحدة ان مجلس الامن سينظم اجتماعاً لوزراء خارجية الدول المتورطة في حرب الكونغو لدفع عملية السلام في البلاد بعد مقتل رئيسها لوران كابيلا. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة فريد ايكهارد للصحافيين اول من امس، انه من المتوقع انعقاد الاجتماع في نيويورك يومي 21 و22 شباط فبراير المقبل. وكان المجلس يعتزم عقد اجتماع حول الصراع منذ كانون الاول ديسمبر الماضي، بعد اجتماع كابيلا مع رؤساء دول ورؤساء حكومات في نيويورك في كانون الثاني يناير من العام الماضي، وذلك للبحث في امكان اعادة العمل باتفاق لوقف اطلاق النار. وأسفر ذلك الاجتماع عن قرار لمجلس الامن بتشكيل قوة من 5537 فرداً لمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في لوساكا عاصمة زامبيا اواسط عام 1999. ولم يكن الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان قادراً على ارسال قوة كاملة تابعة للامم المتحدة بسبب القتال المستمر. ولكل من رواندا واوغندا قوات في الكونغو تدعم المتمردين الذين حاولوا اطاحة كابيلا، فيما ارسلت زيمبابوي وناميبيا وانغولا جنوداً لدعم الجيش الكونغولي. وأبدى المندوب الفرنسي جان ديفيد لوفيت رغبته في ان يبحث اجتماع الشهر المقبل، في نشر قوة تابعة للامم المتحدة في غوما وبوكافو على الحدود بين الكونغو ورواندا لضمان امن الاخيرة، قائلاً ان "لب المشكلة يكمن هناك". وكان الهوتو الروانديون المسؤولون عن حرب الابادة التي شهدتها بلادهم عام 1994 فروا الى الكونغو. وقال لوفيت أيضاً انه يأمل في ان يأتي قرار ارسال قوة كاملة تابعة للامم المتحدة في اعقاب الاجتماع المقبل، على رغم تشكيك ديبلوماسيين في امكان ذلك في الوقت الراهن. على صعيد آخر، اعلنت الولاياتالمتحدة ان اكثر من عشرين فرداً من موظفي سفارتها وأسرهم، قرروا مغادرة الكونغو، في مؤشر الى ان الاحوال الأمنية هناك تتسم بالخطورة.