في أول موقف معلن للادارة الأميركية الجديدة من ملف العراق، قلل نائب الرئيس ريتشارد تشيني من خطر تكرار الاعتداء على الكويت، لكنه حذر من أن العراق "ما زال يشكل قوة عدم استقرار" في المنطقة. ورأى ان القدرات العسكرية للعراق أضعف مما كانت عليه قبل عشر سنين، حين اجتاح الكويت. وقال تشيني في مقابلة مع شبكة "ان. بي. سي" أمس انه لا يعتقد ان "صدام متهور كفاية ليكرر ما فعله قبل عشر سنين". واستدرك ان "الوضع في المنطقة والعراق ما زال يشكل قلقاً" للولايات المتحدة. وزاد ان بغداد ما زالت تسعى الى اقتناء أسلحة دمار شامل قد تستعملها لتهديد جيرانها، لذلك "ما زالت الولاياتالمتحدة تصر على عودة المفتشين الدوليين الى العراق للتأكد من انه لم يُعِد بناء تلك الأسلحة". وتجنب الرد على سؤال عن نوع الرد الأميركي في حال رفض الرئيس صدام حسين السماح للمفتشين بالعودة، مكتفياً بالقول: "المهم ان يدرك حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة انها ملتزمة مساعدتهم ضد التهديدات العراقية". وحذر صدام من "تكرار أعمال تهدد جيرانه". وجاء كلام تشيني في وقت ما زالت الخارجية الأميركية تعد أفكاراً طلبها وزير الخارجية الجنرال كولن باول، تتمحور حول كيفية "تنشيط الحصار" على العراق، بطريقة تستهدف النظام أكثر وتخفّف معاناة الشعب العراقي. وذكرت مصادر أميركية ان واشنطن تراقب باهتمام الاتصالات التي تجريها مصر وسورية مع العراق، لافتة الى مشاورات بين أميركا ومصر في شأن الملف العراقي. وتابعت ان واشنطن "لا تمانع في أن تسعى دول الى دور لها في هذا الملف، طالما لا يتناقض مع السياسة الأميركية".